لغة الصمت
هبة الصعيدي
ذابت شموع الكون في وجه المساء
غطت وطافت فوق أجزاء الهواء
عصفت بذاتي نغمة ٌ
وتجولت عبر المتاهات
التي كانت رثاء
وتجمعت فوقي نسائم من برودي
تشتكي اسماً يكلله العناء
وتأملت آهات قلبي
نظرة نحو النجوم
وتألقت في ومضها
تهوي الجنون
ردت وقالت نجمةٌ بين الغيوم
الجرح في جسد المصاب إشارة ٌ
لا تقتفي اثر المنون
الصمت في عيناك ِ برقٌ قاتل ٌ
إن تصمتي يبقيك في الموت اللعين
موتا يحاصر كل أروقة الحياة
يلغيك من أصل الوجود
لا تسأمي كل الحدود
هذي السدود غدا ستصبح من جليد
ولتذكري يوما سؤالك عن جبال من جليد
وتذوي
وتذهب من كلام
هي طاقة الكلم الذي يبني العقول
فتكلمي لا تصمتي أبدا عن الفكر الجديد
وتحرري من كل ألسنة الجنود
وتمردي
وتقدمي
فالناس تبقي في جمود
والمبدعين تذوقوا نفس القيود
وتشربوا أوجاعهم
ألامهم
ومضوا علي شوك الطريق
لكن مضوا
وبفكرهم صنعوا عصوراُ لا تميد
لا تصمتي
وامضي بفكركِ فوق تحطيم الحدود
ولتصنعي جسر العبور لعالم ٍِ
لا ينتمي في ذاته الفكر الرشيد
يا نجمتي
يا ومضة أهدت إلي ّ بحكمة ٍ
لا لن تحيد
لكن إليك ِ متاهتي
الصمت يبقي شرعتي
يبقي انتحار ثقافتي
حتى يعاد الخلق في ثوب جديد
فأنا هنا
أخشي من الفقد
لمن لهم قلبي يميد ...
