على محاجر الأمل

{{ على محاجر الأمـــل }}

شريف قاسم

[email protected]

تـجـلـجلُ في وقْد الجراحِ و iiتدأبُ
وتـعـوي حـواليها الرياحُ و iiوجهُها
عـلـيها سنى القرآنِ فالمجدُ ما iiانثنى
ويـكـرمُـهـا عـزٌّ بـأجـمل iiحلَّةٍ
فـمـا أطـرقتْ خوفا ولا ذهلت على
ولا أسـلـمتْ من وطأةِ الكربِ iiرايةً
أبـاةٌ مـن الأبـرارِ جندُ iiمحمَّـــدٍ
ولـيـس بـهـم ممَّــا يذلُّ iiوثوبَهم
هـي القدسُ ، والأبطالُ : طفلٌ iiوأُمُّه
ويـجـلـو جنى استشهادِ كلِّ iiمجاهدٍ
جـلالُ مـحـيَّـاها الأغرِّ ، iiوخيلُها
تموتُ الجِنانُ الخضرُ في أربُعِ iiالورى
سـقـاها من النَّبعِ المصفَّى iiمحمَّــدٌ
ومـنْ يـسْــقِـه هـديُ النَّبيِّ iiفإنه
فـدعْ عـنـك هـيَّـابا وآخرَ iiخائنا
فـمـا لـخـلاصِ القدسِ إلا iiعصابة
ومـا أمـريـكـا عـندها الحلُّ iiإنها
ولـيـس لنا في الغربِ بارقُ iiنُصرةٍ
* * *
يـلاد بـهـا هـديُ الرسالةِ لم iiتزلْ
إذِ ازدهـتِ الآمـالُ مـن كلِّ iiجانبٍ
وحـسـبُ لـيـاليها وإن طالَ iiبأسُها
ورغـمَ اشـتعالِ النارِ في كلِّ iiمنزل
فـلـم تـبـكِ عـينٌ للطفولةِ iiرهبةً
تـسـامـى الـرجالُ الأوفياءُ بدينِهم
يـغـذُّون فـي الـسيرِ الطويل iiلغايةٍ
لـقـد داهـمـت نـارُ اليهودِ iiقلوبَهم
تـلـمُّ أيـادي الـمـكـتوين iiعقيدةٌ
يـردُّون أعـداءَ الـحـياةِ iiبصبرِهم
ربـوعٌ إذا مـا أوغلُ الشجوُ iiوالعنا
فـإغـراقُـها في لجَّــةِ اليأسِ iiمبعدٌ
لـقـد خضبَ الأوغادُ أضلعَها دمًــا
ألـم يـعـلـمـوا أنَّ الإلـهَ iiأعزَّها
تـدرُّ بـطـونُ المجدِ ... مجدا وعزَّةً
وإنْ طـالَ رزءٌ فـي مـغاني iiإبائها
وتـذوي يـدُ الأفـنـانِ لـكنْ iiيهزُّها
فـتـمـرع لـلإسـلام فـيه iiكتائبٌ
يـعـيـدُ لـها ذكرى الفتوحِ iiجحاجحٌ
كـتـائـبُ عادت والأعادي iiتجمَّعوا
ومـا رجـفـتْ من وطأةِ البأسِ iiكفُّها
تـواثـب فـي لـقـيا الطغاةِ iiشبابُها
ومـا أخَّـرَ الأبـرارَ عن موعدِ iiاللقا
مـراتـبُ تـدنـيها الخياناتُ والخنا
لـفـرسـانـنـا في كل يومٍ iiعجاجةٌ
لـهـم أُسـوةٌ فـي الأولـين iiكريمةٌ
فـمـا أرهـبـتهم قبلُ رومٌ و iiفارسٌ
يـجـودون بالغالي النفيسِ ، وتزدري
* * *
ألا يـارحـابَ الـقدسِ ياموئلَ iiالهدى
ونـعـقـدُ لـلـفـتـحِ المبينِ iiلواءَه
ونـصفعُ دنيا غرَّت اليومَ iiأنفسًـــا
فـديـتُـك ـ للإسلامِ ـ ماذا iiنجيبُهم
يـهود علوا ، والعربُ في كلِّ iiمحفلٍ
أبـاحـوا بـحانِ الراقصاتِ iiخمورَهم
