إلى بابلو نيرودا
الرؤيا
نمر سعدي
1
رأيت نيرودا على حصانه الأبيضِ مجروحاً بزهرٍ استوائيٍّ. بلونِ امرأةٍ . . . .
أمرُّ في غنوةِ فلاحٍ يرشُّ قلبها الأعمى بماءِ الذهب الأزرق ِ
كي يضيءَ عينيها لنيرودا الذي ماتَ على ذراعها البيضاءِ
في المرقصِ من سنينَ
والجالس ِ عبرَ البحرِ طفلا ًيشحذُ الأنفاسَ بالحنينِ
أو مخزونِ عطرٍ ذاقه منها بأرض الشام ِ
أو بأرض مصرَ قبلَ ألفِ عامْ
... في هجرته الأولى وفي ثورته الألفِ
أمرُّ وتراً من فضةٍ يربط جسمَ الكرة الأرضيةِ الطفلَ
بحبل سرَّةِ الشعرِ.. بعَينيْ قمرِ البكاءْ
2
الشعر لعنتي/ التي / قد أنعم الله بها عليّْ
رؤيايَ مفترسة ً عينيْ
يقول نيرودا ويمضي كلهيب السيفِ. . . .
يأتي كعبيرِ الصيفِ في القصيدة / البلادْ
3
يروِّضُ البحارَ في الطريق مغمورَ الحنايا بشذى الغزالِ
توَضأتْ بدمِ لوركا قبلَ هذا الصبحِ يا بابلو
وكلُّ البشر الفانين لي أعداءْ
قال آخرٌ : صديقتي نورسةٌ زرقاءُ
تستحِّمُ أنثى الشمس في عيونها. . . ....
أقولُ ما من مرَّةٍ أبصرت فيها وجهك النابتَ في أجنحة الفراشِ
إلاَّ رقصت فيَّ غزالاتٌ بأعلى الفرح المنهارِ كالجبال فوق
جسدي الضعيفِ. . . .
ما من مرةٍ أبصرتُ فيها برقك المخزونَ بالجنة والنار المغطىَّ
بحفيف الحزنِ... إلاَّ استيقظت أطياف شهرزاد من حرائق العنقاءِ
ما من مَرةٍ قرأتُ ما كتبتَ الاَّ هطلَ المساءُ فوق لغتي
بكلِّ زهر اللوزِ في نيسان. . . . ما من مرةٍ. . . .
..................
إلاَّ وطارتْ كالعصافير لقوس القزحِ الأسماءْ
4
لن ينقص النشيدُ
مما أبدعَ الله ولن يزيدَ
في جسم التي أحببتُ
يا تزاوجَ الأنهار ِبالروح التي تهمي من السماءِ
كالقرنفل الأحمر فوق وجهها الضائع في مملكة الطير ِ. . . .
يمرُّ طيفكَ الضوئيُّ مغسولاً بحزن ٍ أسود ٍيسألني عنهُ. . . .
هنا قلبكَ في الليل شعاعٌ غيرُ مرئيٍّ
وقلبي قوسُ عينيها... النشيدُ الخاصُّ والعامُّ وما تشاءْ
أسألُ هل يغسلني ضبابك الهاطلُ
من وردتك الأنثى من النبوءة / العذابِ
في برِّية الصين ِ
وفي حوض الأمازون
وفي تشيلي ؟. . . . فلا يجيبني الصباحُ. . . .
مأخوذاً أعضُّ. . . . إصبع القطنِ/ أناديكَ :
انا أمطار شوقٍ شربتْ من وجع ٍ كفيكَ. . . .
ليس في يدي قلبي. . . . ولستُ انتَ. . . ./
هل يغسلني ضبابك الهاطل من وردتك الانثى من النبوءةِ / العذابِ
مأخوذا أعضُّ في براريكَ سنى ثلوجها السوداءِ
يا آخرَ ما يحمله الطيرُ إلى المنفى
من اللوعة أو من زرقة الاضواءِ....
في شعرك صيادونَ
يبحرون في أواخر الرؤيا بلا نرجسةٍ..... ولا يعودون
إلى الميناءِ... أو غزالةٌ ترودُ دربَ التوت في مجرَّةٍ عمياءْ