حكمة الجاهلين

حكمة الجاهلين

هبة الصعيدي

hana12_o@hotmail.com

ألفت عيوني في الصباح الباكر

رعد المساء

 وعيون شمس

 نالها إفك الرياح

 فبدت تحملق من ثقوب السحب

 في عين البطاح

 والأرض ترسم لوحة

 سادت بها لغة النواح

 فتمزقت أحلامها

كتمزقي عند الصباح

 ذهب الصباح .

 أفل المساء .

 وبقيت وحدي

 بين أوتار الزمن

 من بين أنقاض الركام

تصاعدت روح الشجن

 تطفو علي روحي

 فتغرق شهوتي نحو الحلم

 ذهبت رياحي مع رياح الراحلين

 لتدوسها قدم الجنون

 فكذا أراد الجاهلون

 كن جاهلا أو كن طعام الجاهلين

 هي حكمة العقل السجين

 حكموا بها الثلث الأخير

 أما القرار فملكهم

 أما الخيار فحائر بين العقول 

 فتفجرت أعماق نفسي

 لا تطع من يجهلون

هذي ربا الأفاق يملؤها العلوم

روحي لها راحت

 تبلور فكرها حلم ونور

لتزيل عن قلب العلوم سوادها

 وتشق للكشف العظيم طريقها

 وتجيب في عقلي الرصين سؤالها

 فتشابكت أفكار جمجمتي علي جدرانها

 ترسل لها إشعاع فكر خبأته لغيبها

 فملئت أوراقي بجولات العلوم بأرضها

  وبحثت عن سر الحياة بجسمها

 عن فكرة

 عن ذرة

 هربت إلي فك الوحوش

 فإذا بنا في فكهم

نصغي لقعقعة الضروس

 أفلا تري في الصبح موتا للشموس

 وشراع عقل مزقته يد البسوس

 أفلا تري أوراق علمي قد تناولها العبوس

 حقا لها

أين الوجود لمعمل أو ذا خبير

 يرقي بها نحو النجوم

 فتزيل عاقبة القرون

 صدر القرار

 كن جاهلا أو كن طعام الجاهلين

 ذا ما أراد الجاهلون

 والعاقلون

 أحلامهم

 أمالهم

 تمضي بهم نحو الجنون

 في حضرة اليوم الأخير

 في حاضر الثلث  الأخير