وأشـغـلـهـم لـهـوٌ مقيتٌ و iiغفلةٌ
وفـي الـجـانـبِ الغربيِّ يُذبَحُ iiفتيةٌ
وتُـقـتـلعُ الأشجارُ ، تهوي iiقطوفُها
فـديـتُـكِ ـ للقرآنِ ـ شمِّي iiجلاله
تـعـانـيـن والـمليارُ يُذرَى iiغثاؤُه
يـنـامـون والأعـداءُ ما هدأت لهم
يـخـافـونـهـم والمرهفاتُ iiبغمدها
مـنـازلُـهـم : دارُ السباتِ ، iiفأهلُها
مـحـاجـرُهـم مدماةُ جفنٍ iiتقرَّحتْ
حـنـانـك يا مأوى الصحابةِ والأُلى
لـقـد عـشتِ في الأيامِ أُمًّا iiلمجدِهم
عـلـى خـيـلـهـم بردُ المآثرِ iiليِّقٌ
وتـعـرفُـهـم سـاحُ الـجهادِ iiأَعزةً
أيـسـدلُ هـذا الـعصرُ أستارَ iiغيبةٍ
فـتَـبًّــا لعصرٍ لايُرى فيه iiخيرُهم
لـقـد ثـكـلتْهم جنَّةُ المجدِ مذ iiطوى
خـلـتْ منهم الدارُ التي طال iiشوقُها
فـفـي كـلِّ ميدانٍ مع الخيرِ iiحُضَّرٌ
وتـفـقـدُهـم عند الملمات iiأُمَّــةٌ
وكادت ـ حماها اللهُ ـ تطوي iiرداءَها
فـمـا حدَّثتْ ( بكرٌ ) حديثا iiوسلسلتْ
ولا أوردتْ أُخـتُ الـفـداءِ (سميَّةٌ ii)
فـكـم مـن أخٍ يلقى الأذى و بسوقُه
وكـم مـن فـتـاةٍ جرَّها الوغدُ iiحرَّةً
وأُمٍّ ثـنـى الـعـادي يـديها iiبغلظةٍ
ومـا هـي إلا سـاعـة إثـرَ iiساعةٍ
وزهـوُ شـبـابٍ بـات يخنقُه iiالعدا
فـهـل هو في عرف البطولة iiمذنبٌ
ولـولا شـبـابٌ مـن جـنودِ iiمحمَّدٍ
يـعـيـدون لـلشعبِ الجريح كرامةً
يـهـود بـغوا ، والبغيُ فيهم iiمؤصَّلٌ
يـصولون ـ ويح النائمين ـ iiلعلمهم
وأوردهـم ذلَّ الـرجـالِ إلى الحمى
وأخوى اختيالُ المجدِ في غيهب الأسى
وربـعٌ لـه ارتـادَ الأشـاوسُ iiبكرةً
تـولـتْـه آفـاتُ الـلـيالي فأظلمتْ
وتـرنـو العيونُ الظامئاتُ إلى iiالهدى
ويـقـلـقُـهـا إقـصاءُ نورِ iiشريعةٍ
ومـا رابـهـا مـا جاء من أُمم جنتْ
يـمـدُّ إلـهُ الـنـاسِ كـلاًّ iiلـسعيه
فـقـد طـلـعتْ بالمذهلات iiعقولُهم
ومـا هـزَّنـا حـقٌّ ، ولا شدَّنا iiهدى
ومـا أشـعـلتْ منَّا الجوانحَ iiصحوةٌ
ولا ذكَّـرتْـنـا دعـوةُ اللهِ فـي iiغدٍ
وما غارَ هذا الجيلُ ـ ويل جموده iiـ
أَغـرتْـهُـمُ الأهـواءُ تـدفقُ iiبالمنى
ومَـنْ لـم يُـؤلِّـقْ فـي يديه iiفخارَه
ومـا ضـرَّنـا إلا انـفـلاتُ حلومِنا
ومـا لاحَ فـي أُفْـقِ الـنفوسِ تَغَيُّرٌ
ونُـطـرقُ إنْ حلَّ المصابُ ، فهل لنا
لـقـد حـاصـرتْـنا غفلةٌ في iiشقائِنا
وهـيـهـات أن يحظى الأثيمُ iiببردةٍ
تُـلـطِّـخُ أوحـالُ الـميوعةِ iiرِدنَها
لـه الـخـطواتُ البارداتُ إذا iiمشى
