أحزان في زمن الغربة
20تشرين12007
أبو ياسر العراقي
أبو ياسر العراقي المتنبي الصغير
"وا حـرَّ قلباهُ" قد فاضتْ به يـبـكي على طلل ٍ ماتتْ أزاهرهُ ما عادَ يشربُ إلاّ الصمتَ من كدر كـم أوصـدتْ دونهُ الأيامُ مرفأها هـذا حصادك يا "مجنونُ" من أملٍ قات لكَ الناسُ: لا تركبْ عواصفها مـاذا تـبقى سوى الأحزانِ لاهثة حـتـى القصائدُ قد غابتْ مطالعها * * * يمضي الزمانُ و"بغدادُ" الهوى قمرٌ حَـسبُ القوافي إذا مالت ضفائرها تـمـنـيـاً حـملتْ أنفاسهم حَسداً قـالوا تسمَّر فيها الليلُ و احترقت فـلا "عيونُ المها" في الجسرِ حالمةٌ نـامَ "النواسي" وكأسُ الحبِ مترعةٌ ولابَ مـنْ أبصر الأعمى قصائدَهُ يـا مـالئَ الكونِ أصداءً بصيحته تـنامُ " أنتَ " وتبقى الخلقُ ساهرة * * * كـلُ الـمقاييس قد صارت مُزيفةً فـكـم (معرّي) يعيشُ العمرَ مكتئباً وكـم تذمّر من عطرِ الشذى رَجلٌ * * * طفنا الصحارى نرومُ الوِرد من ظمأ وكم صرخنا ب"أهل الكهفِ"نوقظهم مـاذا جـرى ؟ ألفُ آهاتٍ تمزقني خـمسونَ عاماً دماءُ "القدسِ" نازفة مـن ذا يَـرّدُ لـهذي الدارِ هيبتها تـرنو إلى الثأر في أحداقِ "عاربةٍ" ماذا سوى الموتِ يغفو في عرائشها يا صبرَ أيوب لو يدريك كم صبرتْ * * * كـم واعـدونا بأنَّ الأرضَ راجعة وصـورّوا الـنـصرَ احلاماً ملونة فاللهَ اللهَ مــن هَـم ٍّ نـكـابـدُه بـالأمـسِ "أعـرابنا" يحدونهم إِبلاً يـا حاديَ الروح خذنا نحوَ شاطئنا خـذنـا إلـيـكَ لـعهدٍ لا نغادرهُ جـيـل التحدي إلى حاديهِ منتظرٌ | العِللُوراحَ يـعـبـثُ فيه الهمُّ و وفـي لـهيبٍ منَ الأحزان يغتسلُ ويـسـتقي الغصةَ الحرىّ و يعتملُ وآبَ فـي غـابـةِ الآلام ِ يـنتقلُ أضعتَ عمرك لا ( ليلى ) ولا أملُ فـفي الرحيل جراحُ الكون تَشتَعِل عـلـى مآقيك يستذري بها الأجلُ "مذْ حمَّلوها وسارت بالهوى الإبلُ" * * * وثـغـرها العذبُ قد جُنّتْ به القبَلُ أن تـسـتفزَّ وأن يحلو بها الغزلُ يـا بِئسَ ما حملتْ يوماً وما حملوا رؤى الـنجوُمِ وأخفى سِحرها الكللُ ولا "الـرصـافةُ" بالأضواءِ تكتحلُ وعـاجَ يسأل كيفَ الجُرحُ يندمل ؟ عـلـى الـتسّهدِ لم تغمضْ له مُقلُ وشـامـخاً ، دونهُ قد ينحني الجبلُ عـلـى شـواردك العصماءَ تقتتلُ * * * فـالـحـرُّ حافٍ وذاكَ العبدُ منتعلُ وكـم جـهـولٍ إليهِ العيسُ ترتحلُ مـا كانَ في العامِ و العامين يغتسلُ * * * وقـد حـملنا الذي ما ليس يُحتملُ لـكـنهمْ في كؤوسِ العارِ قد ثملوا مـاذا ؟ وتهربُ من أقدامي السُبلُ ! وفـي العيونِ سؤالٌ صاغه الوجلُ ومـن يُـعـيـدُ لها ما باعهُ السَفَلُ واخجلتاه ، بهذي يُضربُ المثلُ ؟! ماذا ، ويخنقني التسآل و الخجلُ ! عـلـى الجراحِ جراحٌ عدتَ تبتهلُ * * * وأوهـمـونـا بـأن العارَ مُغتسلُ وكـل مـا صورتْ أحلامهم دجلُ ومـن زمـان ٍ بـه يستنوق الجملُ و الـيـوم "أعرابنا" تحدوهم الإِبلُ فـقـد سئمنا وأضنى روحنا الختلُ أن يُعبدَ الله لا( العُزّى) ولا (هبلُ ) يـاحـادي الروح خذنا أيها البطل | الملل


