صمت الكراريس
05كانون12009
ابن الفرات العراقي
ابن الفرات العراقي
إلى سرب الطيور الذي غادرنا
إلى حيث السكينة والهدوء والنوم الأيدي
يـا ثـورة الجرحِ في جنبيَّ تستعرُ لا لـيـس يـبلى نداءٌ في شوارعِنا ولـن يـنـامَ وريـحُ الثأر ملحمة يا ثورة الجرحِ فرسانُ المدى انطلقوا مـنّـا الـخيولُ يقدُّ الصخرَ حافرُها أرض الـفـراتـيـن يا ميلاد أمتنا كـوني لهيباً على الطاغي وعاصفة وأدمـعـاً تـرتـوي منها ظوامؤنا يـهـوّمُ الموتُ في ساحاتِ حارتنا لـقـد مـلأنـا من الأشلاء بيدرَنا ومـن هـوانا زرعنا الأرضَ أوديةً حـمـراءَ دامـيـةً أنـفاسُها دمنا وأوجهاً في دروبِ الشمسِ ما تعِبتْ أيـد مـوزعـة الرجفاتِ قد عَلِقَت هـنـاك بعض من الأشلاء شارعُنا هـنـا بـقايا جراحاتٍ قد انفتحتْ هـذي طـفـولـتنا أنفاسها وجعٌ وكـركـرات فـمٍ غـابت بها ظمأ وخـطـوة الـفَـتْ أصداءَها طرقٌ هنا شبابٌ يعيشُ العمرَ في غُصصٍ ذاقـوا من الموتِ ألواناً وما ارتعبوا فـالـجرحُ يصهلُ في دنيا ملاعبنا يـا صرخة الفجرِ. أزهارُ لنا ذبُلتْ فـلـن تـغيبَ رؤى شهقاتِ لوعتِها ولـن تَـجذَّ مرايا الصمتِ صورتَهم تـنـاثروا كانكسار الضوءِ في ظُلَلٍ وأولـمـوا أنفساً في درب ضيعتنا سـاروا خـفـافـاً قـرابيناً مؤجلةً حـمـائـمٌ لـملمت عجلى حقائبَها نـحـن الذين صنعنا النورَ من دمنا لا لـيـس نـعيا ولن تعيا عزائمُنا فالمجد في الموت يحكي الدهرُ قصّتَه وقـد غـرسـنا إلى الأجيال ساريةً فالرفقةُ الصيدُ في الميدانِ ما برِحوا كـونـي مرايا دمي إعصارَ ملحمةٍ وكـبـريـاءً. دمُ الـفـادين نخوتنا يـا أمـةً رسـمتْ ميلادَ نهضتِها فـالـذكـريـات جراحات مهمومة لـكـنـه الفجرُ رغمَ الظلمِ نصنعُه اسـتـودعُ اللهَ عـندَ الصبحِ أغنيةً | لا لـن يموتَ دمٌ في الروحِ ولـلـمـروءات فـي أصدائهِ خبرُ على طريق الفدى يحلو لنا الخطرُ صـوت الجيادِ بدرب الريح ينحدرُ وفـي مـداها يجوبُ الفارسُ الذَّكِرُ لـن يـطلع الصبحُ إلا منك والظفرُ وفـي سـمانا بريقُ الشمسِ ينفجرُ وفـي رحـاها يروّى المجدُ والقدرُ وراحَ عـبـر انكسارِ الضوءِ ينتحرُ كـمـا فـرشْنا لها الأرواح تُحْتَضَرُ مـن الـضرامِ على الأعداء يستعِرُ بـكـلِّ زاويـةٍ بـالموتِ.. يأتزرُ ولا تـبـدَّت بها الأوجاع والضجرُ هـنـا نُـثـارٌ هنا عينُ بها صُوَرُ عـلـى أسـاها بكى واسّاقط المطرُ تـشـكـو إلى الله فيها النارُ تشتجرُ صـدى غـنـاءٍ بثغرِ الريحِ يندثرُ إلـى الكراريسِ فيها الحرفُ يعتمرُ وأيـنـعَـت دمـعةٌ في نزفها عِبرُ بـيـادراً مـن جراحات هي النُذُرُ وطـار مـنـها يذيع اللحظةَ الشررُ ولـلـقـرابـيـن منّا يسجدُ الحجرُ عـلـى الدروب يُعرّي موتَها التترُ ولـن تـمـوتَ بهم في موتهم سُورُ فـيـا براءتهم مثل الضحى انتثروا مـن الـغـمامِ وقد غابت بهم جُدُرُ وغـادرونـا بـقايا وانطوى الخبرُ عـلى ضفاف السنا والخطو ينكسر لـكـنهم سقطوا في الجبِّ وانغمروا وفـجـرُه الألقُ الزاهي لمَنْ نكروا وليس نبكي على مَنْ ماتَ أو قبروا مـوتُ الـرجالِ بنارِ الحربِ تدَّثِر لا لـيـس عنها شعاعُ النور ينحسِرُ وهُـمْ بـنوكِ هُمُ التاريخ إن ذُكِروا مـن الـشـموخ وفجراً ليس يندثرُ مـن الـتـراثِ بهم تزهو لنا السِّيَرُ وكـم تـتـالـتْ على أكتافها العِبرُ شـريـطها ضاق في أنفاسها العمر مـجـنّحَا فوقَ هذي الأرضِ ينتشرُ قـد غـادرتـنا وعنها غادرَ البصرُ | ينهمرُ