لـقـد رامَ مـن فكرِ الغريبِ iiلجوعِه
ويـرجـعُ عـنـه خاسرا بعدَ iiغصَّةٍ
وكـلُّ شـمـوسٍ غير شمسِ iiسُمُوِّنا
لـنـا الألـقُ السَّبَّاقُ في حومةِ iiالعلى
وتـسـألُـنـا عـنـه الليالي iiشجيَّةً
فقلتُ : امضغي مُرَّ النَّوى و iiتصبَّري
أرى مـنـبـرَ الإسلامِ حيثُ iiأراهما
ومــا هــي إلا والأذان و بـعـده
مـحـاجـرنـا ما غامَ بين iiاعتكارِها
تـرى مـا به الوعدُ الكريمُ لها iiروى
تـلـفُّـتُـهـا في كلِّ حدبٍ : حكايةٌ
سـيـأتـي من الوادي المقدسِ iiركبُها
فـفـي مـهجٍ لم يعصبِ اليأسُ حبلَه
مـبـاهـجُ تـغفو لم يُصَوِّحْ iiرغيدُها
ومـهـما رمتْها شقوةُ العيشِ لم iiيزلْ
هـو الرحمةُ المهداةُ من بارئ iiالورى
لـكـلِّ الـعـبـادِ الـمؤمنين iiمفازةٌ
تـظـللُ أهلَ الأرضِ باليُمنِ iiوالمنى
وتـحـيـي بـنورِ اللهِ ما قتلَ iiالدُّجى
ويـومـئـذ تـأوي الـطيورُ iiلعشِّها
وتـزرعُ صـحـراءُ الـفخارِ iiنخيلَها
فـدعـوتُـنـا حـقٌّ وما حمل iiالهدى
ودسـتـورُنـا الـقـرآنُ فـيه iiكفايةٌ
تـهـافـتت الأفكارُ ، ضلَّتْ iiطريقَها
ولـم يـبـقَ إلا مـا جـناه iiفسادُهم
فـلـيـس لهم ـ واللهِ ـ إلا iiشريعةٌ
أُولـو الـفـكـرِ أعـياهم تفاقُمُ شِقوةٍ
إلـى اللهِ شـكوانا فقد جــدَّ iiخطبُنا
وفـيـهـم تريْنَ اليومَ نادى iiصريخُنا
ألا يـامـتـاعَ الـظـالمين iiشعوبَهم
مـواسـمُـك الـعجفاءُ شؤمٌ iiوحسرةٌ
ويـا اُمـةَ الـقـرآنِ ضُـمِّي ضياءَه
فـشـرعـتُـك الغرَّاءُ خيرٌ و iiرحمةٌ
تـعـيـدُهُـمُ لـلـهِ جـنـدا iiأعزَّةً
وسُـنَّـةُ خـيـرِ الخلقِ للخلقِ iiنعمةٌ
لـيـالـيـك قـمـراءُ الشمائل iiحُلوةٌ
وأبـلـجُ صـبـحٍ في رباك به النَّدى
فـمـن نـاله نال الهنيءَ من iiالرضا
وإنَّ فـسـادَ العصرِ من جور iiفكرِهم
ألـسـنا الذين استعذبوا الثُّكلَ iiواالشجا
فـمـدِّي يـدَ الإسـلامِ يا أُمةَ iiالهدى
مـحـاجرَنا جوزي على بارد iiالكرى
فـلـيـلُ فـلـسطين الذبيحةِ iiمفجعٌ
فـلا الدمعُ من طبعِ الكميِّ ولا iiالونى
غـدا مـوعـدٌ أو بـعده ليس iiغائبا
مـا لـك إلا الله فـاسْـعَـيْ iiمشوقةً
وإنَّ فـصـولَ الـوهـنِ حبَّذها الذي
أتـيـنـا وقـد أخوتْ مذاهبُ iiغيرِنا
فـمـا آثـرتْ خـيـرا لأمـتنا ولا
وأُمُّ مَـسـاويـهـا طـوتْ iiوتقوَّرتْ
أتـيـنـا وفي أعماقنا الجرحُ iiنازفٌ
أقـامـوه بـاتـلإرهابِ والقهرِ iiحاقدا
ولـكـن وقـد هـبَّتْ شعوبٌ iiوآمنتْ
