صمت الكراريس

ابن الفرات العراقي

ابن الفرات العراقي

[email protected]

إلى سرب الطيور الذي غادرنا

إلى حيث السكينة والهدوء والنوم الأيدي

يـا  ثـورة الجرحِ في جنبيَّ تستعرُ
لا لـيـس يـبلى نداءٌ في iiشوارعِنا
ولـن  يـنـامَ وريـحُ الثأر iiملحمة
يا ثورة الجرحِ فرسانُ المدى iiانطلقوا
مـنّـا الـخيولُ يقدُّ الصخرَ حافرُها
أرض الـفـراتـيـن يا ميلاد iiأمتنا
كـوني  لهيباً على الطاغي وعاصفة
وأدمـعـاً  تـرتـوي منها ظوامؤنا
يـهـوّمُ  الموتُ في ساحاتِ iiحارتنا
لـقـد  مـلأنـا من الأشلاء iiبيدرَنا
ومـن هـوانا زرعنا الأرضَ iiأوديةً
حـمـراءَ  دامـيـةً أنـفاسُها iiدمنا
وأوجهاً  في دروبِ الشمسِ ما iiتعِبتْ
أيـد  مـوزعـة الرجفاتِ قد iiعَلِقَت
هـنـاك بعض من الأشلاء iiشارعُنا
هـنـا  بـقايا جراحاتٍ قد iiانفتحتْ
هـذي  طـفـولـتنا أنفاسها  iiوجعٌ
وكـركـرات فـمٍ غـابت بها iiظمأ
وخـطـوة الـفَـتْ أصداءَها طرقٌ
هنا  شبابٌ يعيشُ العمرَ في iiغُصصٍ
ذاقـوا من الموتِ ألواناً وما iiارتعبوا
فـالـجرحُ  يصهلُ في دنيا iiملاعبنا
يـا  صرخة الفجرِ. أزهارُ لنا iiذبُلتْ
فـلـن تـغيبَ رؤى شهقاتِ لوعتِها
ولـن تَـجذَّ مرايا الصمتِ iiصورتَهم
تـنـاثروا كانكسار الضوءِ في iiظُلَلٍ
وأولـمـوا  أنفساً في درب iiضيعتنا
سـاروا خـفـافـاً قـرابيناً iiمؤجلةً
حـمـائـمٌ لـملمت  عجلى iiحقائبَها
نـحـن الذين صنعنا النورَ من iiدمنا
لا  لـيـس نـعيا ولن تعيا iiعزائمُنا
فالمجد في الموت يحكي الدهرُ قصّتَه
وقـد غـرسـنا إلى الأجيال iiساريةً
فالرفقةُ  الصيدُ في الميدانِ ما iiبرِحوا
كـونـي  مرايا دمي إعصارَ iiملحمةٍ
وكـبـريـاءً. دمُ الـفـادين نخوتنا
يـا  أمـةً رسـمتْ ميلادَ iiنهضتِها
فـالـذكـريـات جراحات iiمهمومة
لـكـنـه  الفجرُ رغمَ الظلمِ iiنصنعُه
اسـتـودعُ  اللهَ عـندَ الصبحِ iiأغنيةً







































لا  لـن يموتَ دمٌ في الروحِ iiينهمرُ
ولـلـمـروءات فـي أصدائهِ iiخبرُ
على  طريق الفدى  يحلو لنا iiالخطرُ
صـوت  الجيادِ بدرب الريح iiينحدرُ
وفـي  مـداها يجوبُ الفارسُ الذَّكِرُ
لـن يـطلع الصبحُ إلا منك iiوالظفرُ
وفـي  سـمانا بريقُ الشمسِ iiينفجرُ
وفـي  رحـاها يروّى المجدُ iiوالقدرُ
وراحَ عـبـر انكسارِ الضوءِ ينتحرُ
كـمـا فـرشْنا لها الأرواح تُحْتَضَرُ
مـن  الـضرامِ على الأعداء يستعِرُ
بـكـلِّ  زاويـةٍ بـالموتِ.. iiيأتزرُ
ولا  تـبـدَّت بها الأوجاع iiوالضجرُ
هـنـا  نُـثـارٌ هنا عينُ بها صُوَرُ
عـلـى أسـاها بكى واسّاقط iiالمطرُ
تـشـكـو إلى الله فيها النارُ تشتجرُ
صـدى  غـنـاءٍ بثغرِ الريحِ iiيندثرُ
إلـى  الكراريسِ فيها الحرفُ iiيعتمرُ
وأيـنـعَـت دمـعةٌ في نزفها iiعِبرُ
بـيـادراً  مـن جراحات هي iiالنُذُرُ
وطـار مـنـها يذيع اللحظةَ iiالشررُ
ولـلـقـرابـيـن منّا يسجدُ iiالحجرُ
عـلـى  الدروب يُعرّي موتَها iiالتترُ
ولـن تـمـوتَ بهم في موتهم iiسُورُ
فـيـا براءتهم مثل الضحى iiانتثروا
مـن  الـغـمامِ وقد غابت بهم iiجُدُرُ
وغـادرونـا  بـقايا وانطوى الخبرُ
عـلى  ضفاف السنا والخطو iiينكسر
لـكـنهم سقطوا في الجبِّ iiوانغمروا
وفـجـرُه  الألقُ الزاهي لمَنْ iiنكروا
وليس  نبكي على مَنْ ماتَ أو iiقبروا
مـوتُ  الـرجالِ بنارِ الحربِ iiتدَّثِر
لا لـيـس عنها شعاعُ النور iiينحسِرُ
وهُـمْ  بـنوكِ هُمُ التاريخ إن iiذُكِروا
مـن الـشـموخ وفجراً ليس iiيندثرُ
مـن الـتـراثِ بهم تزهو لنا السِّيَرُ
وكـم تـتـالـتْ على أكتافها iiالعِبرُ
شـريـطها  ضاق في أنفاسها العمر
مـجـنّحَا فوقَ هذي الأرضِ iiينتشرُ
قـد غـادرتـنا وعنها غادرَ iiالبصرُ