خيمة زينب
خيمة زينب
شعر : منير محمد خلف . سورية
[email protected]
ذهبتْ زينبْ،
تُكمِلُ قصةَ فضتها المنخورهْ،
تحكي قصتها للموتى،
تغزل من أيامٍ مكسورهْ
ليلَ بداياتِ الصيفِ.. القَهْرِ.
ذهبتْ زينبْ
تركتْ فجراً مثقوباً
وأصابعَ من زهرٍ
ودخاناً..
وصباحاً مشلوحاً من ذاكرة النَهْرِ
كانت ضحكتها
تُربِكُ كل رياحين الأرضِ
وكل فساتين البحْر
وبلاداً في قلبي،
كانت تؤوي كلَّ جراحاتِ العمْرِ؛
صارت زينبْ
حُلُمَاً آخرَ
من أحلامي الُمرَّهْ
أو آخرَ حُلْمٍ
أرسمهُ في دفتر ذاكرتي
أوَّلَ مَرّهْ.
لم تجرحْ ظلِّي،
أبداً لم تذبحْ أحداً مثلي!
لم أربح غيرَ خساراتِ الدهرِ
لم أقطفْ غيرَ صراخٍ لا يأتي
أو وجعٍ يزرعني ملحاً
في آخر جرحٍ من كُرَّاسةِ قَبْرِي
كنّا تحت الخيمةِ
خيمةِ زينبْ،
زينبْ.. جمَعتْ كل صنوف الناسِ
وكل هموم الحارهْ،
منهم مَنْ يقضمُ شاربَهُ،
مَنْ ينفخُ سيجارَهْ
من يفتح باباً للذّكْرِ
أو يلعقُ شيئاً من آياتِ الصَّبْرِ.
قد ترجعُ زينب!؟
لكنْ هل تأتي ضاحكةً
تحمل في سلّتها فاكهةً
أو بعض حكايا!؟
لتكُوْنَ لنا فجراً آخَرْ،
لا إنَّ قطار الفجر بعيدٌ
وأنا مازلتُ
أتابع رحلتيَ المكسورهْ،
وأنا أحلمُ
أحلمُ بالعودةِ
عودةِ مَنْ لا عودةَ
في قصتها المنخورهْ.