أشجارٌ تعانقُ حُبَّكِ الأعلى

نمر سعدي

[email protected]

شرفاتُ بحركِ تفتحُ المعنى

على التأويل ِ يا عكّا

وتنصتُ للتباريح ِ التي تأتي

كخفقةِ طائر ٍ

من غير ِ ما جهةٍ

ولا لغةٍ

وترجُئني الى قمرٍ إباحيٍّ

يجيدُ البوحَ

في مُدنٍ من التخييل ِ

تحملُ عرشَ خُسراني

فأخرجُ من زماني

نطفة ً للبرق ِ

تصنعني إشتهاءاتي

على مرأى يديكِ

تعيدُني محواً لقلبكِ

وهو ينبضُ بي

يرشُّ دمي على

وردٍ سماويٍّ

فيُطلعني ...........

وأمشي في الشوارع ِ

أو أغوصُ

بعطركِ الصلبِ الخفيٍّ

ونرجس ِ الشُبهاتِ

حتى القاع ِ يا عكّا

تقمصّني هواؤكِ

في النداءاتِ الغريبةِ

عن فضائكِ

والشتاءاتِ التي ما

أزهرتْ إلاَّ بمائكِ

أو بعينيْ ربّةٍ بحريّةٍ

تتسّلقان ِ العوسجَ المحفوفَ

في روحي بوجهكِ

آهِ يا عكّا....ووجهُكِ

ذلكَ المُتفلّّتُّ الأبديُّ

من ناياتِ هوميرَ

الحنينُ الأبيضُ الجسديُّ

للأشياءِ وهو يمرُّ

محمولاً على نهر ٍ

من القبُلاتِ موسيقى

تُرى بالقلبِ لا بالعين ِ

عارية ً .. ولاذعة ً

وراقصة ً على مطري.........

الأنينُ أللازوَرْديُّ الخفيُّ

ينامُ ممسوحاً بدمع ِ الأقحوانْ

بدمي أقبّلُ خطوَكِ المائيَّ

مثلَ حمامةٍ هبَّتْ على

ألق ِ المآذن ِ كي تُرصّعهُ

بذاكرةِ المكان ِ

كأيِّ نورسةٍ الى

حبق ِ الحياةِ تطيرُ

تشربُ حزنَ عينيها

هنا الأجراسُ في

قمرٍ خريفيٍّ

وفي سحر ٍ ربيعيٍّ

يعانقُ لهفتي قبل الأوانْ

ستفيضُ عن شِعري الزنابقُ

منكِ يا طروادتي الأحلى

وتغرقُ هذه ِ الأسوارُ

بالنعناع ِ والدُفلى.......

ستصعدُ من دماءِ العشق ِ

 أشجارٌ تعانقُ حبّكِ الأعلى

الذي يجري كأنهار ٍ

على طرفِ الزمانْ....

وأقولُ كم راوغتُ

سحرَكِ فيكِ

راودتُ الأنوثةَ عنكِ

كي تتفتّقُ الأزهارُ

من فمكِ الشهيِّ

وتنهضُ الجغرافيا

بطيور ِغيمكِ والخيول ِ

ترفُّ في قدميكِ

فوقَ البحر ِ تحملني إلى

ما لستُ أدري من

جنوبٍ أو شمالٍ

أو يُخاتلني الضبابيُّ البعيدُ

كأنه عيناكِ

والرؤيا تضيءُ دمي

فلا أمضي إليكِ ولا أعودُ...!