همسةُ لقاء
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
غـرِّدْ على فـَنَنِ الجمالِ (مُحَمَّدُ )
وانـثـر بواحات المساء شذاءها
ويـتـوه ظام في محاريب الشجا
يـا مـبـدع اللحن الشجيِّ مواكبا
فـهـواك لـمـلمني شظايا لوعة
غـرِّدْ، فـمـيلادُ الحروف بنغمةٍ
بـأصـابـعٍ ذهـبـيـةٍ وبريشةٍ
بُـهِرَ (الغريضُ) وقد تداعى نشوةً
وتـراقـصـتْ (سَلّامةٌ )وقيانُها
وصدى الملائكِ في تخومِ عروشِها
قـل ما تشا واعزف بلحن توجعي
خـذ أضـلعي التعبى معازفَ أنّةٍ
وانـقـرْ عـلـى خفقاتِها متأمِّلا
فـمدايَ في أفُقِ الضياعِ محاصرٌ
وخـطوط عمري قامة فيها انحنت
خـمسون من عمر الزمان قطعتُها
قـلـبـي يصوغُ خرائداً سحريَّةً
وأنـا لأحـبـابي وفيت وما وَفَى
ولـوَتْ أعـاصيرُ الزمانِ بهيكلي
غـرد، فـأنفاسُ الهوانمِ قد عَلَتْ
وهـفـتْ لـعـودِك أكبدٌ حرَّانةٌ
واعـزفْ، أساطيرُ الخيالِ حناجرٌ
تـأوي لـقـبـتنا القلوب عواكفا
وتـتـيهُ حيثُ المدهشاتُ عزفْتها
قـلـبانِ تهْنا في الجمالِ عُصارةً
أرأيْـتَ كيف الحبُّ يسكنُ شاعراً
والـخـمـرةُ الـصهباءُ لذَّ مذاقُها
لـمـلـمْ بقايا الروحِ من سبَحاتِها
قدْ جئتَ بالسحرِ الحلالِِ رصدْتني
خـذْنـي نـداءاتٍ تـتوقُ توَلُّهاً
وأعـرْ لمسمعيَ اللهافَ فقد حَكى
خـذنـي جراحاتٍ مشاتلَ حسرةٍ
* * *
أبـا هـاشـمٍ يا نبض قلبي إنني
نـحـن الـتـقينا شاعراً بهمومِه
جـئـنـا لأقداحِ المدامةِ نحتسي
داعـبْ لأوتـارِ الـقلوبِ مُرنّما
سـأظلُّ فيكَ إليكَ تركضُ خطوتي
يـا وحـشـتـي أِني أكابِدُ وحدَه
أنـا نـبْتُ لحنِ الحبِّ في واحاتِنا
فـعكسْتَ وجهي في مرايا عصرِنا
دُمْ صـاحـبي كفّي تُوائِمُ قد أَتَتْ
فـأنـا ربـيـعُ المهرجانِ بلونِه
وأنـا لـهـمـسِـكَ نشوةٌ جيَّّاشة
سـأكـونُ أوفى مَنْ يكونُ بكونِنا
نـاشـدْتُ قلبَك أنْ يُواصِلَ عزْفَه
فـلقد عهدْتُ الشعْرَ يرقصُ عازفاً
هـذي رسـالاتـي إليكَ توَشَّحَتْ
خـذْهـا وَلُـمَّ شتاتَ روحي إنَّنيوانـشـدْ فـقلبي في الهوى يتعبدّ
عـبـقـا .بـتـيجان العقود يقلدُ
وبـروضـة الـتذكار ظل يعربدُ
شـغـف العواطف بالخيال تُجنّد
وغـدا بـأريـاض الـهناء يُغرِّدُ
تـنـسابُ من شفة الرباب وتُولَدُ
شـهَّـاءَ تـخـطرُ بالدلالِ وتنهدُ
وَحَـبـا إليكَ وفيكَ رحَّبَ (مَعْبدُ)
وهـفـتْ مـزامـيرٌ .وثارَ تمرُّدُ
ضـجَّـت تـسـبِّحُ للنقاء وتسهدُ
فـأنا الجمالُ وصوتُ لحنِكَ يُسْعِدُ
وبَـخُـورُ روحي في فضاكَ يُعَمَّدُ
رقـصَ الـحـنـينِ بلونِه يتورَّدُ
وعلى فراشِ الصمتِ لمْلمَني الغدُ
شـهـبي، وكسَّرها الفراغُ الأسوَدُ
فـوق الجراحِ .وألفُ سهمٍ يرصدُ
وخـريـدتـي أنّـي إلـيك أُمجِّدُ
زمـني .وطوَّحني الغريبُ الملحِدُ
وطغت .وضاق بي الفضاء الأجردُ
لـهْـفـى وطارتْ للسحاب ترَدَّدُ
شـوقـاً. وحـلَّقتِ العيونُ السهّدُ
صـدحَتْ على إيقاعِ روحِكَ تنشدُ
يـبـدي الـمودَّةَ والصفاءُ الموردُ
بـوْحـاً .لـيسبحَ في سمائك فرْقدُ
سـكـبَـتْ لأسرابِ الطيورِ تبددُ
والـشـمـسُ للحْنِ الغريبْ توَسَّدُ
والـدرُّ فـيـهـا بـالبيانِ يُنضَّدُ
فـالـعـودُ طـوْعُكَ ما ثناكَ مُقيِّدُ
وتـراً .ولـسْتَ بما اكتشفْتَ تُقَلِّدُ
فـلـنـا أفـانـينُ المحبَّة تسجُدُ
مـابـي .وفـزَّزني لصوتِكَ عُوَّدُ
مِـن فـيـضِـهـا عشَّاقُنا تتزوَّدُ
* * *
طيرٌ .وأنتَ حروفُ شِعْري الشرَّدُ
ومـلـحِّـنـاً لـونُ الخلودِ يخلِّدُ
ومـدامـتـي أنـي بعزفك أُوْجَدُ
أحـلـى الـقـصائدِ للفنون تُردِّدُ
وهـواكَ نـبـعٌُ فـي هوايَ يُبرَّدُ
حـبّي .وغيري في نزيفي مَهَّدوا
فَـتَـقَ الـرمادَ وكلُّ سحْرٍ يُفْرِدُ
واخترْتَ لوْني مُذْ طلعْت ( مُحمدُ)
تـجـنـي ثمارَ الشوقِ فيهِ تُجدِّدُ
وأِلـيـك في أحْلى اللحونِ سأًنشِدُ
وفـمـي لـميلاد (الأميرةِ) مَعبدُ
وأنـا إلـى حـلوِ الهوى لا أجْحَدُ
يـغـزو القلوبَ وفيك بَشَّرَ هُدْهُدُ
ودَمُ الـقـلوبِ يُصَاغُ منْهُ زَبرْجَدُ
بـنـزيـفِ قلبي والجراحُ تعرْبِدُ
طـفـلٌ عـلى درْبِ التوجُّعِ يقْعُدُ