الإسراء والأطفال والحجارة

الإسراء والأطفال والحجارة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

وهَـاقـدْ هـلَّت الذكرى
فـأصْـبحَ جدْبُها iiرَوْضًا
مـحـمـدُ يارُبَى iiيَسْرِي
فـسـبـحانَ الذى iiأَسْرى
فـمـا زاغَـتْ له iiرُؤْيا
بـمـعـراج حداه iiالنَّور
فـيـغشى السِّدْرَة الشمَّاءَ
وآيــاتٍ لـه iiكُـبْـرَى
وصـوْتُ الله iiيـحـدوُهُ
فـكانتْ شِرْعَةُ iiالمحرابِ
لـتـنهَى العبدَ عن iiخَطَلٍ
* * ii*
لـقـد هَلَّتْ رُؤَى الذكْرى
وقـد نـزَّتْ جراحُ iiالقلْب
فَطِرْتُ على جناحِ الشوقِ
وهـا قد جئت يا iiمحراب
ودمْــعُ الـحُـزْنِ فـى
أنـا لـن أبْـرَحَ iiالمِحْـ
هـنـا قـد خَـرَّ iiلـلأذْ
وأَمَّـهُـمُـو رسـولُ iiاللهِ
فـفـاض الأْفقُ iiبالأنْوارِ
وسـبَّحَ فى جبين iiالقدْسِ
جـبـالٌ هَـشَّ iiشامِخُها
أنـا فى المسْجِد iiالأقْصى
ذرُونـي أَرْتـوي iiمـنْهُ
ولـكـنَّ الأيـادِي iiالسودَ
وقـالـوا: لَـمْ يعُدْ iiلَكُمُو
هـنـا قـد كـانَiiهيكُلنا
سـنـبْـنـيـهِ iiونُـعليهِ
* * ii*
صـرخـتُ بقلبِيَ iiالباكِى
صـرخـتُ بقلبِيَ iiالباكِى
ولـكـنْ جـاءنِى iiصوتٌ
فـلـسـطـينٌ قد iiابتُلِيَتْ
رجـالاتٍ إِذا iiنَـطَـقُـوا
لـهـم صـيتٌ iiوأصواتٌ
فـكَـلٌ قـدْ هوى iiالدنيا
وإنَّ كـبـيـرَهـم iiفيها
يُـهَـددُ شـعبَهَ iiالمسكينَ
تـقـودُ حـمـاسُ iiفِتْيتَها
يـقولُ بأنهم ii«زُولو»(2)
وإنَّ رصـاصَـه iiعُـقْبَى
وسـارُوا فـى iiجهادِهُمُو
وقـالُـوا لا ii«لـمْدريدٍ»
و«أوسلُو» الذلِّ قد رفضوا
وسِـرْتُ بـقـلبَى الدامِى
فـصوتُ «القائدِ iiالأعلى»
وقـلـتُ: «أهكذا iiيُطْوَى
ومـجـدٌ مـن iiحُشاشَتِنَا
وقـدوتُـنَـا رسـولُ iiاللهِ
فـكـيفَ نعودُ موكوسينَ
يــسـودُ iiحـيـاتَـنـا
ولـكـنـى بدرْبِ iiالحزْ
هـنـاك رأيـتـه iiطفلا
يـثـورُ بـكـفـه iiحَجَرٌ
يـهـابُ يـهـودُ لسْعَتَهُ
يُـكـبِّـرُ حـينما يَرْمي
فـيـا عـجبًا لهذا iiالطفْلِ
تـسوقُ الموتَ فى iiحجرٍ
ويـرمـى حَـيْثُما iiيَبْغى
ومـا طـفـلٌ هُوَ الرامي
ويـا عَـجَـبًا لهذا الطفْلِ
فـمـا جـرْحٌ iiبـعـائقه
ولا سِـجْـنٌ iiيُـرَوَّعُـهُ
فـقـمْ لـقـيـادةٍ iiضَلَّت
وعَـلَّـمْـهُـم أيـا iiطفلا
وعـلـمـهـم أيـا iiبَطَلا
وعـلـمـهـم أيـا أَمَلاً
بـأن الـحـقَّ iiمـنتصرٌ
وقـل لـلـقـائدِ iiالمغوارِ
بـأنَّ الـقـدْسَ لَنْ iiيُعنو
وأن الـسـلْـمَ كـالتسليمِ
فَـسِـلْـمٌ قدْ عَدَاهُ iiالعدْلُ
وهـذى الأرضُ iiللإسلامِ
وسـلْ عُمَرًا وسَلْ iiعَمْرًا
سِـجِـلَّ شـهادةٍ فى iiالله
* * ii*
أيـا أطـفـالُ.. يا iiأملاً
مـحـمـدُ لم يَمُتْ. فيكمْ
خُـذُونـى أَنْضَوِى iiمَعَكُمْ
فـأرْمـى مـثلما iiترْمُون
ومِـنْ لْـهَـبٍ iiسـقْيناه
فـإمَّـا يَـهْو فى iiالميدانِ
ومَـزَّقَـهُ لأشْلاءٍ iiفَصَـ
وخَـلُّـوا أَعْظَمى iiحَجَرًا
وسـيـروا فى iiطريقكُمُو
فـهـذا الـنـصْرُ مؤتلق
وواعِــدُنــا هَـوَiiاللهُ























































































