سرُّ الهوان في أمَّة القرآن
23حزيران2007
شريف قاسم
شريف قاسم
رويـدكَ فـالأيـامُ مـدرسـةُ وأكـرمْ بـهـا يـاصـاحِ نـفسَك إنما ولا يـحـمـلُ الأخـيـارُ إلا خِصالَهم إذا كـنـتَ ذا حـقٍّ فـكـن ذا بصيرةٍ وآثـرْ لـمَـنْ قـد رامَ ضرَّكَ ماترى وأحـسـنْ إلـيـه مـرَّةً بـعـدَ مَـرَّةٍ وإنْ لـجَّ فـي الـبـهـتانِ والخبثِ إنَّه وعـاشـرْ أخـا حـلـمٍ تـقيًّا وصالحًا ومَـنْ عـاشَ بـالـتقوى سلوكا ومنهجًا هـو الـكـنزُ فاحرصْ كي تكونَ أخًا له و تـكُ مـغـتـرَّا بـمـظـهرِ مَنْ أتى فـمـا ضـرَّ كـالـدَّجـالِ مـجتمعًا به وإنَّ جـمـالَ الـمـرءِ في حُسْنِ عِشرةٍ وإيَّـاكَ مـن خِـلٍّ خـبـيـثٍ تـسوقُه وإيَّـاكَ مـن أهـلِ الـهـوى إنَّ شأنَهم وجـانـبْ أخـا ريـبٍ يـعيشُ بزيفِه وإيَّـاكَ والـهـمَّـازَ وافـطـعْ وِصالَه وكـم جـاهـلٍ غـرَّه صـمـتُ عاقلٍ ومـا ضـرَّ طعنُ النَّذلِ في ظهرِ طاهرٍ يـعـيـشُ أخـو السَّوءاتِ في قُبحِ فعلِه إذا مـا خـلا قـلـبُ امـرئٍ من مآثرٍ فـمـا الـمـالُ أبـقـى لـلسَّفيهِ مكانةً ويُـفـتـضَـحُ الـمـوتـورُ ظلَّ مقنَّعًا فـكـلُّ لـئـيـمٍ يـفـضـحُ اللهُ حالَه * * * عـلـيـكَ بـنـهـجِ اللهِ والـزمْ كتابَه وعـشْ بـلـذيذِ الذِّكرِ في ظلمةِ الدجى وأمـسـكْ عـن الأقـوالِ إلا لـنـافعٍ ولا تـك لـلـخِـلاَّنِ مـوضـعَ سقطةٍ ولـيـلُـكَ بـالـقـرآنِ فارتعْ بروضِه فـإنَّ الـمـحـبِّـيـنَ الـذيـن تبوَّؤوا تـرامـوا عـلـى أعـتابِ رحمةِ ربِّهم ولا تُـرَ بـالإسـلامِ قـلـبًـا مـهدَّمًا فـإنَّ رجـالَ اللهِ لانـتْ قـلـوبُـهـم ولـكـنَّـهـا عـزَّتْ وطـالَ إبـاؤُها ومَـنْ أُشـرِبَ الإيـمـان يـعلمْ مكانه ومَـنْ عـاشَ للرحمنِ عاشَ على الغِنى فـإنَّ الـغِـنـى باللهِ عـزٌّ و رِفـعـةٌ يـعـيـشُ أبـيُّ النفسِ ينأى عن الأذى ومَـن رفـرفـتْ بـالنُّورِ والخيرِ نفسُه تـسـلَّـحْ بـتقوى اللهِ ، واحفظْ عهودَه فـطـوبـى لـمَنْ قد آثرَ المجدَ والعلى * * * رأيْـتُ مـنـاجـاةَ الإلـهِ لـبـاسُـها و زادُكَ مـنـهـا لايـبـورُ مدى المدى وإخـوانـك الأبـرار فـاحـفظْ ودادَهم ومَـنْ عـاشَ بـيـنَ الـطَّيِّبين فطيِّبٌ ولا تُـلْـقِ بـالاً لـلـحـسـودِ فـإنَّه ولا تـسـتـمـعْ يـومًـا لـغيبةِ مسلمٍ وإنَّ لـسـانَ الـكـلـبِ أطهرُ من فـمٍ وإنَّ فـمَ الـمـغـتـابِ بـالدَّاءِ مثخنٌ فـتـبًّـا لـمـغـتـابٍ ، وقبحًا لوجهِه وإنَّ صـفـاتِ الـفـاسـقـيـن جليَّةٌ ونـظـرةِ أفَّـاكٍ إلـى الـنـاسِ حوله وقـاتـلِ سـاعـاتٍ يـبـدِّدُ عـمـرَه فـلا يـذكـرُ الموتَ القريبَ ، ولا يعي يـعـيـشُ كـبـهـمٍ لـلملذَّاتِ والهوى فـهـيْـئـتُـه بـالـشَّرِّ والسُّوءِ لُفِّعتْ فـتـعـسًا لذي ريبٍ ، وخسفًا لذي ربًا أولـئـك هـم أهـلُ الـفـسادِ بقومِهم ومـا سـبـقـت لـلـنَّارِ قبلَ ولوجِهم فـدونَـك فـاخـتـرْ في حياتك منهجًا فـفـي بـحـرِ هـذا الغيِّ ظلمٌ يسوقُهم وعـشْ مـسـلـمًـا فالدِّينُ أمنٌ وعزَّةٌ وإيـاك والإلـحـادَ فـالـكـفـرُ مهلكٌ فـقـد يـغـفـرُ الـرحمنُ للناسِ إثمَهم مـآلُ الـطـغـاةِ الـكـافـريـن جهنَّمٌ وعـشْ مـؤمـنًـا بـالغيبِ تُؤْتَ مفازة وإنَّـك بـالـصـبـرِ الـجـميلِ لفائزٌ و دارُكُ فـاعـمـرْهـا بـشاهقِ رفعةٍ فـمـا الـعـزُّ إلا مـايـكـونُ لمؤمنٍ ومَـنْ يـعـتـصمْ باللهِ لـم يخشَ غيرَه فـقـمْ واحـيِ بـالـتـوحيدِ نفسَك إنها وعـطِّـرْ بـه أيـامَ عـمـرِك صادقًا لـقـد خـابَ مَـنْ رامَ الـمعالي بكفرِه ومـا مـسـلـكُ الـعلياءِ إلا لذي التُّقى فـذرْ أُمـمًـا تـهـذي بـأفـكارِ غيِّها لـهـا فـسـحـةُ الـدنيا الدَّنيةِ والهوى فـإنْ صـبغوا وجهًا وشَعرًا ، وزعفروا فـواللهِ مـاكـانـت لـتـمـنـعَ عنهُمُ دعـوا الـمـلـحـدين الماجنين وغيَّهم وعـودوا إلـى نـورِ الـكـتـابِ فإنَّكم تـروا مـوئـلاً لـلـمجدِ مُدَّتْ جسورُه فـمـنْ غـسـقِ الـشِّدَّاتِ يبزغُ فجرُنا ألـسـنـا بـنـي الإسـلامِ فينا محمَّدُ r ومـن أُمَّـةٍ فـيـهـا الرسالةُ أزهرتْ فـمـا لـبـنـيـها أدبروا عن حقولِها وظـنُّـوا بـزيـفٍ أحـرزوه حضارةً ومَـنْ لـم يـمـحِّـصْ في مناهج باعِه قـضـى اللهُ أن نـرقى بنُضرةِ شرعِنا وهـيـهـات أن نـحظى بنصرٍ مؤزَّرٍ فـنـورُ الـنَّـبِّـيـين الكرامِ لنا رضا وإنَّ مـقـامَ الـنـاسِ في موطنِ الهوى ولـن يـسـتـقـيـمَ الناسُ إلا بدينِهم بـمـجـتـمـعٍ يحيي المروءاتِ لاترى ولا خـيـرَ فـي غـربٍ وشرقٍ تعاليا مـتـاعٌ قـلـيـلٌ لـلـورى وتـطوُّرٌ ومـا هـانَ قـومٌ يـحـفـظُ اللهُ شأنَهم لـئـنْ هـبَّ قـومي بالحنيفِ فمجدُهم أذبْـتُ بـشـعـري مهجةً طالَ شجوُها وخـيـرُ سـجـايـاهـا تموتُ بلهوِها فـيـاربِّ أنـقـذْهـا وسـدِّدْ مـسيرَها | الـعُـمرِفـآثـرْ بـهـا