عد للديار

سيظل وطنك الأحلى والأغلى مهما ارتحلت.

ارحل وزر أحلى الديارْ

وارحل وشاهد كل دار

من مجدب قفر وسار

أسرع بخيلك تارة فيظل يبتعد المزار

وامش الهوينى تارة أخرى فيقترب المزار

في وقدة الشمس المنيرة في الأصيل وفي السرار

والليل صحبك والنهار

وزياد أو سعد رفيقك أو نزار

ستظل دارك خير دار

ويظل جارك خير جار

* * *

وتظل أرضك خير أرض عانقت ضوء النهارْ

وتظل ينبوع الكرامة والمروءة والفخار

فارجع إليها طاهراً عفَّ السريرة والإزار

فهي المهاد عرفته والروض حيّاه القطار

وهي النقاء ألفته وكأنه فيك السوار

وهي الحسام سللته فإذا به نور ونار

وهي الشعار لبسته وهي الدثار

فارجع إليها كالهزار

غنى لها وشدا بها، وزها بها أيان سار

يا شمس يا أفلاك يا هذا المدار

كل الديار جميلة لكن داري خير دار

فكن الوفي وعد لها وعلى محياك انتصار

وعليك من فرح وفخر تاج غار

تشدو كما يشدو الهزار

قد عدت يا أماه أنت الظئر يحنو والمنار

أهديك عمري كله وبخافقي فرح الصغار

في حفلة محبورة جاءت لهم بعد انتظار

* * *

عد للديار كما يعود مهاجر ناءٍ وحيدْ

عانق ذويك كبيرهم والترب ضمك والحفيد

عانق خيام الحي شامخة إلى الأفق البعيد

عانق أناشيد الصبابة وهي تُبدئ أو تُعيد

عانق نخيلك باسقات عانق الطلع النضيد

عانق ثراها عانق الأشجار والأطيار والحر الشديد

واسجد عليها شاكراً وارج الكرامة والمزيد

زقزقْ كعصفور سعيد

والعب شقياً ضاحكاً ما بين أطفال وغيد

قل للجميع أنا الفخور بموطني وأنا العنيد

وأنا أسير غرامه وأظل في أسري السعيد

وأنا المعنّى في هواي ولن أملّ ولن أحيد

واصدح كما صدحت مآذنه الحسان مجلجلات يوم عيد

* * *

قل للزمان وللمكان بأنني الصب الفريدْ

في حبه لدياره والحب نار لا تبيد

قد عدت أستبق الخطا للموطن الغالي المشيد

فترابه كحل لعيني والهوى غض تليد

سأنام بين ضلوعه وأنا المدلل والسعيد

وينام مني الشوق والترحال والقلق الحميد

* * *

قل والفخار أخوك يصدح إن موطنيَ المجيدْ

هو في الشغاف وفي الجوانح في الدماء وفي الوريد

وطني ملاذ الفضل والإيمان والعقل السديد

الطيبات عطاؤه ودم البطولة والشهيد

يَهْدي ويُهْدي لا يمنّ منادياً هل من مزيد

أكرم به وبأهله تخذوا الأذان لهم نشيد

وسوم: العدد 839