عـبـيـرًا فـاحَ iiريَّاه...
وشـادِى الـنـورِ iiضَوَّاهُ
تَـمَـلَّـى مِـنْ iiمُـحَيَّاهُ
بـه فـى ظِـلِّ نُـعْـمَاه
ومـا كَـذَبَـتْـه iiعَـيْنَاه
فـيَّـاضـا.. وَمـسْـراه
مـا يـغْـشـى iiلـمرآهُ
تُـحـقـقُ مـا .. iiتمنَّاه
ويـأمـرُهُ.. iiويـنْـهـاه
خَـمـسًـا مِـنْ iiعَطايَاهُ
فـيـبـعـدَ عنْ iiخطاياه
* * ii*
ومِـلءُ قـلـوبِـنَـا الآهُ
مـمـا قـدْ iiلَـقـيـنَـاهُ
لـلأقْـصـى iiلأحْـيـاهُ
اسْــتَـدْفِـي بـذكـرَاه
الـصلوات روائي ورواه
ـرابَ حـتـى يأذنَ iiاللهُ
قـانِ رُسْـلُ الله: iiربَّاهُ!!
يـا أعْـظِـمْ بِـتقْواه ii!!
مــن نــورٍ iiتـجَـلاَّه
مـن أطـيـابِ iiلُـقْيَاهُ:
وزيــتــونٌ iiوامْـوَاهُ
وقـلـبـي الحُبُّ iiأضْناه
وأَشْـبَـعُ مِـنْ نَـجَاواهُ
شــدَّتُـنـى.. فـوا iiآهُ
ولا حـتـى iiبـقـايـاه
بـنَـيـنـاهُ.. iiوشِـدْنَاهُ
لـيرْضَى ربُّنا ii(ياهو)(1)
* * ii*
وعـمْـقُ الـجرْح iiأدْمَاهُ
وعـمْـقُ الـجرْح iiادْمَاهُ
يـنـيـرُ الـحقُّ iiأَصْدَاهُ:
بـقـاداتٍ ألا iiشـاهُوا!!
وإنْ فـعـلُـوا فـأشـبَاهُ
وأرْصِــدةٌ لَـهـا iiجـاهُ
وحـبُّ الـبـنْـكِ iiأغْراه
«هِرقْلٌ» أَوع ii«شَهِنْشَاه»
إذ هــبَّـتْ iiسَـرَايـاهُ
وغـايـتُـهـمْ هـى iiالله
تـهـدد صـفـو iiدنـياه
لِـمـنْ ضَلُّوا وَمَنْ iiتاهُوا
ونَـادَوْا: iiيـالَـقُـدْسَـاهُ
ومَـنْ «بـسلامها» iiبَاهُوا
فـيـا لـلـعـارِ iiيـاشْاهُ
كَـمَـنْ فـى القيد iiرِجْلاَه
رمـاهُ، بـل.. iiوأخْـزَاه
كــفـاحٌ قـد iiبـدأْنَـاهُ
ومـاءِ الـقـلْـبِ صُغْنَاهُ
فـى نـهْـجِ رضِـيناه؟
والـمـاضـى أضـعْناه
قـهـرٌ وإذلالٌ iiوإكـراهُ؟
نِ والـظـلـمات iiتغشاه
تُـشِـعُّ الـنـورَعـيناه
سـعـيـرُ الـثـأْرِ iiلَظَّاهُ
وتُـرْعِـبُـهُـم شـظاياه
وجـنـدُ يـهـود iiمَرْمَاهُ
كـالـصـاروخِ يُـمْـنَاهُ
يـمـزِّقُ مَـنْ iiتـحـدَّاهُ
كـأنَّ الـحـربَ iiمَـهْواه
بـل الـرامـي هُـوَ iiاللهُ
فـي الـصبـح  وممسـاه
ولا الـتـعـذيـبُ iiبَكَّاه
ولا الـتـشْـريدُ يَخْشَاهُ!
ومَـنْ أعـمَـتُـهُ دُنْـياهُ
هُــدَى الإسـلامِ iiرَبَّـاه
هَــوَى الإسـلامِ iiرَبَّـاه
يـصـوغُ الـمـجْدَ iiكفَّاه
ونــاصــرُهُ هـو iiالله
مَـنْ أعـنيه .. ii«إياه»..
بـصـخـرتِـه iiواقصاهُ
إنَّــا قـدْ iiرفـضـنـاه
نـأبـاه         و نـأبـاه
قــلــعـتُـهُ iiومـأْواه
ومَـن ذا الـتُـرْبُ واراه
كَـفُ الـمـجْـدِ أمْضَاهُ
* * ii*
وأنــتـمْ قـوةٌ.. جـاه
عـزيـمـتُـهُ iiوذكْـرَاهُ
بـدربٍ قـدْ iiعـشـقْنَاهُ
صَـخْـرًا قـد iiشـحذُنَاهُ
وبـالإصْـرارِ iiسُـقْـنَاه
جـسْـمَـى البَغْيُ iiأرْدَاه
ـلــوا فــوْقَ iiأشْـلاهُ
بـوجْـهٍ قـدْ iiلـعَـنَّـاه
فـعـيـنُ الله iiتـرْعـاهُ
وأنـتَـمْ بـعـضُ iiبُشْراه
ومَـوْعِـدُنـا هوَ iiاللَّهُ..

(1) ياهُو: (يَهوه)، هو أحد أسماء الإله عند اليهود كما ورد فى توراتهم.

(2) من عدة سنوات كان عرفات يقول عن مجاهدي حماس إنهم يشبهون قبائل «الزولو» الذين كانوا يعارضون مانديلا فى جنوب أفريقيا، ولن أتعامل معهم إلا بالرصاص.