لن تكب عبس
عبد الزهرة لازم شباري
إلى الشاعر مصطفى الجزار ..
لا تـأسـفـن لـعبلة يوم الوغى
فـدمـوعـها ودموعنا باتت لظاً
مـن قبل تشرين السيوف تهيمنت
مـاذا وتـقـبـيل السيوف لعنتر
أو تـأسـفـن إلى الفخار تماجداً
هـا أنـت تـجعل للمفاخر كبوة
لـن تـكـب عبس فالمفاخر كلها
وتـهـافـتت تلج السيوف تعطشاً
ها أنت تختزل السيوف بوجه من
سـمـجـت مفاعلك البيان وأنها
وأرحـت فـارسـك الهمام مخالفاً
نـامت عيونك أنت صرت كناعي
إن أشرقت شعبان في غسق الدجى
وتـعـاقـبت بعد الصمود بواقراً
مـا قـام مـنـبر غير منبر باقر
ويـعـانـق الـقمر المنير سناؤه
مـاتـت عـبيلة؟ لن تموت وإنما
بـل أشـرقت بغداد ترنو للضحى
مـن قال إن السيف يعجز بالوغى
حـتـى إذا هـدء الوطيس لعنتر
يـعـلـو العراق شموخه وضياؤه
هـلاّ سـئـلت الخيل أنت وفوقها
هـلاّ سـئـلـت الخيل يبن كنانة
لـسـمعت قرقعة السيوف وأهلها
لـكـن فـي فن القريض مغاولاً
أو أنـت تـدعـو للبيان تماجداً ؟
هـيـهات إن أفل القطا عن حازم
فـاكـتب قريضك للنضال كمعبرطـيف يزور جفونها خوف الكرى
مـن يـوم إذ مادت لعنترة السرى
خـفـقـاتها خوفاً تروع وتذعرا
بـالأمـس قـبـلها سراة للورى
فـالشعر شمساً في شموخ إذ سرى
وتـدوس أعـلام الفخار أما ترى؟
صـعدت على بغداد من كل القرى
مـن ذا يـقول لحاتم دنس الفرى
عـبدوا الشياطين التي أبدت عرى
رفضت تعيش على مغاولها السرى
ألـفـيـتـه عـبداً ينوء مسوّرا
تـنعى لقومك يا لشعري ما جرى؟
فـيـها كواكبنا سمت فوق الذرى
صـمدت لبطش الظالمين وأكبرى
يـتـلـو على أمد الدهور مظفرا
بـيـن الـكواكب والثرّيا أزهرا
مـادت سـيـوفـكم خميس قهقرا
وعـبـيلة تحيا وإن طال السرى
لـن تـفقد البيض الصفاح تسعرا
لاحـت لـه تـاجـاً كبدر أنورا
مـسـتـعصياً كالصم لن يتقهقرا
بـيض تسايرها المواكب خطّرا؟
وأنـسـت طوداً في ذراه وأبهرا
تـطوي الرقاب ونحوها والمدبرا
وتـخـبـطـاً مـتـذيلاً متتعثرا
أوتـدعـو للدنيا لتكتب ما جرى؟
وأنـاخ قـلـبـه لـلوجود منوّرا
أنـسـت لـه كل الحشود لتعبرا