باطل ... جنَّـدَ السَّراب
باطل ... جنَّـدَ السَّراب
شريف قاسم
بـانَ رغـمَ انـتـصـارِه خذلانُــهْ
مـرَّغـتْ بـالـترابِ جبهتَه اليوم ...
كـلُّ مـاكـانَ فـي يـديـه هـبـاءٌ
بـاطـلٌ ... جـنَّـدَ الـسَّرابَ ليُغري
وعـلا صـوتُــه يُـزمـجرُ بغيــا
والـلـيـالـي !! هـذي لياليه رقصٌ
جـاءَ مـن وكـرِ لـيـلِ كـيدٍ وحقدٍ
وتـمـطَّـى والـكـبـريـاءُ وشـاحٌ
بـاطـلٌ هـاج فـي مـثالبِه الشَّرُّ ...
أتُــرانــا ونـحـن أُمَّـةُ خـيـرٍ
واعـتـرانـا الـهوى الرخيصُ وألقى
ويـح مـجـدٍ مـن زاهـديـن به لم
قـمْ تـأمَّــلْ : هل الخمائلُ ظمأى ؟؟
أيـن أفـراحُـنـا ؟ وأيـن عـلانا ؟
أيـن هـديُ الإسـلامِ ؟ يـاويحَ قومٍي
ريِّـقٌ كـأسُـه الـسَّـمـاويُّ تُـروَى
يـتـجـلَّـى عـلـى رفـارفِ نـورٍ
فـلـه الـمـجـدُ ... والـليالي سجالٌ
قـطـفـتْ خـيـرَه مـواكـبُ قد ...
فـالـمـيـامـيـن أهلُه يومَ ربَّاهم ...
سـلْ سـيـوفَ الـتـوحيدِ باركها ...
مـارأى الـنـاسُ رحـمـةً ظـلَّـلتهم
يـالـعـصـرٍ بـه الـجـحودُ يواري
نـامَ فـي لـيـلِـه المسفَّهِ فجـــرٌ
شــدَّ أردانَـه عـلـى نتنٍ مقرفةٍ ...
رامَ لــلـدِّيـنِ عـزلـةً فـتـبـدَّتْ
روحُ هـديِ الإسـلامِ أسـمـى وأعلى
هـو دينُ الرحمنِ ، والأملُ المرجوُّ ...
وبـه الـنَّـصـرُ يُـرتَجى ، والمثاني
والـطـولاتُ صـنـعُـه ، فـارتقبْها
لـم يـزلْ قِـمَّــةَ الـفـخـارِ لديهم
داسَ هـامَ الـطغاةِ ، واقتلعَ البغيَ ...
دارَ لـيـلُ الـهـوانِ في أممِ الكفرِ ...
لـن تـفـلَّ الأحداثُ ساعدًنا الصَّلدَ ...
والـطـواغـيـتُ فـيه ما اعتبروا في
لـيـس ربِّـي بـغافلٍ عن جناياتِ ...
فـي فـجـاجٍ ثـقـيـلُها مـرُّ عيشٍ
يـعـصـفُ الـكـربُ بالبلياتِ حتى
أمـع الـمـوتِ سـارَ مـوكـبُـهم أم
وتـخـلَّـوا تـبًّــا لـهـم مـن لئامٍ
* * *
يـازمـانَ اعـتـدادِنـا بـالـمـثاني
عُــدْ بـآلاءِ شـرعـةِ اللهِ فينـــا
جـبـلُ الـنورِ شاهدٌ ، والفتوحاتُ ...
إنـه الـعـهدُ دامَ ، والعروةُ الوثقى ...
إنَّ فـي الـعـهـدِ بـهـجـةً و رفيفًا
والأمـانـي الـعِذابُ يا أمتي ليست ...
لـيـس تـأتـي الـثمارُ من غيرِ ساعٍ
بـالـذيـن اتَّـقَـوا ، وعـاشوا كرامًا
أرأيـتُـم سـواه فـي جـنَّةِ المجدِ ...
جـحـدَ الـمـبـطـلـون رحمةَ ربي
أيـن نـفـحُ الـربيعِ ؟ كيفَ تلاشى ؟
أتـرانـا نـقـومُ نـنفضُ ما رانَ ...
عـلـمَ الـعـيـشَ شـهـوةً فـتمادى
الـشـقـاواتُ حـسـبُـه ، والـرزايا
أنـنـاديـه !! كيف لايسمعُ القلبُ ...
أخـرسـتْ نـبـضَه الخطوبُ وماجتْ
قـلَّ مـن حـولِـه الـنَّصيرُ ففاضتْ
إنـه الـزيـغُ والـهـوى والـدنـايا
تـرِكـاتُ الـسـنـيـن عـبءٌ ثقيلٌ
نـام عن موكبِ البطولةِ واسترخى ...
فَـلْـيُـجـدِّدْ عـهـدَ الـوفا ، ولْيُقدِّمْ
ولْـيَـقُـمْ بـالإســـلامِ فارسَ ساحٍ
ولْـتُـدوِّي : اللهُ أكـبـرُ ، تُـخـبتْ
واسـمـعِ الـيـومَ صـوتَـه يـتعالى
آبَ لــلـرشـدِ كـلُّ واعٍ وأغـنـى
لايــغــرنَّـكَ احــتـدامُ تـجـنٍّ
أحـرقـتْـه الأضـغـانُ فانهدَّ هِمًّــا
أَوَغير الكرام من موكبِ الخيـــرِ ...
مـوكـبٌ يُـرخـصُ النَّفيسَ ، ويفدي
هـبَّ شـوقـا إلـى الجهادِ و هــذا
رضـي الـمـوتَ والشهادةَ حبًّـــا
مـا تـوارت رؤى الـنبيِّ لإظلامٍ ...
