متى أَحيَا بلُقياكِ وحيداً
31تشرين12009
مجدي يوسف
مجدي يوسف
دير البلح - قطاع غزة - فلسطين
أنـا بـالـبـحر أقتحم مضى عُمْري،وقلبي في حبالٍ * * * أطـلّ الـبحر في عيني يتيماً تـجـاعيدُ الكهولة فيه تسري * * * ضلوعي قد أطرتُ على حصاهُ وفـي أذُنـي أنـينٌ ،والثواني * * * أتـيـتُ إليك تسحقُني الليالي فـتلك القدسُ قد ضلّتْ طريقاً * * * فـما أبقى على لحمي،وعظمي فـقد سقطتْ فتاتي في الدّروب * * * بـهـا لـحِقوا فحاموا كالذّئابِ وقـد وثـقـوا يـديها بالحديدِ * * * فـذئـبٌ يـستبيح بها ضلوعاً وآخـر يعتلي العاج الطّهور * * * وثـالـثـهم على عَجَلٍ ككلبٍ لكَم صرختْ على مرّ الزمان * * * أمـا اقتلعوا غصون الياسمين جـنـوا رمّانه خسفاً،و عسفاً * * * فـفـرّ الـنحل يحدوه الفراش وصُـبّ بخصرها نهر الحميمِ * * * لـكَـم طُعِنتْ فسالتْ بالرّوابي لكم صُلبتْ على عتَبات بيتٍ * * * وألـقُوها على الدّرب الطويل وطـعْـناتُ العقارب تَسْتبيها * * * بـلا ذهَـبٍ يـقبّلُ معصميها ولا قـرطٍ يـخـبِّئ شحمتيها * * * سـلـيبٌ كيف تغدو،أو تروح جـدائـلُـهـا مـبدّدةُ السّواد * * * سـنابلُ في مهبِّ الريح صُفْراً بـعـيـنـيها سحاباتُ الدّموع * * * مـضى العمْرُ،وودّعنا الشبابَ فـلـيـت اللهَ يـجمعنا بدوحٍ * * * مـتـى أحـيـا بلقياكِ وحيداً فـيـلـقـاني بريقُ الأقحوان * * * أحـاذر أنْ أمـدَّ يـداً إلـيها لـهـا وجهُ الملائك فيه تثمِرْ * * * تـسير معي وقد جرّتْ ذيولاً يـغـنّي لحنَنا الشحرورُ حبّاً * * * إلـى الأقصى تعالَ بنا تقول: فـمـا دفنتْ بخاطرها المآسي * * * نـراقـبُ فـيه أسرابَ الحمام فتروي قصّة المسرى الشريفِ * * * وتـهـوى أن يطاوعها الهلالُ تـحـاول أن تداعبه، فيرضى * * * هـلـمّ بـنـا إلى الآلام سعياً نـسائلْ :أين مريمُ ،والرضيعُ * * * تـعـال بنا أرَ الزيتون جدّي يـخـبّـرْنا بمن منحوه لحماً * * * ونـكـتـبْ في عباءته حروفاً ونُـودعْ فـي جـلالته غراماً * * * تـعـال بـنا ،فنقتحمَ الجدارا لـنـا كـانـت بناها الأوّلون * * * فـيـا اللهُ ،لا تـحـرقْ بنارٍ وبـدّدْ شمل من سرقوا قلاعي | العُبابالـعـلّ الموج يُحيي لي لـلـيـلـى مدّتِ الأبواب بابا * * * بـوجـه الضائعين،وكالجياعِ وتـنـقُـشُ فيه ألوانَ الوداعِ * * * أراقـبُ فـيه أطيافَ الرحيلِ تـسـاقـطُ جثّة الموج القتيلِ * * * قـلـيلَ الزاد في السّفَرِ البعيدِ ويـأتي الأمسُ مصقولَ الحديدِ * * * يـطّـوح بـالبقايا من شبابي بـلـيل هوىً شهيدةَ اغتصابِ * * * لـهـا لـوَّوْا ذراعاً مثل طوقِ وشـقّوا بُرْدها الأسمى بعنق ِ * * * ويـعـصر نهدها تمراً وشهدا يـصـوّب فـيه سهماً مستبدّا * * * يُـسـيـلُ لـعابه فوق المرايا وقـد مـلـكوا شفاهاً ،والبقايا * * * عـلى صدرٍ يلوح لها رفيفُ؟ وجُـنّ عـلى محاسنه عصيفُ * * * تـبـاعـاً عن سلافٍ للزهورِ فـبـركـانٌ تـفجر بالسّتورِ * * * دمـاء الـزهـر للكأس الوليدِ تـخلّى الناس عنه من جدودي * * * مـآزرهـا هـتـيكٌ للضّياعِ وكـان الـبدر منطفئ الشّعاعِ * * * ولا دُرٍّ يـعـانـقُـهـا بنحرِ وخَـلْـخـالٍ يُـكـتّمُ كلّ سرِّ * * * وقـد حبسوا بقضبانٍ خطاها؟ وكـم غفتِ النجوم على شذاها * * * أطـاح رؤوسـها ليلُ المناجلْ وغـابات الضّواري ،والأيائلْ * * * ولـم نـسعدْ بوصلٍ من حبيبِ كـعصفورينِ من طير الجنوبِ * * * معي قلبي يشبّ على ضلوعِي؟ يـلـوح على شفاهك كالدّموعِ * * * وقد لبِستْ من الزيتون أخضرْ عـيونٌ مثلُ غابات الصّنوبرْ * * * مـن الـحـنّاء ،والفلّ المديدِ ويـنـشـر فوقنا عبقَ القصيدِ * * * نـقـيـمُ بـه صلاةً في دموعِ وطـعْـنـاتٍ بأحشاء الربيعِ * * * وقد بسطتْ له في الريح راحا وأحـمدُ يصعد السبعَ الجماحا * * * فـيـعـلَقَ في قوادمها الهلالُ وأنّ الأمـنـيـات لـها زلالُ * * * إلـى أمّ الـكنائس ،والشموعِ فـتمسحَ جرحنا بين الضّلوع؟ * * * وقـد ألقى على الشّمس الرّداءَ وأعـمـاراً تُـديـم له البقاءَ * * * تـظـلّ الـريحُ تجلوها بريقا يـظـلّ الـبُـعْد يُذكيه حريقا * * * نـهـدّمـه،ونـبـنيَ فيه دارا بـسـفح الطّور نقدحَها شرارا * * * فـؤاداً لم يزلْ يهوى الرجوعا فـعـزّ الـموج صخّاباً مريعا | جوابا