سلامٌ علينا

علي الزهيري

حين ينتفضُ الخريفُ تحت أصابعنا المرتجفة

يُهْمَلُ ذلك الطفل الذي

ينهضُ متكاسلاً من تحت جثتينا

ويسأل سؤاله الإعتيادي

من نحن.؟؟...

سلامٌ علينا...

سلامٌ علينا إذا ما مشينا سوياً

إلى الهاويهْ...

لنسلُكَ آخر دربٍ لدينا

ونجرع سقطتنا القاضيهْ...

ونبكي طويلاً على جثتينا

ونوقِنَ أنَّا بلغنا الذهولَ

وأنَّا تركنا السنينَ

عى هامش الصفحة الخاويهْ...

تعبنا كثيراً...

ومِتنا كثيراً...

وماتتْ ألوفُ القصائدِ

 بين الغيابِ

وبين الرحيلِ

وبين التجرُّدِ من

سلطة القافيهْ...

سنبحر في آخر الليلِ سِرَّاً

ونأخذُ زوجينِ من كلِّ شيءٍ

ونقطعُ أوداجَ كل المراسي

ونلقي بآخر شهقة حبٍ

عروساً لموجتنا العاتيهْ...

سلامٌ علينا...

إذا ما أفقنا بُعيدَ الأوانِ

كظلٍ قديمٍ...

وليس هنالك إلا 

شجيرة يقطيننا العاريهْ...

فمم نخاف علينا؟؟

ومم نفرُّ بهذي القيودِ

 التي طاولَتْ مقلتينا؟؟...

سلاماً... سلاماً...

على كلِّ سطرٍ

علته الدماءُ

بلا وجهِ حقٍ

وجادَتْ به الذكرياتُ

سلاماً على الليلة الماضيهْ...

قريباً...

سَيَطْلُعُُ وجهي الحزينُ

وأفتح جرحي على مصرعيهِ

والقي بنفسي وشعري عليهِ

وأكتم صرخته العاليهْ...

وأكبو مراراً على كبريائي

وأخطو إليَّ ...

أجرُّ انتظاري...

بعيداً ... بعيداً...

كأنَّا التقينا...

كأنَّا سرقنا المحبة يوماً

فَرِحنا بها...

فرحنا... لأنَّا انتصرنا على راحتينا

رفعنا الخلودَ

فمات الأمانُ على قامَةِ الساريهْ...

عدونا... عيينا

ومتنا... نشرنا

رفضنا...

رضينا بكم الجراح التي قد جمعنا

لنبنِيَ منها الصُّروحَ

وتهدمها الموجة التاليهْ...

مللنا تقلب وجه الزمانْ...

مللنا التشرُّدَ واللا مكانْ...

شبعنا وعوداً..

شبعنا نَسُفُّ الجراح دواءً

وتبقى الجراحُ بنا خافيهْ...

سلامٌ علينا...

ونحن نَخُطُّ الطريقَ صُعوداً..

وحبواً... إلى المستحيلِ

ونجهَلُ أنَّا ضللنا الطريقَ

وأنَّا ركبنا الفراغَ

إلى سَطْوَةِ العاديهْ...

فقدنا الصراخَ...

فقدنا حروف النداء علينا

فقدنا الحنين...

صلبنا الفؤادَ على

الأضلُعِ الباليهْ...

إلى أين يمشي بنا الكبرياءْ ؟؟

إلى أين نحمِلُ..

ما قد تبقى لنا ؟؟...

وماذا تبقى؟؟...

حنينٌ ؟؟...

فؤادٌ ؟؟...

جراحٌ ؟؟...

حفظنا تجاعيد هذا الطريقْ

خسرنا النهايَةَ

واللابدايَةَ

عُدْنا نَلُمُّ الرؤى الحافيهْ...

حسبنا الوصولَ إلينا يسيراً

وغرَّت بنا الأمنياتُ

فَرُحْنا نَعُبُّ الغُرورَ

ونجري...

ونشعر أنَّا جُرِحْنا

ونجري...

ونلهَثُ خلفَ السنينِ

وأقدامنا في الشقا راسيهْ...

سنزعُمُ أنَّا وصلنا

وأنَّا بلغنا المنى في هدوءٍ

وأنَّ احتضار الهلال مريحٌ

وأنَّ السماءَ بهِ راضيهْ...