البتراء

شعر: خالد فوزي عبده

زرت آثار البتراء الخالدة ، وعن هذه الزيارة كتبت هذه القصيدة :

عـذراً إذا قـصـرت يـا iiبتراء
وجـلال قـدرك لـلبلاغة iiمعجزٌ
كـم كـنت أحلم أن أراك iiفشاقني
رفّـت على شفتي القوافي iiوانثنت
وهـفـت إلـى آيات حسن iiباهر
سـرّحـت طرفي في مرابع iiفتنةٍ
شمُّ الصخور تسامقت فيها iiالذرى
عـزّت نـسـور فوقها iiبوكورها
يـا لـلـجـبال الراسيات iiكأنها
وقـفـت تـصلي في تهجدِ عابد
عـجـبـاً للون قد كساها iiضافياً
ولـه احـمـرار الـورد إلا iiأنه
أترى جَنَت حمر الورود ، فلم iiيعد
كـم خـلـتها شفقاً ، كأن iiضياءه
أو غـادةً هـيـفـاء بات iiيزينها
بـتـراء كـم توحين من أنشودة
فـقـلوبنا بالشوق أضحت iiأعيناً
كـم مـن جـمال بالخيال بدا لنا
إن لـم نـقـل شعراً نبُثُّ بصدقه
صيغت لك الأسماء ، لكن iiقصّرت
مـا أنـت إلا سـفرُ مجدٍ iiمشرقٍ
فـإذا أشـرأبّ لك الخيال ، iiفإنه
شـاخ الـزمـان فلم يدع iiلحسانه
مـا غـادرتـك وسامة iiووضاءةٌ
وكـأن عـمرك ساعة ، لما iiيغب
هـذي قـصـورك ما تزال iiكأنها
قـومٌ نـمـتـهـم عزةٌ iiوشهامةٌ
ويـهـزنـي فـخرٌ بآبائي ، iiوكم
كـم جـال في أبهاء قصر iiعاهلٌ
وانـقـضّ مـنـه جحفل iiمتحفزٌ
وأكـاد أبـصـر رايـةً خـفاقةً
وإخـال أهـلـي لم يغيبوا iiلحظة
ما زال موطئ خطوهم فوق الثرى
بـتـراكـم للصخر من iiأعجوبةً
تـحـكـي بصمت معجزٍ iiمتميّزٍ
فـي كـل ركـن روعـة iiأخاذة
جـئـناك يا بتراء يحملنا iiالهوى
فـكـأن أرتـال القوافل لم iiتزل
فـإذا نـأى عـنا المزار، iiفحسبنا
تـبـقـيـن يا بتراء توأم iiدهرنا







































فـتـحيتي ، مهما سمت ، iiبتراءُ
فـقـصيدتي أرض ، وأنت iiسماءُ
حـسـن لـه بين الضلوع iiغناءُ
نـشـوى ، وفي أعطافها iiخيلاءُ
حـتـى سـبـاها رونق iiورواءُ
حـسـناء ، لم تحلم بها iiصحراءُ
ولـهـا مـع الأفـق السنيّ iiلقاء
فـلـهـا شـمـوخ بـاذخ iiوإباء
حـرّاس أرض خـشّـع iiأمـناءُ
لـيـهـزّ آذان الـسـماء iiدعاءُ
كـغـلالـة رقصت بها iiالأضواء
زاده عـلـى هـامـاتها ، وضاءُ
فـي الأرض منها وردةٌ حمراءُ !
لـهـبٌ ، ولـكن ما اعتراه iiفناءُ
خـفـرٌ يـضرِّج خدها ، iiوحياءُ
إن الـجـمـال لـشـاعرٍ iiإيحاءُ
لـنـراك يـا بـتراء حين نشاءُ
لـتـراه حـتـى الـمقلة iiالعمياء
إحـسـاسـنـا ، فقلوبنا iiشعراءُ
وتـخـاذلت عن وصفك iiالأسماء
ولأنـت حـقـاً والـخلود iiسواء
يـرنـو فـيـبهر طرفه iiاللألاء
حـسـنـاً ، وأنت صبية iiحسناءُ
أو غـاب حـسـنٌ ساحرٌ iiوبهاءُ
عـن سـاحـك الـنحاتُ iiوالبناءُ
بـالأمـس غـاب سراتها iiالنبلاءُ
ونـبـالـة وعـروبـةٌ iiقـعساءُ
يـزهـو بـمـاضٍ زاهـرٍ أبناءُ
واخـتـال فـي سـاحاته iiأمراءُ
لـلنصر ، تسيق زحفه iiضوضاءُ
وتـكـاد تـمـلأ مسمعي iiأصداءُ
عـنّـا ، ولـم تذهب بهم iiأرزاءُ
مـا زال فـي حضن النسيم نداءُ
جـلّـى ، ولـيس لحسنها iiأكفاءُ
يـا سـحر ما نطقت به البكماءُ ii!
تـسـبـي الـعقول ، وآيةٌ غراءُ
وتـحـس نـار حـنينا iiالغبراءُ
تـسـعـى إلـيك يقودهنّ iiحداءُ
فـي الـبـعد ، أن قلوبنا iiسفراءُ
مـا دام لـلـدهـر الأبـيد iiبقاءُ