في يديَ السّلاح
26كانون12009
مجدي يوسف

مجدي يوسف
دير البلح - قطاع غزة - فلسطين
"كان السبت :السابع والعشرون
من كانون الأول لعام ألفين وثمانية ؛الشرارة الأولى
للمحرقة الجديدة التي أحرقت غزة ،فصارت غزة
أطلال أرضٍ ،ودم ،وروح ،وجسد "...
| سأبقى في الخراب على التّرابِ فـفـي يديَ السلاح إليك أبغي * * * وفـي عيني يلوح السُّخط منها هـنـيـئاً باللّقا صبّرتُ نفسي * * * هـنـيـئـاً باللقاء،فقد تخلّى هـنـيئاً قد ملأتَ الأفْق شدواً * * * وزلـزلـتَ الـمعابدَ،والمباني فـفـي الآفاق أشرعةُ اللّهيب * * * هنيئاً قد صَدعتَ الأرض عزماً وقـطّعتَ الجسوم على صفيحٍ * * * وزيّـنْـتَ الـوجوه بكلّ لونٍ قـوافـلُ لـلفدا حطّتْ رحالاً * * وفـجّـرتَ الـمياه بكلّ شِبْرٍ أَبـحْتَ غديرها غُرَفَ التّراب * * * فـهـل كابدتَ عُزْلاً غافلين؟ رَبَـوا تحت المحازن والمآسي * * * أقـامـوا لـيلهم تحت الشّموعِ وَذُعْـراً من غَدٍ قد بات وحشاً * * * يُـقضّون النهار،وهم صفوفٌ كـأنـهـمُ على الطّرقاتِ نحلٌ * * * يـلامـسـهـا بـأفواهٍ ظماء ٍ يـقـبّـلـهـا، فتمنحه الحياة * * * تـحاصرهم عدوّ الشمس، قهراً وتـأبـى أن يبيع العُمْرَ شِبلٌ * * * رؤوسَ الـصمت شافيزٌ قطفتَ فـقـد ذلّ الـيـهودُ بفنزويلا * * * ومـغتصباً– يقول: وكيف أحيا وهـل يـعـلو بأجنحتي بُغاثٌ * * * يـعيش على اجتثاثٍ للضّحايا ووأْدٍ لـلـطـفولة ،وهي تحبو * * * ألا لـيـت الـممالكَ يعتريها فـتـغـدو مـثل شافيزَ الأبيِّ * * * وتـنـصُـب للفدا راياتِ عزٍّ فـإنّـي قد قطعتُ بكم رجائي * * * هـنا الناسُ تعيش على انتظارٍ فـصـارُ الـنّاس أكفاناً بظلّي * * * تـحـنُّ إلـى القبور لعلّ فيها فـتلقى الربّ،قد رَضِيَ الرحيمُ * * كـأشـجار الخريف هنا وقوفاً وكالأحجار في النّهر الغضوبِ * * إلـهـي ،إنـنـا نشكو إليك لـه في صدرِ أرضٍ،أو سماءٍ * * * فـهل يرضى إلهي،عن ذئابٍ لَـكَـم قُـطِعتْ رقاب الأنبياء * * * فـلـو نـزلتْ بوادينا السِّباعُ لـمـاذا لا يـعيش الحرُّ حرّاً * * * بـأيّ الـحقّ تُفْترش الحقوقُ لـمـاذا يـحرقُ الوطنَ دخيلٌ * * * بـنـاهُ الأوّلـون مـن الجدود فـإنّ الأُسْـدَ تفترسُ البراريْ * * * أمـا تـصـغي إلهي، للدّموع أمـا يُـشـجيك مرأىً للّحوم * * * خـلقتَ الكون من عدَمٍ ،فكنتَ وصوّرتَ الورى تصوير حُسْنٍ * * * إلـهـي ،إنـهم عَبِثوا بخلق ٍ قـدِ اجـتـرؤوا بأعتدة الدّمارِ * * * شـكاوى المعدمين كما علمتَ جـنـاحُ الـموت ممتدٌّ طليقٌ * * * فـكـنْ عـوناً لنا في النائبات وبـاركْ جُرْح من لَبِس السّلاح * * * فـإن الأرضَ اِزْدَاْنـتْ دمـاءً فـمـا زالـتْ تُخبّئ كلّ بَذْرٍ * * * فـضُمّيني إلى الصّدر الحنونِ ولُـفّـيـنـي بعُشبٍ خضّرته * * * سـتـبقى غزّةُ أرض الصّمادِ وتـحـيـا غزّةُ وجهُ الوجودِ | وإن أَثْـكَـلْتَني خير الصّحابِ وفي صدري الحرائقُ كالقبابِ * * * بـروقـاً راعـشاتٍ،أو رعودا سـأجـعلك الحجارةَ ،والحديدا * * * عـن الموجوع أسيافُ اليماني وذبّـحـتَ الـحـمائمَ بالسّنانِ * * * وأشـعلتَ الجحيم على رُبوعي وفـي الأنقاض أشلاءُ المَروعِ * * ** وأنـت تـحرّق الأطفال شوقا وحطّمتَ الرؤوس ،فبان صِدْقا * * * فـأبـدعـتَ الدِّما بدراً،ونجما تـصـون اللهَ ،والوطن الأشمّ فَـفَاضتْ من مجاريها الشّعابُ وأشقى السائلَ الأعمى السّرابُ * * * عـلى ضَنْكٍ لقد باتوا سكارى حـفـاةً بـائسينَ،وكالحيارى * * * يـعانون القوارسَ ،والضّياعا يُـطـاردهـم مَـخالبُه التياعَا * * * لـخـبـزٍ،أو وُقـودٍ،أو غذاءِِ تـسـابقَ للزّهور من الخَواءِ * * * يُـوَشْـوِشُـها ،فتعذُب بالغرامِ فـيـلـتحمان في مَرح الإِكَامِ * * * بـأسـوار الـعـذاب المستبِدِّ رأى فـي الموت أعماراً لخُلْدِ * * * شـفـى شافيزُ غِلّي،وانكساري فـمـرّوا كـالكلاب بلا ديارِ * * * يـقـاسمني غذائي،أو هوائي؟ يـطـير بها، يُزاحمني سمائي * * * وأنّـاتِ الـثّـكـالى ،والجياعِ وأوجـاعِ الـيتامى ،والضّياعِ * * * حـيـاءٌ ،أو خشوعٌ ،أو إخاءُ يُـنـفَّضُ عن كواهلها العزاءُ * * * تُـعيدُ الأرض ،والمجد السّليبا وربِّـي لـيس يستبقي الغريبا * * * لـمـوتٍ يـرتضيه لنا الجبانُ تـجـرّ الرّعبَ،يَجْلِدُهَا الزمانُ * * * مـراحَ الرّوح في العهد الرّغيدِ مُـخـضّـبةَ الجناحِ كيومِ عيدِ إلى أَنْ يَعصف الصِرُّ القريبُ وكـالأطـيار أفزعها المغيبُ عـدوّاً أُرجـوانـيّ الـشّرابِ مـضّـرجـةٌ تـدكُّ بكلِّ بابِ * * * لـهـا في القتل تَذكارٌ،وسَبْقُ؟ بـهـا مـا أشـبع الأنهامَ دَفْقُ * * * لَولّتْ في الفضا تطوي الحُزونا عـلى أرضٍ ترضّعه الحنينا؟ * * * لـهـا فُرْسَانُ قدْ جُعلوا عبيدا؟ يُـضيع معالماً شَهِدتْ عُهودا؟ * * * بعين الشّمس بالسّفح الخصيبِ إذا مـا الجوع طوّف بالدّروبِ * * * تـبـوحُ بـها مآقي المؤمنينا؟ مُـوَسَّـدةً تـرابَ الـخالدينا؟ * * * بـديـعَ الـكـائناتِ بلا مثالِ تَـقَدَّسَ في الجلالِ على الكمالِ * * * فـشـاهوا حُسْنَه الحَرمَ القويما عـليك، ففيم تستبقي الجحيما؟ * * * مـتى سيظلّ في الآفاق برقُ؟ لـه فـي الأرض أقـنعةٌ ترِقُّ * * * وصـبّاراً على الأخطار قومي وأشـعـلَ في العدى نيرانَ أمِّ * * * وقـد كـادتْ تجفُّ من الدّماءِ ويـنـشـقّ التّرابُ عن الفداءِ * * * إذا سَقَطَتْ يدايَ على الطريقِ دمائي ،وارحميني في الشّقوقِ * * * وذكـرى لـلحَديدِ على المُهودِ بـرغـمِ الـلَّيل،والقيد الجديدِ |
![]()