نهرُ الخيرِ الجاري

شريف قاسم

[email protected]

روى أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ : ( سبْعٌ يجري للعبدِ أجرُهُنَّ وهو في قبرِه بعدَ موتِه : 

·        مَنْ علَّمَ علمًا .

·        أو أجرَى نهرًا .

·        أو حفرَ بئرًا .

·        أو غرسَ نخلاً .

·        أو بنى مسجدًا .

·        أو ورَّثَ مصحفًا .

·        أو تركَ ولدًا يستغفرُ له بعدَ موتِه ) .

*   *   *

الـخـيـرُ أزهـرَ ، والأكفُّ iiعطاءُ
ثَـمَـرُ  النَّدى المحبارِ ، والقيمُ iiالتي
كـانـتْ ومـا بـرِحتْ لأُمَّتِنا iiهُدَى
والـسُّـنَّـةُ الـغـرَّاءُ تجلو iiصفحةً
قـرأتْ مـعـاني الجودِ في iiإسلامِنا
وهي  النَّفائسُ للشعوبِ ، رصيدُها ii:
شـيـمُ  التُّقاةِ الصَّالحين رصيدُها ii:
يُـغـنـي  فـقيرَ القومِ : في تأهيلِه
يـرقـى  الفتى بالجِـدِّ والتَّدريبِ لا
والأرضُ  مُـدَّتْ فـي مناكبِها iiسعى
فـيـدُ  الـشـبـابِ عزيمةٌ iiوتبادُرٌ
وهـي  الـمـآثرُ للشبابِ ، وخيرُها
رفَّـتْ بـأربُـعِـهـم ثـراءً iiوافرًا
وكـأنـهـا  الجنَّاتُ في وجهِ iiالمدى
والـخـيـرُ فـي أكـنافِه أمنٌ iiوفي
بـشـريـعةِ  الإسلامِ ، بالعهدِ iiالذي
بـشـرى بـإذنِ اللهِ لم ترحلْ ، iiولا
فـجـنـائنُ الرضوانِ منزلُ مَنْ لهم
لـبَّـى  نِـداعـا كـلُّ قـلبٍ قانتٍ
جـنَّـاتُ عـدنٍ مـوئلٌ لِمَن iiابتغى
لـفـقيرِها  ويتيمِها ولمَنْ عرتْهُ ii...
لاتـبـخـلـوا  فالبخلُ ليس iiبشيمةِ
قـد بـاركَ الـرحـمنُ زرعَكٌمُ iiوقد
والـذِّكـرُ  والـتـقوى تنيرُ iiقلوبَكم
فـتـكـافلوا  ترحلْ مرارةُ مَنْ iiشكا
واسـتـبشروا  يومَ القيامةِ  iiبالرضا
يـانـهـرَنـا الجاري : تَدَفُّقُكَ iiالذي
وكـأنَّـها  ـ هي بالمنى لمَّـا iiتزلْ
أغـنتْ  نفوسَ النَّاسِ ليسَ iiيُضيرُها
قـالـوا : الـعـدالةُ في التَّقاسمِ إنَّما
والـعـيـنُ ـ والجوعُ الذي iiلأواؤُه
كـذبـوا  وربِّكَ ، لن يُداوي iiجرحُنا
هـذا  الـسَّـرابُ رأيتُه لمَّـا iiوعى
سـتـون عـامـا أو تزيدُ ، iiوحالُنا
فـاسـألْ فـمَ الـجوعى يُجبْكَ iiتأوُّهٌ
لـم  يـشـبعوا من خبزِ فرنٍ iiيابسٍ
ناموا ومنذ الفجرِ قد وقفوا صفوفًا ...
كـم مـن عـجوزٍ في خُطاها iiلوعةٌ
تـشكو لربِّ العرشِ مَنْ جاروا iiومَنْ
والـنـاسُ يـشكون الجفافَ ، iiومرَّةً
هـذا عـقـابُ الَّـلهِ في الدنيا iiفهل
تـتـنـوَّعُ  الحسراتُ بين iiصدورِنا
هـذا  طـريـقُ اللهِ أبـلـجُ iiبـيِّنٌ
والمسلمون  عليه تراحموا iiوتواصلوا
فـابصقْ  على الرأيِ السَّقيمِ ، iiوخلِّه
هـذي  المذاهب ــ  أقبلتْ iiمبتورةً
أو شـرقِـهـا المتخبط الأعمى iiوقد
أخـوى على الخللِ الكبيرِ ، iiفأجفلتْ
سـقـطـتْ  مذاهبُهم ، وأطفأَ نارَها
واسـتـبـصرتْ  بعدَ التَّخَبُّطِ iiأُمَّتي
كـيـف  الـمقامُ على مبادئَ iiوجهُها
كـبف  الرِّضا بيبابِ أرضٍ . iiعهدُنا
أيـامَ لـم يـجـدِ الـخـليفةُ iiمعدمًا
وسـحـابـةٌ  تُـزجَـى بأجواءٍ iiلها
قـال : اهـطـلي في أيِّ أرضٍ iiإنَّه
عـاشـوا وبالإسلامِ قد ملكوا iiالورى
ورأوا  كـرامـتَـهم ، وأمنَ iiبلادِهم
الـفـقـرُ ولَّـى ، والنوازلُ iiأدبرتْ
إنَّ الأخـوَّةَ لـم تـكـنْ إلا iiبـمـا
يـاربِّ  فـاقـبـلْـنـا لديكَ iiبتوبةٍ
يـاربِّ جـرَّبْـنـا الـمـبادئَ كلَّها
يـاربِّ  أذعـنَّـا لـكـلِّ iiمـضلِّلٍ
عـدنـا  إلـيكَ ، وأنتَ أرحمُ iiراحمٍ
لـقـد اعـتـرفنا بالذنوبِ iiتعاظمتْ
فـاقـبـلْ  إنـابـتنا ، وأكرمْ وفدَنا
































































