يا غادرة
أنمار محمد محاسنة
[email protected]
وأفرَغتِ في كأسِ الوَفا سُمَّاً غدا بيَ ضائِعا
فشَرِبتُ مِنهُ الغدرَ كي أَسقي يَتيماً وادِعا
قلباً أَحَبكِ واشتكى هجراً
أَراهُ مُخادِعا
أَفعىً تدَنسُ بالسُّموم رُوحاً رَقيقاً يانعا
مَعنىً ترفعَ عَن هَواكِ كرامَة ً وَتأَنقا
حتى أَصبَحَ نبراسُ كُلِّ العاشِقينْ
حاشا أَنْ تلوِّثهُ سِماتُ الخائنينْ
بنتُ الكرام ِ الطيِّبينَ وَأُمكِ عَمَّتي مِنَ المُحِبينْ
عَيْبٌ عَليكِ ... وَيحَكِ ماذا صَنعْتِ وَتصنعِينْ؟
يا غادرة
فأَنا الذي أَخرَجتكِ مِن قهرِ أَنيابِ السِّنينْ
وَأَنا الذي أَلبَستكِ الدُّرَّ الثمِينْ
وَأَنا الذي أَنطقتكِ خرساءَ لا تتكلمِينْ
والواقعُ الحزينْ
ذاكَ الذي وُلِدْتِ فيهِ عَلى أَكُفِّ البائسِينْ
وَقلبْتهُ حَتى غدا يَزهو حُقولَ الياسَمِينْ
يا غادرة
أَتذكرِينْ؟
يَومَ التقيْتكِ في دُروبِ التائِهينْ
وَقرَأتُ في عَينيكِ بُؤسَ الحائرينْ
أُمَّاً تطَمِّنُ طِفلها "حيَّاكَ يا كبدي الحَزينْ"
يا غادرة
وَأَنا الذي توَّجتكِ تاجاً لِقلبي وَجَلسْتِ فوقَ عَرشِيَ تتأَلقِينْ
وَدَرَّستكِ عَلى كتبِ الناجحِينْ
حَقيرَةٌ........حُرَّاسُكِ الحِقدُ والكُرهُ بقلبٍ لا يَلِينْ
مُخادِعَة........خدَّامُكِ الثعالِبُ عَن يَسارٍ و يَمِينْ
وَفي الليل ِ.............تلعَبينََ وَترقصِينَ وَتهنأينْ
أََنا أََوقفتُ دَقاتَ قلبيْ لِكيْ أَنتِ مِنهُ تخرُجي
وَمُتُّ كي لا تعُودِي إِليهِ
يا غادرة
عندَ ساعاتِ الظهيرة...........يَستيقظُ كل البَشرْ
سَمِعتُ عَلى الهاتِفِ غدراً كل مَنْ في الأَرضِ غدَرْ
بابن خالِكِ تحلمِينْ؟
يا غادرة
أَهِيَ التي أَسقتكِ من كأس ِ الخِيانة؟
أَم أَنَّ زَمانَ الإْخلاصِ قد وَلى زَمانه؟
أَم أَنكِ دَنِيئةٌ إِلى حَدِّ الإهانة؟
أّم أَنَّ كل مُخلِصٍ لا بدَّ أَنْ يأتيهِ يومٌ
يَعُضُّ عَلى بَنانه؟
خذِ النصِيحَةَ مِن عَدَمْ
الوِدُّ ...... لا ينعَدِمْ
باقيةٌ آثارُهُ ... وَإِنْ هُدِمْ
لكِنَّ........مَنْ ذاقَ الأَلمْ
لا بدَّ أَنْ يأتيهِ يَومٌ ينتقمْ
وَسَوفَ أَنتقمْ
وَسَوفَ أَنتقمْ
وَسَوفَ أَنتقمْ
يا غادرة
* ربما الإهانة تؤثر في البشر أكثر من القتل .... ولكن كيف مع فتاةٍ "عرشها الخيانة
... وسلاحها الغدر ... وخدمها الثعالب ... وهوايتها التعذيب ... وروحها سراب".
أردتها القاهرة ...... فكانت يا غادرة :
إليكِ يا من في الهَوى
مثلتِ دَوراً رائعا