النَّهجَ القويمَ مدى يـعـيـشُ كـريمُ النفسِ بالمنهجِ الدَّثرِ مـن الـخُـلُـقِ المحمودِ في عملِ البِرِّ ولا تـتـعـجَّـلْ إنْ قـدمْـتَ إلى أمرِ مـن الـعـفوِ تستجلبْ حجاهُ إلى العذرِ فـإنْ فـاءَ لـلـحـسنى فيالَكَ من أجرِ لـذو حـسـدٍ يـشـوي جواهُ ولا يدري فـإنَّ الـتَّـقـيَّ الـبَـرَّ يأنفُ عن مكرِ فـذلـك مـن أهـلِ الـفضائلِ والفخرِ وقـد فـزْتَ بـالـتوفيقِ معْ عاليَ القَدْرِ بـثـوبٍ مـن الـتقوى وسيرتُه تزري يـعـيـشُ على رجسٍ ، وينهشُ بالطُّهرِ ولـيـس بـدعـوى لاتقومُ على الخيرِ إلـى نـيـلِ مـا يبغي الوسيلةُ بالغدرِ يـنوءُ ـ وإنْ أغرى ـ من الكدرِ المُـرِّ ولـيـس لـه غـيرَ السرابِ من السَّيرِ فـبـئـسَ جليسُ السُّوءِ في منتدى الشَّرِّ فـراحَ بـسـوءِ الـقولِ يهرفُ والنُّكرِ فـمـا نـالَ كـفُّ الحقدِ إلا من الجمرِ كـأنَّ لـه ثـأرًا شـهـيًّـا من الحُـرِّ وعـاشَ بـلا ديـنٍ فـبـشِّرْهُ بالخُسْرِ ولا الـجـاهُ قد أ نجى الحسودَ من الوِزرِ وإن هـو أخـفـى من دناياهُ في الصَّدرِ ويـرجـعُ مـنـبـوذَ السلوكِ بلا سِترِ * * * وعـطِّـرْ بـه نجواكَ في السِّرِّ والجهرِ فـإنـكَ لـم تـعـدمْ مـجـاورةَ الـبِِْرِ وبـاعـدْ مـقـالَ السُّوءِ في سفَهِ الهذْرِ ولا تـرمِ نـفـسًـا لـلـمـهانةِ والبترِ ونـاجِ بـه مـولاكَ فـي هـدأةِ الفجرِ مـقـاعـدَ صـدقٍ في فراديسِها الخُضرِ فـكـانَ لـهـم نعمَ النَّصيرُ مدى العُمرِ ولا تـخـشَ يـاهـذا مـقـارعةَ الكفرِ لأهـلِ الـهـدى واستعذبتْ مركبَ البِرِّ عـلـى كـلِّ طـاغـوتٍ يعربدُ بالكِبرِ إذا اصـطـخـبتْ دنياياهُ بالمدِّ والجزرِ ومَـنْ عـاشَ لـلشيطانِ ماتَ على الفقرِ وثـوبُ الـعنا والفقرِ في الظُّلمِ والجَوْرِ ويـفـنـى ذليلُ النفسِ في ذلِّه المزري تـسـامـى وإنْ ألفيتَه في قبضةِ العُسرِ ولا تـخـشَ بـعـدَ اللهِ قارعةَ العصرِ وسـارَ عـلـى دربِ الفضائلِ والصَّبرِ * * * بـه الأمـنُ والإيـثـارُ في حللِ الفخرِ فـآثـرْهُ ، فـالرضوانُ من أكرمِ الذُّخرِ وكـنْ هـونهم ، واخفضْ جناحكَ للبَـرِّ مـودَّتُـه تُـرجَـى مـع العسرِ واليسرِ يـمـوتُ بـلا قـتـلٍ ، ويحيا بلا أجرِ فـإنَّ بـهـا وِزرًا ، ومـالَـك من عذرِ يـفـوهُ بـنـهـشِ الـمسلمين بلا طُهرِ يـجـرجـرُ أقـذارَ الـتَّـفاهةِ والخُسرِ إذا مـا تـراءى بـالـحـديثِ مع