في ذكرى النكبة عذرا يافا

(1)

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

يـافـا نـسـيـتـك والـفؤاد سلاك
مـاغـبـت  عـني منذ يومي iiلحظة
يـافـا أحـقـاً تُـنـتـسـين iiبكبوةٍ
مـاغـبـت  عـني منذ يومي iiلحظة
رغـم الـتـبـاعـد فـالفؤاد iiيشدني
قـد  عـج قـلـبـي بإشتياقٍ iiللذرى
فـنـظـرت حـولـي كي ألوذَ بهمة
لـلـه درُّك قـد سـكـنـت iiمكامني
يـا  أُخـت حـيـفا إنّ خصبك iiنادر
أنـت  الـتـي أبـهرت أجداداً iiأُولي
عـاشـوا بـعـزٍ رافـعين iiرؤوسهم
مـضـت  الـسـنون وبدلت أجيالهم
فـهـل  الـشـواطىء تُنتسى iiلتشرد
قـالـوا بـأنَّ الـبـعـد عنك iiمؤقت
ولـكـم  أُصبنا في الصميم iiوأُحبطت
ألـف الـتـشـرد وارتـضاه بواسل
لـكـن  إسـمك سوف يبقى في iiدمي
قـد  كـنـتِ أول لـقـمـة iiمبتاعة
بـلـفـور[2] بـاعـك لـليهود لعلّه
أهـداك  لـلأعـداء تـكـريـماً لهم
فـبـكـاك من طردوا ومن مثلي iiوفا
الأهـل  عـنـك تـشردوا iiواحسرتا
وآتـى  مـن الـمـوساد جيش سابح
مـلـكـوا  الـزمـام وذللوا iiمتمسكاً
فـرأيـت  فـي التشريد عنك iiمبرراً
وبـدأت  أجـمـع ثـروتـي iiمتزلفاً
واشـدت  فـي دنـيا العروبة iiمنزلي
وشـرعـت  ابـنـي فندق iiمتشامخاً
تـحـيـا  الـلـيالي بالقيان iiوبالغناء
وأبـي  تـوجـه للخليج مناضلاً ii[3]
ورأى  بـأرض الـغرب موئل iiرزقه
بـكـت الرمال من المصاب iiوأنشدت
يـافـا الـجـمـيـلة كم فراقك مؤلم
يـا  أخـت حـيـفا إّنني iiمستضعف
كـم مـن شهيد فوق أرضك iiضرجوا
أتـراهـنـيـن  بـأن عشقك قد iiخبا
أرض  الـجـدود أتـرتضين iiتحرّقي
لـلـه درّك فـالـحـنـيـن يـلفّني
فـلـتـشـهـدي  أنـي بكلي عاشِقٌ
تـدرين  يافا أن في( أُوسلو[4]) iiوفاقاً
وتـنـازل الـمـغوار عنك iiصراحة
(والواي[5] ) جاء وثم شرم الشيخ [6]
والـقـدس ضـاعت بعد حيفا iiكونهم
وتـوالـت الأحـداث تـقـتل iiحلمنا
لـكـن  شـبـاب اليوم عنك iiتحولوا
والـبـعـض سـارع للرياضة iiعابداً
غـدت  الـمـلاعـب قبلة نهفوا iiلها
هـذا  يـشـجّـع نـاديـا بـإيـابه
يـافـا بـنـو قومي تراخوا iiوانبروا
نـأتـي  الـمـحـافل والنوادي علّنا
إنْ  لـم نـجـد نـأتي الفنادق iiبعدها
مـن  يـحـتـسون ويرقصون iiبخفة
أبـنـاء  يـعـرُب والـذين iiتوهّموا
نـمـضي  الليالي بعد أُوسلو iiنحتسّي
وبـرامـج الـتـلـفـاز تأسِرُ iiجيلنا
فـتـبـلـدت  فينا المشاعر iiوالرؤى
جـيـل  الـمـلاهي والملاعب iiقادم
مـا  عـاد للصاروخ والطيران iiمعنى
يـا عـرب غنوا وارقصوا iiوتريضوا
أنـا  يـعـربـيّ مـسـلم iiوعقيدتي
لا  لـلـسـلام وألـف لا لـلسائرين
فـي قـبـضـة الأشـرار والـشذاذ
لا لـلـسـلام الـنـاقـص iiالمخنوع
يـافـا  أحـقـا لـلـعـروبة iiتنتمي
مـن  قـال إنّـك لـلـعروبة iiتنتمي
يـا أمـة الإسـلام يـافـا iiتـرتجي
تـأتـي عـلـى نسل اليهود iiوحكمهم
لا  تـامـنـوا غـدر اليهود iiفمكرهم
عـودوا  إلـى الـقـرآن فيه iiسماتهم
مـن  يـنـقذ القدس السليب iiوأرض
شـارون  دنّـس بـاحـة iiالأقـصى
وأذل  كـل الـمـسـلـمـين وقبلهم
والـذل  أمـسـى كـالرداء يلف iiمَنْ
والـعـرب أمـسـوا حائرين منددين
وتـجـمـعـوا  كي يجمعون iiدراهما
تـركـوا  صغار الأهل أطفال iiالحجا
يـسـتـعـذبـون الـموت iiوالتنكّيل
كـم نـكـلـوا وتـغطرسوا iiببجاحة
يـا أمـة الإسـلام يـكـفـي ما iiبنا
رصـوا  الـصفوف ولملموا iiآشلائكم
يـا فـا تـئـن وقـدسـنـا iiتستنجد
الـلـيـل  طال ونومكم هل ينتهي ii؟
أبـكـي  عـلـى زمن فجعت لما iiبه
بـغـداد[10] جئت إليك أشكو iiحيلتي
آخـي  دمـشـق وهـلـلـي iiللقائها
نـادي  لـزحـلة[11] والبقاع iiففيهما
ربـة عـمـون بـشـيـبها iiوشبابها
مـدي الأيـادي مـا اقـتـدرت فإننا
اصـغـي لـيـافـا واسـمعي iiأنّاتها
بـلـد  الـشـهـامة والشهادة والتقى
حـاكـى  الـسـحـاب بقوة iiمعهودة
شـدوا  الـرحـال فأُخت يافا iiترتجي
إنـا عـلـى عـهـدٍ لـيـافـا iiدائمٍ
قـالـوا جـنـنـت فـقلت حقا إّنني
يـافا أبشري واستبشري ذي iiصحوتي
أنـا  عـائـد فـتـرقـبـي iiبتشوقٍ































































































وأحـبـتـي لا يـذكـرون iiصـباك
والإحـتـلال  يـحـول دون iiلـقاك
قـد أغـفـل الـتـاريـخ كنه iiثراك
والإحـتـلال  يـحـول دون iiلـقاك
صـوب الـشـواطـيء مولها iiبدفاك
والـنـفـس  أنّـت يـالفحشِ iiعداك
فـبـكـى  الـهمام وزاد في iiالإرباك
وشـغـلـت لـبـي من تكون سواك
ومـمـيـزٌ والـبـحـر كـم iiأغناك
بـأسٍ عـتـاة تُـيـمـوا بـهـواك
فـوق الـمـجـرة هـمـهم iiإرضاك
والـيـوم كـثـر قـد نـسوا iiمرفاك
أم يـكـفـي مـن يوم النزوح بكاك؟
والـبـعـد  مـهـما طال لن iiننساك
فـيـنـا الإرادة أيـن مـن iiيـهواك
وتـحـرجـوا  أن يـحـلموا iiبرباك
صـوتـا يـجـلـجل في الدنا iiللقاك
لـلـطـامـعـيـن  القاصدين iiثراك
يـرضـي بـني صهيون في iiالأفلاك
والـعـرب  لـم يـاتـوا بأي حراك
مـع  أن جـيـل الـيـوم قد iiجافاك
وتـغـلـغـلـت صهيون في أرجاك
حـكـمـوا  الـبلاد وذاك iiكالإشراك
بـعـقـيـدة كـي يـرتضي iiبسواك
لأَهـيـم  فـي الـدنـيـا بلا iiإرباك
هـذا وذاك بـحـالـة الـمـتـباكي
وبـنـي الـيـهـود بـديـلة بذراك
يـأتـيـه  مـن عـشقوا ومن iiغناك
مـتـمـشـيـا  مع هدي من iiأهداك
وأخـي تـنـاسـا مـا جرى iiبحماك
وبـنـوه لـم يـدروا لـمـن iiاولاك
أرض  الـسـلام تـؤول iiلـلـسافاك
ومـبـرح لـلـعـاشـقـيـن iiرباك
قـزم  [i]ـأسـيـر الـفهم iiوالإدراك
ودم  الـجـدود عـلـى المدى iiرواك
أتـصـدقـيـن بـأنـنـي iiأنـساك
أيـلـذ  لـي أن تـبـقي( iiللباراك)؟
أيـن  اتـجـهـت وما لغيرك iiشاكي
رمـل  الـبـحـار ومـرقد الأسماك
خـيـب  الآمـال iiواسـتـثـنـاك؟
عـن طـيـب خـاطـر للعِدا iiأبقاك
صــيـغ وشـرطـه أن لا iiنـراك
مـسـتـوزريـن  ولـو على iiشباك
دحـر  الـيـهـود وطرد من iiأعياك
وتـمـايـلـوا طـربـا على نجواك
ومـراهـنـاً ،أن لـن تـخورَ iiقواك
فـيـهـا  نـعـد الـجيل جيل iiلقاك
و يـفـاخـر الـدنـيـا لـهزّ شباك
لـلـعـود والـقـيـثـار iiوالكونياك
نـجـد الـسـبـيل بها لنيل iiرضاك
نـحـي الـلـيـالي ساهرين iiنحاكي
ونـقـول يـافـا تـشـتكي وتشاكي
أن  الـسـلام يـلـوح فـي iiالأفلاك
مـا لـذ مـن خـمـر بـلا إربـاك
وتـشـدهـم لـلـثـأر في iiالأكشاك
وتـلاشـت  الآمـال فـي iiلـقـياك
مـنـه الـصـلـيل بركلة من ii"باك"
فـي الـحـيـاة ولـم نـعـد نهواك
وتـنـعـموا  في العيش iiكالأتراك[7]
إنّ  الـجـهـاد مـحـرر iiلـثـراكِ
