فِيمَ العَجَبْ
رأفت رجب عبيد
" بعد أعوام من استشهاد الشيخ / إسماعيل أبو شنب فتحوا قبره ليدفن معه أحد أبنائه الذي لقي الله شهيدا في حرب الفرقان
وعجب الحاضرون من رائحة المسك التي فاحت من القبر ، وعجبوا أكثر لما رأوا جسده الطـاهر لم تأكله الأرض بعد "
فيمَ العَجَبْ ؟
قد فتـَّحوا قبرَ الشهيد أبي شنبْ
فإذا عبيرُ المسك فاحَ ولا عَجَبْ
وهو الشهيدْ
ما كان إلا في خنادقَ مِن غضبْ
يحمى حمى الإسلام في الوطن الغريبْ
ويقول إني في فداءكَ أيها القدسُ الحبيبْ
قد عاشَ في حُبِّ الفدا
قد مات في حزب الفِدا
قد كان مصباحَ الهدى
فيم العَجَبْ ؟
إنْ كانَ مسكُ القبر فاحْ
ملأ الروابي والحدائقَ والبطاحْ
أو صار يخترقُ الفضاءَ إلى السماواتِ الفساحْ
هو مَن أجابَ فداؤه داعي الكفاحْ
هو من أجاب فؤادُه داعي الفلاحْ
فيم العَجَبْ ؟
في الليل كان القائمَ
في الحرِّ كان الصائمَ
في عالم الشهداء ولـَّى قادما
ومضى إلى ربِّ الورى متبسِّما
فيم العَجَبْ ؟
مِن بَعد أعوام طوالْ
بعد الصعودْ
المسك فاح على الوجودْ
فضحَ اليهودْ
ثم ارتقى لله عن دنيا إلى دار الخلودْ
فيم العجب ؟
فيم العجب ؟