وَعْدُ المهاجر
16حزيران2007
شريف قاسم
وَعْدُ المهاجر
شريف قاسم
{ بعثتْ قوى الكفر والشر سراقة بن مالك ليقتل نبيَّ الله محمَّـدًا ، فأدركه ، فرأى وعلم و وُعِدَ ، ورجع إلى مَن بعثوه ليبشرهم بفتح المعمورة ، وأنه سيلبس سواري كسرى ملك الفرس . وكان ذلك رغم أنف المتغطرسين والطغاة ... }
وعْـدٌ يـحـيِّـرُنـي ، ويقلقُ بالي أسـراقـةُ الـبـدويُّ يلبسُ تاجَهم ويـعـودُ مـعـتـدًّا بوهجِ مشاعرٍ وتـردُّه آمـالُ نـفـسٍ هـمُّـهـا وتـخـيـبُ إذْ أحيتْ بفلبي فطرتي أقـدمْـتُ ياللهولِ أرفُـل بـالرؤى وقـطـعْـتُ بـيـدًا قد توقَّدَ رملُها إنـي رأيْـتُ الرملَ ماجَ بأخمُصي فـعـلـمْـتُ أنَّ محمَّدًا مبعوثُ مَنْ والـجـاهـلـيَّـةُ والطغاةُ ، وعالَمٌ والـحـاكـمـيَّـةُ للضلالِ وللهوى والـظـلـمُ قـيـدٌ للسفاهةِ والأذى وتـنـاحُـرٌ وتـنـابُزٌ ، ورجالُها بـالـغـيِّ والقيمِ الرخيصةِ والخنا بـئـسـتْ حـيـاةُ الـجاهليةِ إنَّها * * * ويـروقُ لـي وعْدُ النبيِّ فما غفتْ وأدورُ ـ ويـحَ القلبِ ـ إنِّي حائرٌ وأصـيـخُ للصوتِ الذي في داخلي هـذا الـطـريـدُ سيملكُ الدنيا غدًا ويـصـوغُـهـا بـعدَ البداوةِ أُمَّةً وأنـا سـألبسُ تاجَ كسرى ويحني يـانفسُ : هل تهوي القلاعُ وتنتهي أيـشـيدُ مُلْكًا في الصحارى ضاحيًا قـد أخـرجـوهُ ، وألَّـبُوا أشياعَهم وطـغـاتُـهم فيها سُكارى عربدوا وهـو الـطـريـدُ وحولَه أصحابُه أَوَيـسـتـطـيعُ مهاجرون فراشُهم أنْ يـفـرشوا أرض الزمانِ جنائنًا يـانـفـسُ : أنـوارُ الـنبيِّ جليَّةٌ إنـي أرى وعـدَ الـرسولِ حقيقةً وأنـا أَأَ حـلـمُ ؟ أمْ تراني خائبًا ؟ يانفسُ عودي ... ياسراقةُ واصطبرْ عـودي فـما أقسى إذا خابَ الرجا ذا صـوتُـه وجـميلُ طيفٍ صاغه نَـبِّـئْ طـغـاةَ الـكـفرِ أنَّهُمُ إذا لـن يـقـدروا أبدًا عليه ولا على فـالـدِّيـنُ لـلـدَّيَّـانِ خابَ عدوُّه ولـئـن تدرَّرعَ بالحديدِ ، وإن أتى يـأتـي عـلـى بـأسِ العدوِّ فناؤُه وحـيٌ سـمـاويٌّ يـدقُّ جـلالُـه دعْـهَـا فـإنَّ اللهَ يُـمهلُ مَنْ بغى وَعَـدَ الـنـبـيُّ الـمسلمين بعزَّةٍ وعْـدٌ يـرى فـيـه الهُداةُ سبيلَهم آتٍ ونـورُ اللهِ لـم يـأفـلْ ولـم فـلـه الـشبابُ : دماؤُهم . وإنَّهم تـعـسَ الـذيـن يحاربون محمَّدًا مـا الـفـوزُبـالجنَّاتِ إلا بالهدى والـنَّـصـرُ للإسلامِ رغمِ فسادِهم آتٍ لأُمـتـنـا بـظـلِّ كـتـابِها لـيـس الـحـنـيفُ بملَّةٍ مبتورةٍ إنَّ الـشَّـريـعـةَ دعـوةٌ أبـديَّةٌ فـانـظـرْ إلـى روَّادِها وصفاتِهم هـي شـرعةٌ بيضاءُ هلَّ عطاؤُها فـاضـتْ بـها مجدا يدُ الهادي وقد أَسـمـعْتَ ( بالعجفاءِ ) شاةِ مضيفةٍ كـيـفَ استدرَّ حليبَها خيرُ الورى ( يـا أُمَّ مـعبد) فاشربي من سلسلٍ وَلْـتَـنْـعَـم الأيـامُ فـي آلائـه صـلَّـى عـلـيـه اللهُ في عليائه * * * هـاجـرْتَ لاوجلاً ولا برحيلِ مَنْ فـقـلـوبُـهم ضاءتْ بنورِ عقيدةٍ عـلَّـمـتَـهُم بذلَ النفوسِ رخيصةً فـي عـالـمٍ ضجَّتْ حضارتُه بما يـمـشون فوقَ الجمرِ في غدواتهم وتعودُ في العصرِ الحديثِ وجوهُهم عـصـرٌ بـه استشرى فسادُ عقائدٍ سـاد الـطغاةُ به ، وفيه استنسرتْ عـصـرٌ به انقلبتْ مفاهيمُ الحِجَى والـصَّـالـحـون سجونُهم أبياتُهم قـهـقـهْ أيا زمنَ الغوايةِ والهوى يـا أرضُ وجـهُـكِ ما أشدَّ سوادَه بـشـريَّـةٌ عـمـياءُ يلهثُ خلفَها وسفى الربيعَ الحُلوَ عصفُ عصابةٍ أيـغيبُ وجهُ الصَّالحين ، وقد طمى وتـلـجـلـجتْ أنفاسُهم بصدورِهم مـاذا نـقـولُ ، ولـلتجبُّرِ مسمعٌ والـقـولُ فـي وعـدِ النبيِّ محمَّدٍ فـتـجـلَّـدي يـانفسُ هذي حقبةٌ لـسنا على الزيفِ الرخيصِ مسيرُنا دافـوا الـكرامةَ بالهوانِ وصرَّحوا ولـووا عـن السَّاحِ الخضيبةِ بالدما لـم يـبـقَ للخيلِ الكريمةِ ضبحُها مـاتـتْ مـروءتُـهم وجفَّ ترابُهم ضـلُّـوا ومـا زالوا على إمعانِهم قـد دوَّخـونـا فـالإذاعـةُ ثـورةٌ تـبًّـا لأيـامٍ مـفـاسـدُهـا بـهم ولـقـد رأوا مـا قـدَّمـوه لأُمَّـةٍ لـكـنَّـه الـكِـبـرُ البغيضُ يلفُّهُم فَـلْـيـعـلـمـوا أَنَّـا بغيرِ كتابِنا والأمَّـةُ اهـتـزَّتْ لـشـرٍّ نـابها قـد أقـسـمـتْ بالله ألاَّ تـنـثني كـي تـسـتعيدَ مكانَها بين الورى * * * غـربـاءُ عصرٍ ـ ياسراقةُ ـ إنَّنا أكـلـتْ محيَّانا الهمومُ ، وصوَّحتْ لـكـنْ وقـددارَ الزمانُ ، وكبَّرتْ وبـدا رحـيـلُ الغفلةِ العمياءِ عن فـانـشرْ عليهم ـ ياسراقةُ ـ حلَّةً كـم هـزَّهـم بوحُ الحنين إذِ الفدا زمـنُ الـتـآكلِ والتخاذلِ قد مضى بـالـبيِّناتِ صدى الحشودِ بمسمعي الـفـجـرُ نـادى لـلصلاةِ مجدِّدًا | ويـضجُّ في جسدي ، وفي تـاجَ الـفـخارِ ، وشارةَ الأقيالِ !! وكـوهـجِ يومَ العَدْوِ في استهلالي حـبُّ الحياةِ ، وحبُّ وهجِ المالِ !! خـوفـا مـن الشكوى لسوءِ فِعالي طـلـبًـا لـمـجـدٍ زائلٍ وجِمالِ حـتـى رأيْتُ على الرمالِ زوالي ورأيْـتُ قـدرةَ خـالـقـي الفعَّالِ بـرأَ الـوجـودَ ، ومـنَّ بالأفضالِ مـتـخـبِّـطٌ بـالزيفِ والأوحالِ ولـكـلِّ بـاغٍ مـرجـفٍ دجَّـالِ أعـتـى مـن الأصـفادِ والأغلالِ يـتـسـابـقـون لـخسَّةِ الأعمالِ والـفـحـشِ بـعدَ الفعلِ بالأقوالِ قـتـلٌ لـروحِ تـطـلُّـعِ الأجيالِ * * * عـيـنـايَ فـي حِلِّي ولا ترحالي وهـواجـسـي في يمنتي وشِمالي يـشـفـي تـخبُّطَ حيرتي وخبالي مـن غـيرِ حولٍ في يديْهِ ومالِ !! تـطـوي عروشَ الظالمِ المختالِ !! ماضرَّني في ذي الرؤى الستعجالي صـولاتُـهم بمضاربِ الأبطالِ !! هـذا الـطـريدُ بأحلكِ الأحوالِ ؟! مـن بـعـدِ إيـذاءٍ لـه وجِـدالِ والـسَّـعـدُ بـيـن القومِ في إقبالِ فـي فـقـرِ عـمَّارٍ وضعفِ بلالِ جـمرُ الرمالِ ، و وطأةُ البلبالِ (1) و يـطـرِّزوا لـلـكونِ أبهجَ حالِ فـي وجـهِـه الـمتلألئ المفضالِ تُـنـبي بفتحٍ هلَّ في الأجوالِ (2) أم فـزتُ وابـشـرايَ بـالآمالِ !! فـغـدًا تـرى ما لم يكنْ بالبالِ !! أو غـامَ طـالـعُه على الرئبالِ !! مـامـثـلُـه