لقاء بعد الأربعين
وجدان العراق
بَحرٌ تَناعسَ في العيونْ
وظلّ ليلٍِِ حالكٍ مَسَّ الجُفونْ
يا وَجْهَ مَنْ أحببْتُ يبقى الشعْرُ موعدَنا ،
فمَنْ يُغري قوافيَّ الدوامي بالسكونْ ؟!
مَنْ يحتوي عصْفَ البيانِ ، اذا تماثلَ للجنونْ ؟!
لمَ ِلآسْمك ، الاسماءُ واهنة النبالِ ،
وما على المكفولِ دينٌ ان أسالَ دمَ القصيدِ،
اليسَ لاسمكِ مِن قرينْ؟..!
لِمَ حين يُتلى يحتويني الدفءُ ، ما بين المعرّةِ والحُجونْ ؟!
لمَ تُومئينَ فيُشطبُ الزمنُ الجميلُ ،
عقاربَ الساعاتِ مِنْ حطبِ القرونْ
لِمَ تبعثينَ الخَلقَ للأبْهى ... وغيْرُ البعثِ دونْ
هل أنتِ مَنْ دَلَّ العُيونَ على الجمالْ ؟
هل أنتِ مَنْ مَنحَ الحروفَ الاشتعالْ ؟
هل أنتِ مَنْ طَرقَ السؤالَ على السؤالْ ،
فما أجابَ سوى الرنينْ ..؟؟
ام أنتِ من دَلّ الدروبَ على الخُطى ،
فتقطَّعتْ خَيلي ، على، فِقهِ الحَواشي والمُتونْ ؟!
لولاكِ ما أعطى الندى عُنوانَهُ للياسمينْ
لولاكِ ما آحْتفلتْ بنا الاعيادُ،
فالميدانُ يوشِكُ أنْ يُطِيْرَ الدابكينْ .!!
أنا لمْ اقٌلْ كفِّي المراوحَ عن هَوايَ ، فما آرْتوتْ ابلِي ،
ولا مِنْ عَارضٍ فوقَ الجزيرةِ ،
فآرقبي ليْلَ الجَنوبِ ،
لعلَّ بارقةً تبلّ مضاربَ اللايفطمونَ الهيلَ عن َضرْعِِ الشُجونْ .
يا وجْهَ مَنْ أحببتُ يبقى الشعرُ موعدَنا ونبقى
لم تزل فينا (المَواضِي) مِهرجانَ نوارسٍٍ ،
وانينَ ناعورٍ يدورُ بكلِّ هاتيكَ السنينْ
أمسِ، اقتفيْتُ خُطاكِ يا .... كم دُرْتُ حولكِ ،
كان ما بيني وبينكِ .. خافقٌ يقتادُني .!.! ،
طفلٌ يُجرجرُني الى أرجوحةٍ ،
في يومِ عيدٍ لو ذكرْتِ.. أتذكُرينْ .؟
فيهِ استعارَ الدوحُ حنجرتي وغنّى :
(ياريام الوارده مشمش وتينْ )،
أورقتْ في العمر عوسجةُ الحنينْ .....
قد كنتِ اجملَ ما أكونْ
وكنتُ اجملَ ما تكونْ !
يا وَجْهَ مَنْ أحْببْتُ :
ماذا لو تعودُ بنا السّفينْ...
لنثرتُ عمري فوق أعتابِ الصِّبا ،
ما بين (باهيّه) و (رابيةِ التلولِ الصفرِ)،
بين (حويجةِ الندماءِ ) ، والجُزرِ اللآليءِ ،
حيثُ يرسمُها الفراتُ مهابطاَ للحالمينْ...
يا وَجْهَ مَنْ أحببْتُ : ما تَعِبَ الفراتُ ،
ولمْ تزلْ فينا القصائدُ مُوقِداتٍ للمدى ،
أعمارَنا في كل حينْ......
ما زالَ منسوبُ المحبةِ فوق خَطِّ الوجْدِ ،
ما زلنا على قيدِ المودةِ،
بعضُنا الشهداءُ ، أيّةُ صهوةٍ نختارُها :
عرسٌ وزفةُ عاشقينْ ........
يا زهرةَ الشمسِ المذهَّبةَ الجبينْ
هذا الأُطالعُ فيهِ امضاءَ الدمارِ،
وفيه سيماءَ اليقينْ :
ما زلتِ في عينيَّ أجملَ طفلةٍ ،
فهَبي السَّنابلَ من ظفائِركِ آنْسراحاً،
واعْذُري سِرْبَ القطا انْ ضيّعتْهُ حمامتانْ،
فهل رأيتِ حمامَتينْ ؟!
هيّا ، ابْسُمي ،
فلشِسْعُ نعلكِ فوقَ رأسِ رُؤوسِهم ،
انْ ظلَّ فيهم مِنْ بقايا آدميٍّ ،
قدَّ، مِنْ ماءٍ وطينْ ..
خَسِئَ الذين تَمثَلوا فِعْلَ التَّتارِ ،
فحسبُنا أنّا بآخرِها نكونُ الضاحكينْ
مهداة : إلى زهرة المنفى