سـتـنـفـرجُ الـكرْباتُ والله iiقادرٌ

































































































































































هي القدس ، والسيفُ القديمُ المخضَّبُ
طـلـيـقٌ لـه نـورُ الفخارِ iiيُحبَّبُ
فـلـيـلُ الأذيَّـات الـمعربدُ iiيذهبُ
يُـوشَّـى بـهـا صدرٌ أبيٌّ و iiمنكبُ
تـلـظِّـي المآسي أو عراها iiالتَّهيُّبُ
ولا اغـرورقـتْ عينٌ ولا ذلَّ iiمتعبُ
تـراهـم حـوالـيها أقاموا و iiرغَّبوا
ولـيـس عـلـيهم ما يشينُ ويُغضبُ
وذاك الفتى والصَّخرُ سهمٌ مذرَّبُ ii(1)
هـوى لـم يزلْ للقدسِ يُنمَى ويُنسَبُ
وسـاعـدُهـا الأقـوى أشدُّ و أصلبُ
وجـنَّـاتُـها رغمَ العواصفِ iiتخصبُ
فـهـيـهات تذوي أو تموتُ و تجدبُ
بـلا ظـمـأ يـحـيا ويزكو iiويعشبُ
وآخـرَ ذا وجـهـيـن للعزِّ iiيحجبُ
عـنـاهـا و سـمَّـاها النَّبيُّ iiالقرَّبُ
وأبـنـاء أحـفـادِ الـقرودِ iiتكالبوا
ولا عـنـد دبِّ الـمـلـحدين iiترقُّبُ
* * *
تـفـيـضُ بطولاتٍ فينجاب iiغيهبُ
مـغـانـمَ تُـرجَـى للأنامِ و iiتُطلبُ
عـلـى أفـقِـها الأعلى تلألأ iiكوكبُ
ورغـم الـخـيانات البغيضة iiتحربُ
ولـم يـضـطـربْ يوما لقارعةٍ iiأبُ
فـعـن دربِـها المخضوبِ لم iiيتنكبوا
عـلـيـهـا لهم عرشُ الفخارِ iiمطيَّبُ
فـلـم يـفـزعوا جبنًـا ولم iiيتهيبوا
فـسـيـفُـهُمُ المسلولُ هيهات iiيُعطَبُ
ولـلـهِ مســـعى ركبِهم و iiالتلَبُّبُ
أو انـكـفـأ الـرعديدُ أوهاه iiمشعبُ
وإفـنـاؤُهـا أمـرٌ مـحالٌ و iiمتعِبُ
وأدمـى بـهـاهـا حقدُهم iiوالتَّعصُّبُ
فـإن مـات جـيلٌ فالأثيراتُ iiتُنجبُ
فـكـوكـبـةٌ وافتْ وأُخرى iiستركبُ
تـبـلَّـجَ فـجـرٌ للبطولاتِ iiيصحَبُ
فـداءٌ لـصيدِ المستميتين مقنبُ ii(2)
لإنـشـادِهـا سـمعُ الممالك iiيطربُ
عـلى اسمِ الذي عنهم يردُّ و iiيغضبُ
وهـاهـي إذ حـان الـلـقا iiتتأهبُ
وقـلـبُ الـكميِّ الحرِّ هيهات iiيرهبُ
ومـا ردَّهـم لـفـحُ الأذى iiالمتشعبُ
عـقـوقٌ ولا أغرى الأفاضلَ iiمنصبُ
ويـدفـنُـهـا هـذا السَّرابُ iiالمخيِّبُ
تـهـيَّـبَـهـا الأعداءُ والوعدُ iiأقربُ
وظـلُّ الـفـدا عـنـدَ الأُباةِ iiمحبَّبُ
ولا أسـرتـهـم بـالـملاحةِ iiزينبُ
نـفـوسُـهُـمُ شـحَّ النفوسِ iiوتعجبُ
* * *
مـتـى لـلـمعالي بالهدى نتأهبُ ii!!
ونـمـضي إلى الهيجا ولا نتذبذبُ ii!!
بـفـتـنـتها الشيطانُ بالناسِ iiيلعبُ
ومـاذا لـنـاعـينا نقولُ و نكتبُ ii!!
