الوحش

شعر: خالد فوزي عبده

الـصـمـت  وحش فاغر الشدقين مشحوذ iiالأظافرْ
مـتـحـفـزٌ  ضـارٍ، على التنكيل والتمثيل iiقادر
جـوعـان يـأكـل مـن أمانينا ، ويلتهم iiالمشاعرْ
ويـقـطـع  الـمبذول من حق ، ويغتال iiالضمائر
وتـظـل  تـدعـوه ولائـمـنا ، وتغريه المجازر
ونـظـل  نـطعمه أطايب صبرنا .. فالزاد وافر ii!
كـم  غـيـبّـت أنـيـابه الحمراء في أشلاء ثائر
وتـلـمّـظـت شـفتاه بالمهدور من شريان iiصابرْ
وتـضـجـرّت  كـفاه من أوصال مقهورٍ وصاغرْ
مـن  ذل رعـديـد صـنـعناه ، ومن أوهام خائرْ
ومـن  الـدمـى الـبلهاء ، إذ تلهو بهن بنان جائر
ومـن  الـحـديـد ، يـنال من لألئه صدأُ iiالمقابر
ومـن الـمـنى ، لاذت بأذيال الهواجس والخواطر
ومـن  الـخيام ، شهيقها الموبوء من أنفاس iiحاضر
سيطول  جوع الوحش ، ما طبنا له .. فالجوع iiكافر
مـا عـاد يـرهـبـه تـفجع نادبٍ ، وبكاء شاعر
أو خُـطـبـةٌ عـصماءُ ، تنفثها المجالس iiوالمنابر
أو حَـشدُ فولاذٍ ، يسدّ الأفق ، يُعرَضُ .. iiكالجواهر
ولـقـد يهز الوحش صوت ، في ظلام اليأس iiهادرْ
يـسـتنهض  الغافلين من حلم ، لعل الحلم .. iiعابر
ويـرود مـا أبقاه رجس الصمت من طهر iiالسرائر
ويـحـدث اللاهين عن مجد ، مع الماضين ، iiغابر
لـكـنـه  يـمـضـي فلا تصغي المكارم iiوالمآثر
لـم يبق منه غير رجعٍ ، أو صدىً في الأذن iiساخر
الوحش ينأى عن حمانا ، بالخناجر .. لا الحناجرْ !!