والـمـحـسنون  : الدَّوحُ iiوالأشذاءُ
نـادتْ  بـهـنَّ الـشّرعةُ iiالسمحاءُ
تـزهـو بـظـلِّ حُـنُـوِّه iiالنعماءُ
بـيـضـاءَ تُـغـنيها اليدُ iiالبيضاءُ
عـيـنـا بـنـيـها فاسْتُجيبَ iiنِداءُ
أمـنٌ  ، وبِـرٌّ مـغـدقُ ، iiوهـناءُ
لـذوي الـمـكـارهِ قـوَّةٌ و iiوِرادءُ
لـلـسـوقِ  ، فـالعملُ الكريمُ iiوِقاءُ
يـرضَـى الـخمولَ تشوبُه iiالأهواءُ
ذاك الـفـتـى الـمـتـحفِّزُ iiالغدَّاءُ
نـحـو  الـبـناءِ ، فللشَّبابِ iiمضاءُ
لـبـلادِهـم قـيـمٌ لـهـا iiنُصَراءُ
تـغـشـى  هـبوبَ أريجِها iiالأفياءُ
تـيَّـاهـةً ، وحـقـولُـها خضراءُ
سـمـعِ الـرضـا من شدوِه أصداءُ
يـجـنـي جـناهُ في الغدِ iiالصُّلحاءُ
يُـخـزَى  كـريـمُ مـؤمنٌ iiمعطاءُ
مـن جـودهـم قـدمُ سعتْ iiوعطاءُ
والـمـؤمـنـون  بـها هُمُ السعداءُ
  بـالـمـالِ مـا تـأتي به iiالآلاءُ
...  الـفـاقـةُ الـعسراءُ iiوالضَّرَّاءُ
الـعـربـيِّ  أحـيت صدرَه iiالأنداءُ
درَّتْ  ضـروعٌ بـالـمـنى iiعجفاءُ
وهـمـا لـدفـعِ أذى الـشَّقاءِ دواءُ
فـقـرًا  وأدركَـهُ هـنـاك iiعَـناءُ
حـيـثُ  الـجـنائنُ أهلُها iiالكرماءُ
تـزكـوعـلـيـه  الـجنَّةُ iiالفيحاءُ
رغـمَ الـرياحِ الهوجِ ـ ليس iiتُساءُ
لـغـوُ  لـشـانئها ، ومَن قد iiساؤوا
ضـلُّـوا  الأداءَ ، وأُذنُـهُم صمَّـاءُ
ضـجَّـتْ بـه أحـناؤُهم ـ iiعمياءُ
إلا الـحـنـيـفُ وأهـلُـه iiالأكفاءُ
قـلـبـي  الحقيقةَ ، وانجلتْ iiظلماءُ
بـيـن  الـشُّـعـوبِ مشقةٌ iiوعناءُ
مـمَّـا يُـعـانـي الإخـوةُ iiالفقراءُ
إذْ سـامـهـم صـيـفٌ عدا وشتاءُ
...  إنَّـمـا مـن دونِ خـبزٍ iiباؤوا
وعـلـى  مـحاجرِ عجزِها iiإغضاءُ
حـكـموا  بما لايرتضي الأحياءُ ii!!
مـن  وابـلٍ هـو لـلـعـبادِ iiبلاءُ
تـصحو  الشعوبُ ، ويخجلُ السُّفهاءُ
وتـضـجُّ  فـي أعـمـاقِنا iiاللأواءُ
والـخـيـرُ  فـيـه ، وكلُّنا شركاءُ
والبِـرُّ  ـ حبلُ الوصلِ ـ iiوالنعماءُ
يـرمـي عـلـيـه العارُ iiوالإزراءُ
من  غربِ دنيا الناسِ ــ  iiوالآراءُ
سـقـطَ الـقـنـاعُ وبانت iiالأسواءُ
عـنـه الـنُّـفوسُ ، وغادرَ iiالنُّدماءُ
 نَـفَـسُ الـجـياعِ ، وهذه iiالبلواءُ
وتـيـقـظَ  الـعـقلاءُ والعلماءُ ii!!
قُـبـحٌ ، وكـلُّ حُـماتِها جهلاءُ ii!!
يـومًـا بـهـا للمعصراتِ وِعاءُ !!
يـعـطـيهِ . إذْ ولَّى هناكَ عفاءُ ii!!
أرخـت إلـيـه سـمعَها الأنواءُ ii!!
يـأتـي إلـيَّ خـراجُكِ المعطاءُ ii!!
والـنـاسُ سـمـعًـا آمنوا iiوأفاؤواُ
فـي ظـلِّ ديـنٍ أهـلُـه iiالـحنفاءُ
والـكـيـدُ  والأحـقـادُ iiوالإيـذاءُ
جـاءتْ  بـوُثـقَـى العروةِ iiالغرَّاءُ
لـم  تَـبـقِ بـعـدَ قـبولِها iiبأساءُ
إذْ جـرَّنـا الـتـرهـيبُ والإغراءُ
طـمـعًـا وخـوفًا ، فالقلوبُ iiخواءُ
مـن  بـعـدِ أن أودى بـنا iiالإعياءُ
وجـموعُنا  ـ ويحَ الجموعِ ـ iiغثاءُ
فـلـكَ الـصِّـفاتُ الزُّهرُ والأسماءُ