ألـمـحُ الـدربَ باســـمًا ماتوارى
يـا إلـهـي : فاجعلْ لنا فرجًا منك ... وتــهـاوتْ خـزيـانـةً أوثـانُـهْ
...ولــفَّــتْ عُــتُـوَّه أكـفـانُـهْ
حـيـثُ تهوي على البِلى أركانُـــهْ
مَـنْ كبـا في عرضِ الدروبِ حصانُهْ
مـثـلـمـا ثـارَ في البلادِ دخانُــهْ
وغــنــاهُ و خــمـرُه و دِنـانُـهْ
يـتـلـوَّى مـع الفســـاد عنانُــهْ
وعـوى فـي حـداثــةٍ عـنـفوانُهْ
... وأرغـى مـع الأذى فـيضانُــهْ
قـد جـفانا من العَـــلا صولجانُهْ !!
فـوقَ هـامـاتِنا الهوانَ هوانُـــهْ !!
يـنـتـزعْ لـيلَ غيِّهم مهرجانُـــهْ
أم نـسـيـمُ المنى تولَّى زمانُــهْ ؟!
مـلأتْ سِــفـرَ عـزِّنـا ألـحانُـهْ
مـا رآهـم فـي مـوكبٍ ميْدانُــهْ !!
مـن شـهـيِّ انـسـكابِه فرســـانُهْ
ويــوالــي أبـرارَه رضـوانُــهْ
ولـه الـفـتـحُ : ســـيفُه و بيانُـهْ
... جـنَّـدهـا في ظلالِه قرآنُــــهْ
... عـلـى هـدْيِ شرعِه فرقانُـــهْ
... اللهُ يـجـبْ عـن زمـانِها شجعانُه
مـثـلـمـا فاضَ بالجنى بســـتانُهْ
مـنــحَ اللـــهِ في الورى خسرانُهْ
أهـو الـشُّــؤمُ حـمـلقتْ غِربانُهْ !!
... م_ــن ف_ــس_ـادِه أردانُ_ـه
فـي جـنـايـاتِ زيـفِه أجفانُـــهْ
مـن ضـلالٍ يـبـيـعُـه كـهانُــهْ
... إن رامَ خــيــرَه فـتـيـانُـهْ
بـثـنـايـا انـبلاجِــه عنوانُـــهْ
سـوف تـأتـي أبـيَّةً ركبانُــــهْ
لـم تـهـدِّمْ شـمـوخَه أشجانُـــهْ
... ودوَّى فـي الـعـالـمـيـن أذانُهْ
... ودارتْ لـديـنِـنـا أزمانُــــهْ
... ولـلـدهـرِ في الورى دورانُــهْ
دولٍ غـرَّهـم بـهـا شــــيطانُهْ
... أذاهـم ، والـفـتـحُ هـلَّ أوانُـهْ
يـتـلـوَّى بـبؤسِها ســـــكانُـهْ
لـيـس يـدري مـا شـأنَـه أفعوانُهْ
لـتـبـارٍ يـســـوقُـهم جريانُــهْ
ذلَّ في عصرِ حقدِهـــم إنســـانُهْ
* * *
ما تلاشى رغمَ العنـــا فتيــانُــهْ
فـلـنـا الـعـهــدُ والحجازُ مـكانُهْ
... ومـا اخـتـلَّ فـي الـعلى ميزانُهْ
... تـردُّ الـضـلالَ حـفَّ بيانُــهْ
أمـرعـتْ فـي وفائنا أفنانُـــــهْ
... لـعـانٍ مـا قُـرِّحـتْ أجـفـانُهْ
فـارَ فـي يـومِ كــدحِه شــريانُهْ
فـاحَ فـي الأرضِ للهدى ريحانُـــهْ
... تـنـاغـي حُـمـاتَها أعنانُـــهْ
وتـعـامـى في قلبِهم وجــدانُـــهْ
كـيف أخوتْ ـ في ربعِه ـ أغصانُهْ ؟
... عـلـى القلبِ ساقَه عصيانُــهْ ؟!
وتـولاَّه بـالـهـوى طـغـيـــانُهْ
حـيـثُ يُصليــه نارَه نكرانُــــهْ
... نِـدانـا !! أم ردَّه نـســــيانُهْ
بـسـرابِ امـتـهانِه شـــطآنُــهْ
فـي حـنـايـاه مُرَّةً أحـزانُــــهْ
هي في دارِ بؤســـه أخـدانُــــهْ
وأخـو المجدِ عيبُـــه إذعانُــــهْ
... زمـانـا عـن الـنَّـشيدِ لســانُهْ
خـطـواتِ اعـتـزازه إيـمانُـــهْ
يـمـلأُ الأفــقَ بالصَّهيلِ حصــانُهْ
لـنـداءاتِ دينـــه أكـوانُــــهْ
وانظرِ الناسَ قد ســـباهم حنانُــهْ
كـلَّ حـرٍّ مـن هـديِـه إحـســانُهْ
لأثـيـــمٍ يـؤزُّه نـدمـانُــــهْ
وسـيـفـنـى مَـن أُضـرمتْ نيرانُهْ
... سـيـأتـي بـالـمـنجزاتِ أمانُهْ
دعـوةَ الـحـقِّ في الحياةِ جَنانُـــهْ
فـي طـريـقِ انـتصارِنا ميدانُـــهْ
يــوم نـاداه لـلـفـدا رضـوانُــهْ
... وإن قـلَّ فـي الـورى أعـوانُـهْ
مـن أعـاصـيـرِ بـغيِهم أعيانُــهْ
... قـريـبًـا يـبـنْ علينا أوانُــهْ