البتراء
12تشرين22005
خالد فوزي عبده
شعر: خالد فوزي عبده
زرت آثار البتراء الخالدة ، وعن هذه الزيارة كتبت هذه القصيدة :
عـذراً إذا قـصـرت يـا وجـلال قـدرك لـلبلاغة معجزٌ كـم كـنت أحلم أن أراك فشاقني رفّـت على شفتي القوافي وانثنت وهـفـت إلـى آيات حسن باهر سـرّحـت طرفي في مرابع فتنةٍ شمُّ الصخور تسامقت فيها الذرى عـزّت نـسـور فوقها بوكورها يـا لـلـجـبال الراسيات كأنها وقـفـت تـصلي في تهجدِ عابد عـجـبـاً للون قد كساها ضافياً ولـه احـمـرار الـورد إلا أنه أترى جَنَت حمر الورود ، فلم يعد كـم خـلـتها شفقاً ، كأن ضياءه أو غـادةً هـيـفـاء بات يزينها بـتـراء كـم توحين من أنشودة فـقـلوبنا بالشوق أضحت أعيناً كـم مـن جـمال بالخيال بدا لنا إن لـم نـقـل شعراً نبُثُّ بصدقه صيغت لك الأسماء ، لكن قصّرت مـا أنـت إلا سـفرُ مجدٍ مشرقٍ فـإذا أشـرأبّ لك الخيال ، فإنه شـاخ الـزمـان فلم يدع لحسانه مـا غـادرتـك وسامة ووضاءةٌ وكـأن عـمرك ساعة ، لما يغب هـذي قـصـورك ما تزال كأنها قـومٌ نـمـتـهـم عزةٌ وشهامةٌ ويـهـزنـي فـخرٌ بآبائي ، وكم كـم جـال في أبهاء قصر عاهلٌ وانـقـضّ مـنـه جحفل متحفزٌ وأكـاد أبـصـر رايـةً خـفاقةً وإخـال أهـلـي لم يغيبوا لحظة ما زال موطئ خطوهم فوق الثرى بـتـراكـم للصخر من أعجوبةً تـحـكـي بصمت معجزٍ متميّزٍ فـي كـل ركـن روعـة أخاذة جـئـناك يا بتراء يحملنا الهوى فـكـأن أرتـال القوافل لم تزل فـإذا نـأى عـنا المزار، فحسبنا تـبـقـيـن يا بتراء توأم دهرنا | بتراءفـتـحيتي ، مهما سمت ، فـقـصيدتي أرض ، وأنت سماءُ حـسـن لـه بين الضلوع غناءُ نـشـوى ، وفي أعطافها خيلاءُ حـتـى سـبـاها رونق ورواءُ حـسـناء ، لم تحلم بها صحراءُ ولـهـا مـع الأفـق السنيّ لقاء فـلـهـا شـمـوخ بـاذخ وإباء حـرّاس أرض خـشّـع أمـناءُ لـيـهـزّ آذان الـسـماء دعاءُ كـغـلالـة رقصت بها الأضواء زاده عـلـى هـامـاتها ، وضاءُ فـي الأرض منها وردةٌ حمراءُ ! لـهـبٌ ، ولـكن ما اعتراه فناءُ خـفـرٌ يـضرِّج خدها ، وحياءُ إن الـجـمـال لـشـاعرٍ إيحاءُ لـنـراك يـا بـتراء حين نشاءُ لـتـراه حـتـى الـمقلة العمياء إحـسـاسـنـا ، فقلوبنا شعراءُ وتـخـاذلت عن وصفك الأسماء ولأنـت حـقـاً والـخلود سواء يـرنـو فـيـبهر طرفه اللألاء حـسـنـاً ، وأنت صبية حسناءُ أو غـاب حـسـنٌ ساحرٌ وبهاءُ عـن سـاحـك الـنحاتُ والبناءُ بـالأمـس غـاب سراتها النبلاءُ ونـبـالـة وعـروبـةٌ قـعساءُ يـزهـو بـمـاضٍ زاهـرٍ أبناءُ واخـتـال فـي سـاحاته أمراءُ لـلنصر ، تسيق زحفه ضوضاءُ وتـكـاد تـمـلأ مسمعي أصداءُ عـنّـا ، ولـم تذهب بهم أرزاءُ مـا زال فـي حضن النسيم نداءُ جـلّـى ، ولـيس لحسنها أكفاءُ يـا سـحر ما نطقت به البكماءُ ! تـسـبـي الـعقول ، وآيةٌ غراءُ وتـحـس نـار حـنينا الغبراءُ تـسـعـى إلـيك يقودهنّ حداءُ فـي الـبـعد ، أن قلوبنا سفراءُ مـا دام لـلـدهـر الأبـيد بقاءُ | بتراءُ