عـلـى صوتِ مزمارٍ أناخوا iiوأطنبوا
ومـالـوا لـمـوسـيقاالفجور iiفَغُيِّبُوا
وقـد غـابَ وعيٌ ليس بالغيِّ iiيُقشَبُ
وتُـهـدمُ دارٌ هـكـذا و iiتُـخَـرَّبُ
ويـرتـعُ ذئـبٌ فـي مداها و iiثعلبُ
وإنـا إلـى جـذلِ الـنُّـبـوةِ iiنُنسَبُ
ولـم يـربحوا ممَّــا لديهم iiويكسبُوا
قـلـوبٌ وهـاهـم لـلأذى قد iiتألبوا
عـلـى الصدأ المنسوج بالوهنِ iiتُقلَبُ
حـيـارى وفي سردِ الهواجسِ أسهبوا
مـن الـوجـعِ المسجور والدم يسكبُ
أفـيـقـي أفـيقي قبلَ أن يتريَّبوا ii!!
ومـا زلـتِ أُمًّـا لـلأشاوسِ iiتُنجبُ
ونـصـرٌ يـواتـيهم من اللهِ iiيوهبُ
إذا شـرَّقـوا فـي العالمين و iiغرَّبوا
عـلـيهم ، ولا يُدرَى علامَ تهيَّبوا ii!!
وتـعسًــا لأرضٍ مذ تناءَوا و iiغُيِّبوا
وجـوهَ الـمـيـامين الأكارم iiغيهبُ
وهـم أهـلُـهـا : بَرٌّ كريمٌ و iiمُحدبُ
وعن كلِّ شـــرٍّ في المجالس iiغُيَّبُ
إذا نـودي الـشـهمُ الأريبُ iiالمهذَّبُ
وقـد جـال أفعى في المراح iiوعقربُ
عـلـى شـفةٍ بوحَ المسرةِ ( iiتغلبُ)
نـداءَ أبـيٍّ لـلـفـدا iiيـتـوثـبُ
إلـى الـموتِ حاخامٌ له الحقدُ iiمخلبُ
وأُخـرى بـأعـقابِ البنادقِ تُضرَبُ
وشـدَّ لـهـا طـفـلا إلـيها iiيُحببُ
وتـلـك الـوجـوه المشرقاتُ iiتُغيَّبُ
إلـيـه رصـاصـاتُ اليهودِ iiتُصَوَّبُ
أم الـنـاسُ في حقِّ البطولةِ أذنبوا ؟!
أتـوا لـلـجـهـادِ الـيومَ لم يتهيبوا
تُـداسُ بـأقـدام الـطـغاةِ iiوتسربُ
عـلـى أُمـةِ الإسـلامِ حـقدا iiتألبوا
بـأنَّ عـريـنَ الـمـسلمين مخرَّبُ
فـجـاسوا خلال الدار ، والدارُ iiتُنهبُ
عـلـيـه وجـومٌ حيثُ غُيِّبَ iiمُقنبُ
طـواهُ اعـتـكارٌ للتألق يقضبُ ii(3)
عـليه رحابُ الكونِ إذ ضاقَ iiمشعبُ
ويـؤلـمُـهـا هـذا النوى iiوالتَّغرُّبُ
ويـزعـجُـها في الناسِ هذا iiالتسيُّبُ
ثـمـارَ عـقـولٍ لا تـكلُّ و iiتتعبُ
ومـا كـان ما يعطي المهيمنُ iiيُعطَبُ
ونـحـن عـلـى عارِ الفسادِ iiنُخَيَّبُ
ولا أيـقـظَ الأجـفانَ فجرٌ مُحببُ ii!!
لـهـا كـلُّ مـفجوعِ الجوى iiيترقبُ
إذا كـلُّ خـوَّانٍ عـلى الوجهِ iiيُسحَبُ
مـن الـنـاسِ نالوا ما أرادوا iiوقرَّبوا
ومـا هـي إلا سـاعـةٌ ثـمَّ iiتنضبُ
فـسـرعـان ما يذوي جناه و يذهبُ
عـلـى وجـعٍ يُدمي القلوبَ و iiيُتعبُ
ولا هـلَّ فـي صدرِ الأباطحِ iiصيِّبُ
عـلى ذكرِ ما يُحيي المآثرَ نطربُ ii!!
وأشـغـلـنـا عـن لفتةِ العزِّ iiمَثلبُ
تـزيِّـنُـه والـغـيُّ فـيه مركَّبُ ii!!
ولـيـس لـه مـمَّـا يـؤملُ iiطيِّبُ
وكـان لـهـا قـبـلَ الضياعِ iiتَلَهُّبُ
ومـا هـو إلا قـلـبُـه الـمـتقلبُ
عـلـى نـفـسِـه إنَّ التَّغربَ iiيكذبُ
سـتـأفـلُ عن دنيا المعالي iiوتغربُ
عـلـى شـفـتـي تـاريخِنا iiيتوثَّبُ
تـقـولُ : مـتى للعالمين سيوهبُ ii!!
