يا وسْط الجلساء أميرٌ
معتز رجب عبيد
(1)
يا وسط َ الجلساء أميرٌ
وكبيرٌ يخشاكَ القومُ
والكون – إذ تنطق - يصمت
إذ لا يتساوى اثنان:
نخيلٌ هامتهُ تحلـِّقُ وتناطح برج العلياءْ
يخرق عمق الأرض ....
فينبجس الماءْ........
ونخيل يلتصق بطين الأرض العجفاءْ
(2)
يا تاج مجامعنا ومجالسنا
يا عرسَ محبتنا الخضراءْ
يا من إذ تبصر لا يبصر أحدٌ
يا من إذ يتكلم لا ينطق أحدٌ
قد ضعف البصرُ
ووهن النظرُ
واشتعل القلب غباءًْ
لكنى إذ لا أقدر أن أشعل مصباحي
كي أمضى وأعانقَ أزهار صباحي ...
يملؤني الخوفُ .
يتملكني الزيفُ .
ينطفئ داخل صدري القلبُ
ويضيع هباءاً مني الحبُ
يتجهمني الناسُ
وتنكرني الشمسُ
ويطاردني الأمسُ
وأصيرً عييّاً يتلعثمْ
لا يقدرُ أن يتكلمْ
أو مجنوناً يهرولُ في الطرقاتْ
يحدِّقُ في الماضي و الآتْ
فلا يتراءى في عينيه سوى الظلماتْ .
حينئذ ألعن نفسي ......
ووددتُ لو واراني رَمْسي .....
كي أسترخي.......
لا يسمعُ أحدٌ منكم مني ركزاً أو همساً
لا أدري أمظلومٌ أم ظالمْ
أمفعولٌ لا يملك شيئاً أم فاعلْ
(3)
يا ليلَ الأحزان سلامٌ .....
فأنا مغترفٌ منكَ شراباً
وشراباً لا أسلوه .....
الآن سأعانق جرحي .....
إنْ يُقبلْ فرحي أو يُدبرْ
الآن سأعانق جرحي.......