ومضة من أنوار مكة في باريس ( 1)
02حزيران2007
يوسف عبيد
يوسف عبيد
" إلى الفتيات اللاتي أفزعت جلابيبهن فرنسا "
حـطـمـن أصـنام الحجارة وهي تزعم أنها شمس الحضارة حـريـة الـزيـف الـمـخـادع خـاب داعـيـهـا وخاب الأدعياء حـطـمـن عـهر الجاهلية فوق أرض العهر في باريس ماخور البغاء وارفـعـن صـوت الـحـق يعلو كالأذان مجلجل التكبير صداح النداء وانـشـرن عـطـر الـعـفة الشماء يعبق بالفضيلة والطهارة والصفاء واخـطـرن كـالـمـلكات في ظل الحجاب سياج أخلاق وتاجاً من إباء عـلـمـن مـجتمع الدعارة كيف يسمو عن تراب الأرض رواد السماء عـلـمنه أن الحرائر لا تباع رخيصة الأجساد في سوق النخاسة كالإماء عـلـمـنـه فـي جـامـعـات الجنس كيف تدوسه بالنعل أقدام النساء رتـلـن آيـات الـكـتـاب عـقـيـدة كـالـطـود راسـخة البناء وشـريـعـة تـسـمـو الـحـياة بها وأهلوها فينبعث الرفاة من الفناء وابـعـثـن نـور الـوحـي يغمر بالسنا العلوي آفاق الوجود وبالسناء واعـدن لـلـغـرب الـذي مـاتـت به الأخلاق نبضاً للحياة وللحياء * * * أقـدامـكـن الـواثـقـات الـخـطـو يـبـعـثن الحياة من الموات أكـرم بـتـلـك الـنـيـرات الـهابطات من السماء كأنهن المعجزات الـصـاعـدات إلـى الـعـلا والـمـجـد ربـات الحجاب المؤمنات الـضـاربـات عـلى الجيوب الخمر في عز عفيفات الذيول الطاهرات الـقـاصـرات الـطـرف فـي خـفـر نـقـيـات الـسرائر قانتات الـحـافـظـات الـعـهد في بلد به قد عمت الفوضى وقل المحصنات الـبـانـيـات قـواعـد الـبـيـت الـمـشـيد على العقيدة والثبات الـقـائـمـات إذا دعـا صوت الأذان إلى الصلاة الراكعات الساجدات الـغـارسـات بـواسـق الـجنات دانية القطوف من البنين أو البنات يـسـقـيـنـها العذب الفرات فتورق الأغصان زاهية وتنمو المكرمات أشـرقـن فـي ظـلـمـات أوربـا كواكب بالبشائر باسمات مشرقات وامـشـيـن فـيـهـا كـالـمـلائـك أو كـأنفاس النسيم الطاهرات أسـدلـن جلباب الشريعة بالحجاب مسربلات بالعفاف وبالحياء محصنات ووطـئـن فـي باريس بالأقدام أزياء لربات الفجور الكاسيات العاريات * * * يـا حـامـلات الـنـور مـن آفـاق مـكة والمدينة من ديار المؤمنين مـن مـهـبـط الـوحـي الـذي مـا زال سـلـسله يروي الظامئين ومـن الـشـآم مـن الـعـراق وكل أرض اطلعت فجر الهدى للعالمين أنـتـن صـوت يـوقـظ الـدنـيـا يـهـز بـهـا الـنـيام الغافلين أنـتـن مـوج مـن عـبير الأمس تنشره رياض العطر من تلك القرون أنـتـن لـلـدنـيـا رسـائـل أمـة يـهدى بنور حروفهن الحائرون ومـشـاعـل تـهـدي الـنـهى ومنائر صدح الأذان بها فهز السامعين باريس يفزعها الحجاب ونحن نعشق كل ما يأتي به المستعمرون الكافرون كـم ألـقـيـت حـجب العفاف رخيصة مزقاً بأيدي المارقين المجرمين كـم هـدمـت قـمـم الـمـآذن والمساجد تحت أسلحة الطغاة الظالمين كـم سـيـق أفـواج الأبـاة الـمـؤمنين إلى الزنازن والسجون مكبلين الـغـرب يـخـشى من شعار الحق أن يختال في باريس مرفوع الجبين وهـم الـدعـاة الـمـعـلنون بكل أرض أن حق الفرد محفوظ مصون حـريـة الـكـذب الـمـنافق لا تصان لغير أنصار الفجور الساقطين حـريـة الأفـيـون والزهري والبارات كالأنعام فيها يسرحون ويرتعون حـريـة الـبـلـد الـمـعـذب بالخمور وبالفجور وبالشذوذ وبالمجون حـريـة أودت بـأهـلـيـهـا إلى مرض المناعة والجريمة والجنون يـا حـامـلات الـنـور الـتـي أعـمى الظلام بها البصائر والعيون أوقـدن مـن زيـتـونـة الإيـمـان مـصـبـاح الـصراط المستبين لا تـسـتـكـن ولا تـهـن فـبـاطـل الـفـجـار أولـى أن يهون إن الـجـلابـيـب التي تسدلنها في الغرب أمضى من سيوف الفاتحين | والضياء
عين النخيل ـ يوسف عبيد ( أبو ضياء ) .
( 1) ــ لقد قامت ضجة إعلامية ، في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ، حول فتيات أردن الدخول إلى مدرسة في باريس ، بالزي الإسلامي ، فمنعن من ذلك ، وحز في نفس الشاعر هذا الحدث ، فقال هذه القصيدة مدحاً لتلك الفتيات ، وكان ذلك في عام 1990 م .