فـمـكـةُ أدرى بـالجوابِ و iiيثربُ
يـبـشِّـرُ بـالـفتحِ القريبِ iiويقشبُ
تُـقـامُ صـلاةٌ لـلـجـهـادِ iiترغِّبُ
عـلـى أمـلٍ طيفٌ إلى الفتحِ iiيُنسَبُ
وما في الجوى المشبوبِ يحدو و iiيدأبُ
وتـكـبـيرةٌ حرَّى عن الشوقِ iiتُعربُ
ويـعطي قلوبَ الخلقِ ما ليس iiيُسلَبُ
عـلـيـها ولا في عزمها راحَ iiينشبُ
ولـلـفجرِ من تكبيرِها الزحفُ iiيُنسَبُ
لـهـا السَّعدُ من حقلِ التَّصَبُّرِ iiيكسبُ
وأهـلـوه من طولِ السُّرى لم iiيُخَيَّبوا
وفـيـهـا لـهـم منجى بدا و iiتَقَرُّبُ
وفـيـهـا يُـعـافَى من أذاه iiالمعذَّبُ
وتـنـشـئُ مـا يُغني الأنامَ ويحدبُ
تـشـقـشقُ للصبحِ الحبيبِ iiوتُطربُ
وتـمـرعُ جـنَّاتٌ ويهنأُ مصأبُ ii(4)
مـن الـبِـرِّ أجدى للشعوبِ iiوأقربُ
وهـل فـي حِجى قومٍ أصحُّ iiوأصوبُ
وعـام عـلـى سوءِ المبادئ iiطحلبُ
عـلـيـه تـرامى أخطبوطٌ و iiجندبُ
مـن الله دنـيـاهـا الـنعيمُ إذا حُبُوا
وأذهـلـهـم هـذا الـعنا iiالمتصببُ
وشـمَّـرَ في كيلِ المصيباتِ iiمحربُ
فـهـلا ارعووا عمَّا أساؤوا iiوخرَّبوا
تـبـدَّدْ فـمـا يُرجَى هناك و iiيُرغبُ
وكـفُّـكَ مُـدمـاةٌ و وجـهُكَ iiمجدبُ
تـريْ من علاكِ اليومَ ما كان iiيُحجبُ
لـهـا الـمـددُ الأسنى لقومٍ iiتسرَّبُوا
كـمـا ولـدتْ أُمٌّ وربَّـى الفتى iiأبُ
ولـيـس لهم من دونها اليومَ iiمشربُ
وأيـامُـك الـفـيحاءُ أبهى و iiأطيبُ
إلـيـه يـوافـي المستبينُ iiالمجرِّبُ
ومَـن ردَّه فـالـعيشُ أدهى iiوأصعبُ
ومـا بـلـغـوه بـالـمكائد iiيُعطَبُ
فـفيمَ على الأعلاقِ نبكي و نندبُ ii!!
يـعـاهدْكِ في صنعِ الفخارِ iiالمُثـوِّبُ
و ردِّي مـن الأحـلامِ مـاليس iiيُلهبُ
و وجـهُ يهودِ الشرقِ والغربِ iiمرعبُ
ولا الـسلم ، هذا السلمُ بالسمِّ iiيُصحبُ
وإنَّ هـزبـرَ الـغـيبِ للوعدِ iiيعقبُ
تَـرَيْ فـضلَه المدرارَ عندك iiيُسكبُ
أرانـا مـدى الأيـام كيف نُعَذَّبُ ii!!
وعـافَ مـخـازيها الرجالُ وجانبوا
رأتْ لـلـعـلى رأيا يطيبُ و iiيُرغبُ
فـهل كصلاحِ الدينِ للقدسِ تُنجبُ ii!!
يـكـبـلُـنـا هـذا النظامُ iiالمقطِّبُ
عـلى شرعةِ الإسلامِ من حيثُ iiينشبُ
بـأنَّ هـدى الـرحمن هيهات iiيُغلبُ
حـكـيـمٌ و جـندُ الله لا لن iiيُخَيَّبوا

الهوامش :

1 ـ مذرب : الحاد ، المسموم

2 ـ مقنب : المستعد للإغارة

3 ـ يقضب : يقطع

4 ـ مصأب : المرتوي من الماء