النُّكْرِ بـجـلـسـةِ مغتابٍ ، وبسمةِ ذي مكرِ ومـطـمـعِ ذي بـخلٍ يتوقُ إلى الحُمْرِ بـلا عـمـلٍ يُـرجَى من اللهِ ذي الذِّكرِ رحـيـلَ بـني الدنيا ، ولا ضمَّةَ القبرِ و لـلـفـسقِ في نادي الرذائلِ والخمرِ وخُـطْـواتُـه بـالإثمِ عُدَّتْ ولا يدري وعـارا لـذي لـهوٍ ، وبؤسًا لذي جوْرِ وهـم شـرُّ خَلْقِ اللهِ في البدوِ والحضرِ سـوى أنـفسٍ عاشتْ وماتتْ على الكفرِ تـفـرُّ بـه لـلـهِ مـن ثـبـجِ القهرِ إلـى غـضـبِ الـدَّيانِ في عالمِ الشَّرِ وشـرعـةُ ذي جـودٍ ومـنهجُ ذي يسرِ وذاك ـ وحـقِّ اللهِ ـ قـاصـمةُ الظَّهرِ ولـكـنـه لايـغـفرُ الشركَ في الحشرِ فـبـئـسَ مـقـامُ الكافرين على الجمرِ وسـلِّـمْ لأمـرِ اللهِ واسـتـهـدِبالذكرِ وإنْ لـجَّ بـالـخطبِ الثَّقيلِ أسى العُسرِ إذا عشْتَ في كوخٍ ، وإنْ عشتَ في قصرِ مـن اللهِ رغـمَ الـكـيدِ والسُّوءِ والمكرِ فـصـنْـهـا مع الباري لتظفرَ بالنَّصرِ تـمـوتُ إذا الإيمانُ أخوى على الصَّدرِ فـإنَّ شـذا الإيـمـانِ أزكى من الزَّهرِ و ذلَّ الـذي يـرجـو الـمفاخرَ بالجورِ يـسـيـرُ بـظـلِّ اللهِ فـي أرفعِ القَدْرِ وتـحـيـا حـياةَ المترفين بلا خيرِ !! ولـيـس لـها يومَ النُّشورِ سوى الخُسرِ لـزيـنـتِـهـم ثـوبًا بليلٍ وفي عصرِ عـذابًـا بـأُخـراهـم وتدفعَ من حـرِّ ومـذهـبَـهـم ، والموبقات بهم تجري بـلـيـلِ خـطـاياكم وشيطانكم يغري عـلـى عـمدٍ تبقى ، وتعلو على الكفرِ وتـنـبـعُ بـالتقوى المياهُ من الصَّخرِ وسُـنَّـتُـه الـغـرَّاءُ أغلى من الدُّرِّ !! مـبـاهـجُها ، والخيرُ للناسِ كالقطرِ !! وهـامـوا وراءَ الزيفِ والتَّرفِ القَذْرِ !! تـقـرِّبُـهم زلفى إلأى ساحةِ النَّصرِ !! يـجـدْهـا عـلـى وهمٍ تقلُّ عن الشِّبرِ وإنَّـا إذا عـفـنـاهُ عـشـنا على قفرِ بـغـيـرِ هـدى القرآنِ في غُمم القهرِ وفـيـه دواءُ الـقـائـمين على الهجرِ كـمـثـلِ مـقامِ الناسِ في قبضةِ الأسرِ وأكـرم مـن أهـلِ الـمـآثـرِ لاندري لـذذي غـايـةٍ هانتْ سبيلا إلى الجهرِ وأمـةُ هـذا الـديـنِ في الأنجم الزُّهرِ يُـداولُ مـن عـصرٍ يصيرُ إلى عصرِ بـمـا اخـتـاره إلا بـسابقةٍ تزري !! يـعـودُ عـلى الآفاقِ في موكبِ الفخرِ عـلـى أمـةٍ تـغـفـو بوارفةِ الخِدرِ وتـطـفـو فِعالُ الشرِّ في لهوِها الثَّـرِّ وأوقـفْ عـلـى إحياءِ صحوتها شعري | الدهرِ