مرايا لمشهد قديم

مرايا لمشهد قديم

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

adeeb2468@yahoo.com

لنا وحدنا

أن نمر أمام الحرائق

كي نكتسي وهجها

أو نخلد آثارها للقتاد

لنا وحدنا

أن نفتش في أحرف الميتين القدامي

عن اسم لنا

ضائعٍ في روابي ثمود

و أن نقتفي خطو عابرةٍ

قد يدل على مطر أو حصاد

 

لنا وحدنا

أن نحاربهم ( سائسي الخيل)

في ساحة القصر

حتى يعود الجنود

فنبني نواقيس أمجادنا

من رخام الرنين

لكي تغسل الأرض أدرانها

أو تبوح الرياحُ

بأسرارها للغصون

 

لنا وحدنا ... 

بينما صاحب البيت يعرف

مقدار ما ينزوي من نجومٍ

على أرض خسرانه

يعرف الجُرحَ و الصفحَ

و السائرين خفافا

إلى موتهم

في زوايا البلاد

 

و يعرف أنا استللنا حروفا

مخبأة في متاريسنا

و بأنا بعثنا صغارا لنا

كي يروا

ما الذي ينتويه الغريب

 

و أنا أذبنا بقيعان أكوابنا سكر الوهمِ

حتى نشردَ عن حزننا الباكياتِ

و أنا اقتطعنا كلاما

يوائم وقع المراثي

و تهيئة الصبر

حتى يمر الغمامُ ..

الغمامُ الذي كله من شجون البلادِ

و من حزنها

و من وجع عارم في التفات القرى ...

من مسير الخيول التي تنزوي

نحو سهل أساطيرها

كي تفتش عن موطأ لسلالاتها

في الرماد