مغرورة مكابرة

"كلام مباشر موزون"

لطفي زغلول

lutfi_zag@hotmail.com

مغرورة مكابرة

تخال وهما أنها صارت من الجبابرة

وأنها المبادرة

وأنها تفعل ما تشاء وهي قادرة

كأنها استولت على عمان في سلامها

والقاهرة

وبالخليج العربي ظافرة

كأنها في نزهة مسافرة

مغرورة مكابرة

تحلم بالسلام والتطبيع بعد كل ما

أتت به من الفعال الماكرة

كأننا صرنا بدون ذاكرة

كأنها لم تغتصب بغدرها البلاد

لم تذبح الشيوخ والنساء والاولاد

كأنها لم تحرق الأقصى ..

ولم تحرم من العبادة العباد

كأنها ما شوهت تاريخنا

في موطن الآباء والاجداد

مغرورة مكابرة

قرصانها يظن نفسه من القياصرة

يقود قطعانا من المستوطنين

الفالتين كالذئاب الكاسرة

تسوسه عقلية السماسرة

تاريخه فصل من الارهاب والدماء

صبرا وشاتيلا استحالتا

عليه لعنة حلت من السماء

جرائم لن تغتفر

ولعنة التاريخ حلت

ليس منها مهرب ولا مفر

مغرورة مكابرة

لكل حق ناكرة

بلادنا سهولها جبالها

وديانها شطآنها

محفورة في الذاكرة

تظن انها غدت ناهية وآمرة

وأن أرضنا يهودا أصبحت والسامرة

شاءت أبت انا هنا

باقون فوق أرضنا

بطولنا وعرضنا

كشوكة في حلقها في صدرها في الخاصرة

حتى يعود الحق وهي صاغرة

مغرورة مكابرة

مهما تمادت لم تزل

هذه الجموع صابرة

على بلوغ شأوها مثابرة

ينساب كالدماء في عروقها الاصرار

لا ترهب الدمار

لا تغير القرار

لا تهاب لا تنهار

فلم يزل أطفالها أشبالها

نساؤها  رجالها

يمارسون لعبة الحجار

ويزرعون الأرض كلما عدا عاد

على أوطانهم بالنار

مغرورة مكابرة

عاشت على وهم انتصار من عقود غابرة

في لحظة من الزمان عابرة

لكنها في عنفها وقهرها

وسرها وجهرها

تعلم أن شعبنا الجبار ..

كان قاهر الجبابرة