حراء
حراء
د.حسن الأمراني
إشارة بين يدي القصيدة:
هذه من القصائد الطوال التي تفتق عنها القلب، وجرى بها القلم. وأنا لست ممن يقيسون الشعر بمقاييس الحساب الرياضي، فربّ مقطّعة أغنت عن ملحمة، وعسى ألا أكون ممن يأمرون الناس بالاقتصاد الشعري وينسون أنفسهم، ولكنني في العادة أقيس مساحة القصيدة بمساحة التجربة الشعرية، وأجعل سعتها بسعتها، فلا أجعل على نفسي رقيبا من هذه الجهة، فضلا عن أجعل لغيري في ذلك عليّ سلطاناً. ولذلك، وأنا أكتب هذه القصيدة، لم يراودني شيء مما راود خليل مطران وهو ينظم قصيدة نيرون، وهو يحلم بأطول قصيدة عرفها الشعر العربي موحدة الوزن، موحدة القافية، موحدة الغرض. وقد أسعفه في طول النفس أنه يروي سيرة طاغية مستندا إلى ما عرفته حياته من أحداث خارجية، وهي لو شاء لا تحد. وأنا إنما كنت أروي سيرة باطنية لصاحب اللواء، وهي سيرة امتزج فيها شيء من سيرة ذاتية لجيل كان يُهرّب صلاته وصيامه، كما يهرّب أحلامه وأشواقه، أيام كانت تختطفه من قلب المساجد خطاطيف لا كخطاطيف النابغة، ويهمل زمنا في زنزانة تجمعه مع السكارى والمنحرفين، بتهمة التشرد والتسكع، ونحن طلبة في الجامعة، ليلقى به إلى النور مرة أخرى ...
وقد وسعت على نفسي، والقافية الموحّدة تقيدني، فلم أوثر اللفظ الغريب الوحشي على إيطاء بعيد، وتسمحت فيما يتسمح فيه المتحررون من الشعراء، داخل قواعد خليلية محكمة، فآثرت أن أقول مثلا:
ويا مولاي فضلك قد كسانيفمن في الخلق يفضلني ثيابا
بدلا من أن أقول، هربا من إيطاء مزعوم، بتكرير لفظ الثياب في القافية:
ويا مولاي فضلك قد كساني
وما يكسو الإله فلن يجابا
لغرابة اللفظ الأخير، وهو من الجوب، أي القطع.
وبعد، فما يعنيني شيء غير أن تكون هذه القصيدة قد وسِعَتْ تجربة ضاق عنها عمر قصير هارب.
حراء
(سيرة باطنية لصاحب اللواء)
عندما أشار مرافقنا، عند مدخل قصر طوب قابي، بإستانبول، إلى نقطة في الأرض، وقال:"هنا كان يركز اللواء لتنطلق جموع الفاتحين إلى الجهاد"، أكب بعضهم على وجهه مقبّلا الأرض .. ثم جعلت قطعة قماش مباركة تطوف من شفة إلى شفة.
وفي قاهرة المعز،ظننت القلب رآها في صورة الخلود، لا في آثار الفراعنة المفتونين بالموت، بل في النهر الخالد.إلا أن هاتفا ظل يهتف بي: إنها ليست هنا.. إنها هناك..في الأرض المباركة، في أكناف بيت المقدس.. فاضرب بعصاك البحر.. وتلفت القلب، فإذا هي ترغب عن ثوبها الحجري، وتستحم في نور الله، فتنال من نفخة الحق ما يُسْجِدُ لها دُمى الإغريق، وعذارى الفينيق،وكواعب الكرنك.. وهاجرتْ من الأطلسيّ بنات طارق تعانق فيها الخلود، فردد القلب:
فـكـان ما كان مما لست لـقـد لـثـمت شفاههم الترابا رحـلتُ إلى الضياءِ وقد أقاموا ومـا سـيّـانِ قـلـبُ مطمئنُّ ولـي بـالمصطفى نسبٌ عريقٌ إذا مـا جـئـتَ روضته بقلْْبٍ ونـارُ الـعشْق تستعر استعاراً فـقـد بُـلّـغْتَ إربك دون شكّ فـيـا قلبي الحزينَ إذا ادلهمّت فـيـمّـمْ شـطْـرَ نور أحمديّ إذا اعـتـزلت جوانحنا الخطايا ولـولا مـا تـلألأ من (حراءٍ) لـمـا طُرد الظّلامُ عن الحيارى فـنـوّر يـا إلـهـي من سناه وخـلّـفَ مـا تـقدّم من خطايا وإن تـكـن الـذّنـوب تكنّفَتْه فـمـنـك برحمة وجميل فضلٍ * * * أنـا فـي مـجْمَع البحرينِ أتلو وقـلـبـي في (حراءَ) له أزيز (لـو اَنـزلـنا) دليلك يا فؤادي ولـلـعـشـق المجازيّ التهابُ ولـلـبرق الحجازيّ اصطخابٌُ ولـلـحُـسْن الشرازي انتسابُ وقـد طـرقتْ يدُ الألطاف قلبي يـزلّ الـعـبْـدُ ثـمّ لـه مآبُ وقـدْ صـيّرتَ دمع القلب بحْراً هـيـا ربـاه أنـضيتُ المطايا فـمـا أدركت من وطري نقيرا كـأنـي كنت أحرث في بحارٍ ألـم تـر أنـني أنفقت عمري فـكـم ليلى اصطفيتُ وكم سعاد فـلـمـا صوّح الوردُ استبانتْ وقـلت لمن بسطتُ لها يميني: فـلـمـا جئت ورْدكِ لم يزدني أإقــبـالا وإدبـارا، وبـردا ويـا نـفسي التي أترعْتِ حزنا كؤوس الحزن أعذب من كؤوس ولـسْعٌ السّيف أهون من جحيمٍ ومـا الحسراتُ إلا في المعاصي وفـي الطاعات نور ليس يفنى لـقـد جـرّحتني يا دهر حتّى وقـد حـصّنتُ دون الغيد بيتي فـهـدّم بـيتٌ شعر ركنَ بيتي وأعـلـى لـلهوى العذريّ بيتاً طـرقـتُ بيادر الدنيا اختلاسا فـلـم أر مثل ذخرك أنت ذخراً أنـلـنـي يا عظيم العفْو عفوا تـقـر الـشـامخات ولا قرارٌ * * * أرى البوسفور يُطلع وجهَ أروى فـقـلت: بُنيّتي..هيّا الحقي بي لـقـد تـرك الـمدينة مطمئنّا تـكـنّفه الهدى من كل صوب ومـا رغـب المجاهد عن حِماه ولـكـنْ نـورُ ربي وهْو أبقى وقـامـت بـنت ملحانٍ تنادي أنـاسـاً يركبون البحر خضراً مـلاحـم لـم يشبها ثوب زور تـحـقـقـت البشارة يا حبيبي فـكـيف يقيّد الطين انطلاقي؟ إذا مـا رايـة رفـعـت لمجدٍ بـغـاث الـطير تأمن في حماه وأسّـس مـلـك عدل لا يبارى ألا يـا أيّـهـا الـعـلم المفدّى تـرى الـفتح المظفر خير كأسٍ خـرجت وريح جعْفرَ خير حاد وسـقـت الخيل تطّلب المعالي فـقـل يـا حـالما بلواء حمْدٍ أنـا الإيمانُ مثل الشمس يجري ويـغـدو الكوخ قصراً مشمخرّاً وأرسـل طـائري نحو المعالي وإن الـبـلـبل الموفور عشقاً ويـمـنـح لـحنه للفجر يرجو تـأمّـل:"أن تكون" وليس "تبدو" تـضيق بي البلاد وباصطخابي "ألـسـتُ بـربّكمْ" لي خيْر زاد أدرهـا يـا نـديـم فما سواها ورُشّ بـهـا غـداً قبري إذا ما فتحتُ الأرض من شرقٍ وغربٍ دمٌ بـدمٍ وقـد أعـفـو اقتداراً وسـقت لساحتي الأبطال كلمى ولي بالحبّ والحرب اصطحابٌ فـلـم تـعـلق ثيابي بارتيابٍ وربّ غـزالة عرضت فأصْمَتْ أراهـا عُـدّتـي وكمال أنسي ولـم يـعـرف ندى الإيمانِ إلا إذا فـي الله كـان الحبّ فافرح * * * أنـا بـمـدارج الـعـشّاق فذّا أرى العُشّاق يصطرخون حولي ولـي من نشوة الصّحو احتراق كـأنّ هـديـر أوقيانوس وجدٍ تـطاول صمت محبوبي وكانت وقـلتِ:اصبر عليّ، فلي همومُ ألا صـبـراً، سأصبر، ما علينا فـهـل يأتيكَ بعد الصمت نُبلا لـه مـن أبـجـديات المعاني يـجـيئك والصواعق مرسلاتٌ وعـصـف الريح يقتلع البرايا يـجـيـئك فالربيع له انطلاقٌ فـيـا أكـرومـة الحيّين رفقاً وبـلّـغَـك الـمـكارم سابغاتٍ خُـلـقـتِ أمـيـرةً تطأ الثريّا لـمـاذا أنـت هـادئـة شهوداً فـهـل أشـتط يوما في دعائي واطـمـع فـي ثـيابك سندسيا مـعـاذ الله، حسبي من حبيبي وتـلك الكأس تشرق في يميني ومـالـي حين أهتف باسم ليلى كـأنْ لـم يـهـتف العبّاد قبلاً لـئـن كـنّيتُ قد كنّى ابنُ ثور وإن صـرّحـت فالمجنون قبلي "ومن شرف الهوى أني صريح" أخـاف يـزلّ إن أنطقْ لساني بـذلت الروح في الغمرات حبّا فـجـاء دعـاؤكِ الموفور سيبا تـآلـفـت الـقلوب فلا انفصامٌ لـمـاذا جـئـتِني والقلبُ عارٍ يـذكّـرنـي جمالكِ حين يبدو وضوء الشمس خلف الغيم أبهى ويـحـمـلني سناك إلى سناها تـحـدّر مـزنـك الفوّاحُ طيباً وشمس الحقّ من فوديك راحت كـطـيـف يمامةٍ عبرتْ قرونا لـئـن آنـستُ عند حِماك وِردا فـقـل لابـن الملوّح وهو يتلو إذا مـا الـعـشقُ لم يُبْلغْك داراَ وقـل لـلـعـامريّة حيث حلّت سـبـيـلُ النور أنت بدون شكّ * * * أتـيـت الـقلعة العصماء أشكو قـرأت عـلى ابن أيّوبٍ كتابي أرايـات الـعـلـوج بأفق عكّا وفـي بـغداد للكفر اصطخابُ فـأيـن الصيد من عجم وعُرْبٍ ولـيـس يـلـذّهـم إلا المنايا مـررت بـدار لـقـمانٍ عِشاءً هـنـا كنّا.. هنا كانوا.. وكانت وأعـيـن خـالد القسريّ تعدو ومـن يـقـرأ كتاب الله جهراً وفـوق جراحنا رقص السكارى هـم اغـتـصبوا كتاب الله منّا فيا وطني الحزين غدوت سجناً ويا وطني الحزين فدتك روحي فـكـيف غدا بنوك بكلّ أرض ويـا عـهـد الصبا حيّاك ربّي فـآنـا كـان غـيـفارا رفيقي وأجـعـلـه سـفاهاً خير حاد وآنـاَ لـلـغـفـاريّ انتسابي أبٍـالـغـبراء أصدق منه قولا وكـان يـقول:"محبوبي دعاني" * * * طـرقت ممالك الصبوات شرقا فـلا سـيتا أضاءت لي دروبي ولا حـمـلتْ على عطشٍ روايا ولـمـا جئت مصر صبا فؤادي ولـم ترها، وإن قربت، عيوني ومـرآة الـفـؤاد لـهـا جِلاء عـرتـني الخفقة الأولى فكانت ونـور الـخفقة الأولى اختراق ولـولا الله لـم أعـبـأ أورداً إذا صدحت بأرض القدس نشوى أقـول لـها وقد فاضت كؤوسي يـجـيء إلي صوتك بعد دهر فـكـيف نأت عراجين العطايا أخـاف إذا رأى الناس اشتياقي وظـل الله مـبـذول قـريـبا حـبـيـبي أيّ كأس قد سقتنا؟ نـراهـا كـالـشعاع ولا يراها أحـبّـك، فـلـيقولوا ما أرادوا فـلـستٍ دما ولحما، من يساوي ولـولا الـروح لم يهتف حمام فـسـبْـحـان الذي سوّاك سرّاً وسـبـحـان الذي روّى دمانا وسـبـحـان الذي حلاّك شعراً خـديـجة كانت الدّرع الموقّى ولـلـزهـراء سـرّ أحـمديّ وكـان مـديـنـةً لـلـعلم طه ولـمـا أن تـجلّت غصن شِعْرٍ ويـسـعى نحوه عصفور شوق حـملت حقائبي ووضعت رحلي وفـوق جـبـيـنها تاج يصلي ويـسـكـره الـنسيم إذا تهادى فـداه أبـي وأمّـي واصطباري تـرقرقت الحروف فكلّ حرف تُـروّي كـلّ فـاصلةٍ عروقي فـيـا لـله كيف أضعتُ عمري وروح الـقـدس لـلشعراء أيدٌ صـدروهـم أنـاجيل الحيارى ويـا عـذراء وامـق اذكريني وإمـا راح ذو شـجـنٍ يغنّي: فـحـسـبي أنني قبل ارتحالي وأرجـو مـن يد الرحمن سيبا يـوحّـدنـا اشـتياقا حبّ طه وتـجـمـعُـنا نجاوى عندليبٍ ويـا مـولاي فضلك قد كساني * * * تـمـلّـكَ عندليبُ الكوْنِ قلبي ألـيـس مـعـلّمَ الأكوان ألقتْ ومـن غـير المعلّم يرتجي من وعـلّـمـني المحبّة والتصافي عـلى دين الحبيب يكون موتي لـقـد شـرُف الـرّقيم بساكنيه أحـلّ الـعـشـقُ منزلةً هواه فـكـيف وفي حراءٍِ قد تجلّى؟ أنـا قـطـمير من قدمي حبيبي ولـو أنـي وقـفت العمر مدحا لـقـد عَرضتْ فقال: إليك عنّي وقـد كـشـف الغطاء له عيانا فـمـا ازداد الـفـؤاد به يقينا يـهـيـج ليَ البكاءَ الذكْر حتّى تضعضع مركبي المسكين وجدا وقـال الـعـاشق المجْنونُ قولا "مـحـمّـدُ ارتـقى فأتى محلاّ ألا قـسـمـاً لـوَ انّي يا إلهي صعدت إلى الجبال فطاش عقلي وكـيـف وقـد دنـا حتّى تدلى | أذكرهفظنّ خيرا ولا تسأل عن ويـلـثـم قـلبيَ النّورَ المذابا ومن رضي الهدى اجتاز السحابا وقـلبُ راح يضطرب اضطرابا ولا آلـو بـحـبّـيـه انتسابا مـشـوق يسكب الدمع انسكابا وقـد عـذب الـمقام بها وطابا ونـلـت مـراد قـلب قد أنابا خـطوب تسرق الذلق الصوابا تـدفّـقَ مـن "حراءٍ" مستطابا عـلى التقوى فقد وعت الخطابا فـجـلّـل نـوره شَـعَفاً ذؤابا وكـان الـظّـلـم لـلدنيا نقابا سـراديـبـي فـإنّ الـقلبَ آبا وجـاءك يـرتـجي منك المتابا فـذاق بـحـرّ جـاحمها العَذابا يـصـيـر البحر أنهارا عِذابا * * * مـن الـفـرقـان آيات عِجابا يُـفـتّـت رجعُه الصمّ الصلابا إذا جـئـت الـمفاوز والشعابا يـقـدّ جـوانـحـاً، ويسدّ بابا يُـحـلّ الـقـلبَ أوديةً رغابا إلـى الـبطحاء ما كان اجتلابا ومـا أحـرى المجيبَ بأن يجابا فـمـالـك قد أطلت له العتابا؟ ولـلإبـحـار أعْـددْت الركابا وطـفـت مفاوزاً، وقطعت غابا ولا ألـفـيت في دربي صحابا وأودع بـذرة الـعـمـر العبابا مـع الأهـواء أستسقي السرابا؟ رجـعـت بها الطفولة والشبابا مـلامـحُ هـذه الـدنـيا خرابا قـطـعتُ العمر شوقا واغترابا سـوى ظمأ .. ولم أملك خطابا ونـارا، وابـتـعـادا واقترابا؟ وذقـتِ مـرارة الـهجر انتحابا تـوَرّثـكٍ الـعـذاب والاكتئابا تـقـدّ الـهام أو تفرى الذنابى وإن أوتـيـتَ جـنّـاتٍ نصابا وكـأسُ الموت بالطاعات طابا تـهـيّـبـتُ الأساور والقلابا وحـاذرت الـتكحّل والخضابا وأصـبـح كـلّ معمور خرابا ورفّـع فـوقـه الـتّقوى قبابا وذقـت طـعـامها شهدا وصابا ولـم أر غـيـر بابك ربّ بابا فـإنّ الـذنـب أوسـعني عقابا لـعـبـد خاف من غده الحسابا * * * تـقـول: أطلتَ يا أبتي الغيابا هـنـا الإسلام قد ضرب القبابا أبـو أيّـوب وامـتشق الصعابا فـردّد كـلّ مـحـروم: أصابا ولـمْ يـكسبه ترك (الدار) عابا غـدا يـحـدو بـهمّته الركابا وخـلّـفـت الأساور والخضابا مـلـوك أسـرّةٍ مـلكوا الرّقابا وكـم لـلحق ثوب الزور شابا فـهـذا الـبحر وطّأ لي الجنابا ويـرجو النجمَ من وطئ الترابا غـدت بـيمين أورخان العُقابا ويـورث كـلّ جـبّـار عِقابا وأعـلاه اقـتـدارا لا انـتهابا ظـمـئـت فلم يك الإثم احتقابا وطـاب الـفـتح للظامي شرابا إلـى الفردوس، تعتنق الضرابا فـكـان الـنـجم منزلها غلابا يـظـلّـل فـي القيامة من أنابا لـغـايـتـه ويـنتظم الهضابا إذا مـا الـنّـور للأحشاء جابا فـيـمـسي في دياجيري شهابا يُـخـلّـف لـلـدياجير الغرابا مـن الـورد استماعا لا رضابا طـريـقُ هدى لمن فقه الكتابا فـتـغـدو الـسّدرة الغرّا مثابا ونـور "بـلى" غدا عندي شرابا أريـدُ... بـسرّها زدني اقترابا يـدُ الأقْـدار قـد طوت الكتابا وسـدت مـمـالك الدنيا غلابا وقـد أصـطـاد بالحجل العُقابا وأكـرمـت الـنـجيبة والكعابا وقد يبغي الخنا غيري اصطحابا ونـفـس الـحرّ تحذر الارتيابا وأرض الـروح مـا كانت يبابا وإن ووريـت فـي غـدٍ الترابا مـحبّ في هوى المحبوب ذابا ووقّـيـت الـنـدامـة والعذابا * * * كـهمْس المُزن ينصبّ انصبابا سـكـارى مـا تحِير لهم جوابا أذاب الـقـلب واصطلم الإهابا تـغـلـغل في الحشا لمّا أهابا بـه الأيّـام مـونـقـةً رحابا وبـعـض الـهمّ يمنعك الجوابا فـحسبي صوتتتتك الغالي ثوابا خـطـاب؟ يفتدي دمي الخطابا حـروف تـمـنح القلب الشبابا كـأنّـك شـاحـذ ظـفراً ونابا كـمـا أعـددت للحرب الحرابا يـغـنّّـيك (الليالي) و(العتابا) وقـاك الـلّـه سـهماً قد أصابا ولـقّـاك الـنـعـيم المستطابا مـحـاسـنُـهـا مـنعّمةً كعابا لـمـاذا أنـت عـاصفةٌ غيابا؟ وأسـتـسـقي رحيقك والملابا؟ ومـن بستانك الخضرَ الرطابا؟ لـقـاء فـي ظـلال الله طـابا سـنـا الإيـمـان يعلوها حبابا يـقـول الناس شيخ قد تصابى؟ وقـسّ لـم يـر الـعشق اللّبابا وسـرحـة مـالك برزت كعابا أفـاض، ومـن أفاض فقد أنابا يـوقّـع شـاعـرٌ دمه انتخابا وإن أصمتْ يكن صمتي انتحابا ولـم أطـلب على الحبّ الثوابا نـديّـا يـبـعث الأرض اليبابا ومـا عـقـد الإلـه غدا كتابا وثـوب الـعمر ينتهب انتهابا؟ جِـنـان الـخـلْد مونقة رحابا وأعـذب وهـو ينسكب انسكابا ويـكـشف دونَ غَرفتها النقابا سـمـاويّـا ولـم يعرف سحابا تـضـيء بأمر باريها الهضابا إلـيـكَ مـمالك العشق انسيابا لـقـد لاقيت من نصَبي نِصابا مـن الـصبوات شعرا مستطابا مـنـعّـمـةً غـدا عشقا كِذابا وقـد لـبـست من التقوى ثيابا ومـن يـبْـصر حقائقه استجابا * * * تـبـاريـحي، ولا أبغي جوابا فـفـاض الدمع حين تلا الكتابا وأعـلام الـيهود بأرض طابا؟ وكـانـت لـلهدى أبداً وِطابا؟ يـرون بـهـارج الدنيا سرابا؟ لـجنات الرضا انجذبوا انجذابا فـراح الـقلب يستدعي الشبابا شـبـا الـبصريّ تخترم الرقابا عـلـى الـفقراء ..سامهم عذابا يـصـرْ دمـه لـشيعته خضابا وسـامـونـا انتقاصاً واغتصابا وقـالوا: العصر يستدعي انقلابا وكـنـت لـكـلّ مكروبٍ مثابا وإن حـمّـلت أوردتي الصعابا يـعـانـون البعاد والاغترابا؟ وإن أك فـيـك غِـرّاً لا يحابى أقـلّـده الـعـمـامـة والقرابا واجـعـل قـولـه رفدا حسابا وطـاب، وحـق خالقيَ، انتسابا وقـد نـاداه ربّـه فـاستجابا؟ ألا طـابـت رسـالـته وطابا * * * وغـربـا، والتمست بها رحابا ولا دوريـس هـيّـأت الركابا إلـيـك فـلا حٌـباب ولا عٌبابا إلـى امـرأة بـذلت لها الشبابا ولـم تعرف، وإن بعدت، غيابا تـريـك الشمس جُلّلت السحابا ولادة عـاشـقٍ رضـي العذابا يـمـزّق دون غـايته الحجابا أعـدّ الـناسُ أم شرعوا حرابا فـلا هـنـدا أريـد ولا الربابا بـصـيّـبـها، عَبابا أو حبابا يـصـبّ بقلبي الفرح انصبابا إذا مـا ازددت من ذاتي اقترابا؟ لأهـل الـحبّ لو فقهوا الخطابا فـقـد فتحتْ إلى الفردوس بابا سـوانـا في الضحى إلا سرابا عـباب البحر لا يخشى السحابا بـبنت النور في الخلق الترابا؟ ولا هـتف النجيب ولا استجابا عـن الـخطرات والأذهان غابا ووحّـدنـا سـرورا واكـتئابا إلـهـيّـاً، يـضـيء إذا أهابا وكـان لـمـرْيمَ التقوى حجابا دم الـسّـبـطين صار له جرابا وكـان الـمـرتضى للعلم بابا يـوزّع حـولـه العطر المذابا لـيـدفـع عـن حماه الاغترابا لـدى أفـيـائـهـا أبغي ثوابا وإن طـربـتْ تـرنّم واستجابا عـلـى هـون، ويمتلك الرقابا يـفـدّي أكـرم الرسل احتسابا تـفـجّـر أعـيـناً غُرّاَ عِذابا وتـغـدو شـمـس أيّامي كعابا كـأنّـي كـنـتُ أتّبِعُ السّرابا إذا اتـبـعـوا لـرشدهم الكتابا ولـمسة سحرهم ترقي المصابا إذا مـا ووري الـجـسد الترابا " فـهل ترك الجمال له صوابا" وجـدت لـديـك ظلا مستطابا يـردّد : "ذان لـلتقوى استجابا"ً وإن ظـنّ الأنـام بـنا ارتيابا بـطـيـبة ذكره الميمون طابا فـمن في الخلق يفضلني ثيابا؟ * * * فـأسْـكـنَ مهجتي مُدُناً رِحابا إلـيـه الأمـر لـلـه احتسابا؟ يـسـوق لساحه النّجُب العرابا وبـصّـرني بها العجَب العُجابا وما الصبّ الحزينُ كمنْ تصابى وأعـلـى ذكـرُ قطْميرَ الكلابا رجـاهـا بعْضُ من لبس الثيابا وكـيف ومن حراءَ همَى شهابا؟ أقـبّـل عـنـد حضرته الترابا لـما أفرغت من مدحي الوطابا ولا آلـوك بـعـدا واجـتـنابا وشـاهـد عالم الغيب اصطحابا إذ ازدان الـكـمال به اختضابا جـميل الصبر في الأحشاء غابا فـمـوج الـبحر يوسعني عتابا وعـاه الـكون فانشعب انشعابا: غـدا لـلـسّـدرة الـغراء بابا أتـيـتـه مـا رضيت به إيابا" فـكيف وأحمدُ اخترق الحجابا؟ فـصار من الحبيب الفرْد قابا؟ | الخبر