بــدربــه إن كـان قـد أبـقـاك
والــلآئــي  أتــوا iiلـحـمـاك
مـن  يـرتـضـيـه كآكل iiالأشواك
أم أنّ "جـافـا[8] " قد غدت iiمسماك؟
فـلـيـأتـنـي  بحصى لرجم iiعداك
مـمـن يـوحـد هـبّـة iiلـعـراك
لـتَـسـود  فـي أرض السلام iiقواك
مـتـوارث يـعـزى إلـيه iiبلاك[9]
وأهـمـهـا لا عـهـد ( iiلـلسافاك)
يـا  فـا مـن بـراثـن مـعتد iiأفاك
وداس  بـنـعـلـه أنف الذي iiيهواك
أبـنـاء يـعـرب ثـم مـن نـاداك
فـي  عـيـشـه مـتـلـهف iiللقاك
بـفـعـلـة  الـمـتـغطرس الدياك
تـرضـي  ذوي مـن قُـتلوا iiبعراك
رة  يـدفـعـون أذى الـذي أعـياك
والـعـيـش الـمرير لرد كيد iiعداك
وبـنـا اسـتـخـف ولم نقم iiبحراك
فـمـصـابنا  جلل أحان وقت رثاك؟
لـتـحـرروا مـا ضـاع من iiأملاك
ومـآذن الأقـصـى تـنـوح كـفاك
يــا أمــة الإسـلام زاد iiشـقـاك
مـن ذلّـة وتـقـاعـس iiوتـبـاكي
رغـم  الحِصّار وحضر بعض iiسماك
زيـلـي  الـحـدود ولـبي من iiلباك
طـول الـمـدى مـتـنـفس iiلقواك
تـزهـو بـكـم وتـقـول أين iiيداك
فـي كـل صـوب نـزدهـي iiبلقاك
والـقـدس نـاحـت سـورها iiناداك
بـلـد  الأعـزة فـالرشيد[12] iiأباك
وبـكـبـريـاء  لـجـيـشه iiالفتاك
تـحـريـرهـا  من عصبة iiالإشراك
سـنـعـيـدهـا  بالسيف iiوالمسواك
مـجـنـون  يـافـا لا كقيس iiشاكي
آتٍ  إلـيـك فـحـيـي مـن iiحياك
يـوم  الـقـدوم وأن أمـوت iiفـداك

              

[1]span> نظمت هذه القصيدة قبل احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية

[2] كما جاء في وعد بلفور بإهداء فلسطين كوطن قومي لليهود

[3] هنهنا تضوير لهجرة أبنأ فلسطين للدول المجاورة ودول الخليج والغرب

[4] في اتفاق أوسلو تم التنازل عن كثير من المدن الفلسطينية والتي منها يافا ويافا هنا هي رمز لكل مدينة أنتسيت

[5] الواي رفر إحدى محطات التفاوض

[6] شرم الشيخ مكان آخر تلى أوسلو و الواي رفر وتم فيه الكثير من الإجتماعات اللاحقة بين المتفاوضين

[7] عيشة الأتراك قبل أوردوغان بسنوات

[8] جافا وهو إسم يافا الجديد بالعبرية

[9] الإبتلأ بالإحتلال

[10]span> قبل أكثر من عشر سنوات كانت بغداد غير بغداد اليوم جيش ومنعه وقوة

[11] هذهذا يصور حلم الجبهة الشرقية الذي كان يراود النفوس

[12] العزة والعظمة تتجلى بعصر هارون الرشيد الذي خاطب السحاب