فـي عالَم الأشكالِ !! رامـوا هـلاكَ مـهـاجـرٍ صوَّالِ طـمسِ الهدى ، والكوكبِ المتلالي وإن احـتـمـى بسلاحِه الفعَّالِ !! بـجـنـودِه ، فـالـكفرُ في إذلالِ وتـزولُ عـنـه مـظاهرُ الإقبالِ عـن نـظـرةِ الـسُّفهاءِ والجُهَّالِ والَّـلـهُ بـالـمـرصـادِ للمحتالِ يـلـفـونَـهـا بـجلائلِ الأعمالِ رغـمَ الـظـلامِ ، وآهـةُ الإعوالِ يـنـضـبْ دفوقُ أريجِه السلسالِ أهـلُ الوفا في الوثبةِ الشِّملالِ (3) مـن ظـالـمـين بغوا ومن أنذالِ والـظـلـمُ رغـمَ عـتـوِّه لزوالِ مـاكـان مـنـصرمًا ، ولا بمُحالِ فـاصـدعْ به في الصُّبحِ والآصالِ أو فـكـرةٍ لـلـواهـم التنبالِ (4) مـن قـبـضـةِ الأجـدادِ للأنجالِ تـشـهـدْ سُـمُـوَّ مناهجٍ وخصالِ بـالـبِـرِّ والإبـثـارِ لـلأجـيالِ عـالـدنـيـا بـخـيـرِ ظـلالِ لـنـبـيِّـنا والضَّرعُ غيرُ مُوالِ !! وأتـى بـمـعـجـزةٍ بـلا إشكالِ عـذْبٍ ـ يـطيبُ مذاقَه ـ و زلالِ فـهـو الـرؤوفُ بـأهلِها والوالي واللهُ ذو فــضــلٍ و ذو إجـلالِ * * * تبعوكَ هاجَ الخوفُ في الأرسالِ (5) فـمـضـوا بـلا وجـلٍ ولا إذلالِ لـلـهِ لا لـلـطـعنِ بالآطالِ (6) لـذئـابِـهـا مـن غدرِهم وثعالي لايـسـأمـون الـسَّعيَ شطرَ نزالِ كـبـدورِ لـيـلٍ ضـاءَ بالإطلالِ وبـداءِ حـقـدٍ في القلوبِ عُضالِ غـربـانُـه ، فالضَّبعُ كالرئبالِ !! فـالـحـقُّ بـاتَ كـمنكرِ الأفعالِ والـقـتـلُ والـتشريدُ أفضلُ حالِ و دعِ الأُبـاةَ الـصِّـيدَ في الأغلالِ مـن ربقةِ الأرجاسِ في الصَّلصالِ سـوءُ الـمصيرِ على يـدِ الخُذَّالِ مـلـعـونـةٍ تـعـدو لـشرِّ مآلِ سـيـلُ الـسَّفاهةِ لـجَّ بالأوصالِ مـن غـيـرِ مـا أملٍ ولا استقلالِ يـأبـى سـماعَ النُّصحِ في الأقوالِ يُـغـنـي عن الإفصاحِ والإيصالِ أسـرتْ نـهـارَ الـعـصبةِ البُذَّالِ أبـدًا ، ولا نـبـكي على الأطلال أنَّ الـمـآثـرَ بِـتْنَ في استحلالِ أعـنـاقَـهـم وهـفوا مع الإجفالِ أو هِـزَّةُ الإرعـادِ والـتَّـصـهالِ وخوى اخضلالُ الدوحِ في الأجذالِ وخُـطـاهُـمُ الـرعناءُ في إرقالِ صـخَّـابـةٌ مـحـمومةُ الإرسالِ كُـرَبٌ تـفـورُ بـدامسِ الأحوالِ مـن خـيـبـةٍ ومـهـانةٍ و كلالِ والـكِـبـرُ بـالأهـواءِ ذو إعمالِ هـمـلٌ بـلا فـخـرٍ ولا آمـالِ مـكـدودةً مـن وطـأةِ الأثـقـالِ عـن سـعـيِـها بالنفسِ والأموالِ وتـعـيـدَ مـنـزلةَ الفخارِ الغالي * * * فـي هـجـرةٍ لـلـشِّيبِ والأطفالِ أحـنـاؤُنـا مـن وطـأةِ الأثـقالِ فـي الـمـشرقين حناجرُ الأبطالِ قِـمـمِ ـ بدنيا الصابرين ـ طِوالِ مـزهـوَّةً بـجـلائـلِ الأعـمالِ نـادى ، وجـمـرِ الثأرِ في إشعالِ وانـجـابَ وجـهُ الفتحِ بعد ضلالِ فـاهـجـرْ تـباطُؤَ هازئٍ محتالِ وجـهَ الـوجـودِ بصبحِه المتلالي | أسمالي
هوامش :
(1) البلبال : الهموم والأنكاد
(2) الأجوال : النواحي
(3) الشملال : القوية
(4) التنبال : المذموم القصير عن نيل المعالي
(5) الأرسال : الأرتال
(6) الآطال : الخواصر