بقايا دم
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
شُـدِّي بقايا دمي .جرحي قد انْفتحا
روِّيـه مِـنْ شـفـةٍ كـسلى مُنمنةٍ
روّيـهِ فـالعطش المسعورُ محترقٌ
كـفّـي مـهـشّـمةٌ والعمر تذبحهُ
شـدّي أنـا عـطـشٌ لم تُروهِ شفةٌ
غـدوتُ فـي سَـفرِ التاريخ قصّته
روّي فـؤادي .إذنْ أو حطّمي قدحي
سُـدىً رغـابي .وما منّيتنِي ذهبت
سُـدىً أعـيـش أنـا والليل أنطرهُ
رجـعت في طُرق الموتى بلا غبشٍ
لـم أبـغِ لـي شـجرا أرتاحُ جانبَهُ
أنـا اشـتـهـاءٌ بـه ناري معربدةٌ
تـمـتـصُّ قـافلةُ التذكارِ خارطتي
أعـيـش عمري بلا شوق ولا أمل
يـنـقِّـر الـقلقُ الممقوتُ خاطرتي
عـمـري ولادتُـه مـيـعادُ أغنيةٍ
يـبـكـي عـلى وترٍ تغتالُ نغمتَه
لـو تـنصفيني مها عمري أنا حِرقٌ
مـا عدت أنت وكنت العمر ساقيتي
ولّـى ربـيـعـي وأنقاضي مبعثرة
آسـي جراحي وشدّي نزف أوردتي
أنـا وأنـت ولـيـلـي لـو نُنغِّمهُ
لـو لـحـظة عبرت .ميلادنا رهقٌ
قـومـي لـنـشـرب كأسينا معتقةً
ما دمت أنت معي والحب يهتفُ لي
ومـا أبـالي أرقَّ الحسن أم عقُمت
غـدا سـتـطحننا الدنيا وقد جهدت
يـا قـصـتـي غـدنا الآتي تآكلنا
قـلـبي ومنه شظايا غادرت جسدي
روّيـهِ لـطـفـا مها يا حلم أمنيتي
لُـمـي بقايا دمي المطلول في قدحواروِ بـي الظّمأَ المحرورَ لو جَمحا
وحـطّـمي فوق ثغرِ الدمعةِ القدحا
مثلِ احتراقي .أناجي طيفَ مَنْ نَزحا
حُـمى المواجع .فيها صبريَ انْسفحا
ولـم أبـال أشـح الـكأس أم طَفحا
وكـلّ مـا كان مِن حلمِ الصبا ذُبحا
مـا ضرَّ لو كنتِ لي يا غادتي فَرحا
أحـلامـه .وغـفى عمرٌ به جَـنحا
وألف حلمٍ دجى والكأس ما اصْطبحا
ولا ظـلالٍ وعـطرٌ من دمي اتَّشحا
سـواكِ وعْـدا أعـاني وعدَهُ مرحا
اقـتـاتُ منها لها قلبي هوىً سَرحا
وكـم تُـعاني وكم خطَّ الهوى وَمحا
على انتظاري عسى سطر اللقا سمحا
والـسـهد ُيفضحني ،يحيا بنا شبحا
طـيـر تـغنّى بها عن سربه نزحا
شـواطـئُ الفرحِ الدامي بها صدحا
فـكـم سـقيت الأنا من همِّه الترحا
تـروي ظِـماي لها قلبي قد امتدحا
أبـكـي عليَّ .وتبكي دمعتي الفرحا
بـهـا فـؤادي تـشظَّى. موتهُ لمحا
لـو مـرة عـطشي في بئره سَبحا
مـنـهـا الـلقاء على إطلالنا سنحا
ونـسـتريح وعفو الليل إنْ صفحا
وَفَـى لـيَ الزمنُ المذعورُ أو كلحا
بـنـا اللياليَ أم أمر الهوى افتضحا
كما وقد طحنت عرش الجمال رحى
هـلاَّ.أرى لـي لديك اليوم مطَّرحا
ولـسـت أدري له مَنْ شدَّ أو جرحا
كـل الـضـياع أنا كاسي بها طفحا
مُـهـشمٍ كانكسار الظل ذات ضحى