أنشودة الأمل
(عودة الإنسان الرسالي)
د. مصطفى المسعودي
إلى كل الأحرار الذين ضاقت بهم الفضاءات فشعروا في لحظة كما لو أن الفجر لازال بعيدا...
أخي....
لا تقلْ :قد فشِلنا..
فدرب النضال ...طويلٌ..طويل..طويلْ
وخلف جدار الظلام الكئيبْ
سنلقى شعاع الصباح الجميلْ.
ثقيلٌ....ثقيل....ثقيل ضباب المدى
ولكن سنمضي برغم الضباب الثقيلْ.
سنمضي..برغم الرمالِ
تغوص بأقدامنا،،
سنمضي....
فخلف جبال الرمال سنلقى ظلال النخيلْ.
+ + +
أخي.....
ولمّا رأيت دموع الضياع
تحزّ عيون يتامى بلادي
كرهتُ أنايَ ..كرهت وجودي،
وقلت:سأمضي برغم الظلامِ
وقصف الرعودِ...
لأني أحب بلادي...
أحب بلادي...أحب بلادي..
+ + +
أخي....
ولما رأيتُ بلادي
يُبيح حماها قطيعُ الذئابِ
يثير الدمارَ
ويسقي بنيها كؤوس العذابِ
كرهتُ قعودي ،
وقلت:سأمضي برغم الضبابِ ..
برغم الأسى ...
برغم نباح الكلابِ.
+ + +
أخي....
قرأت سجل الزمان،
رأيتُ مدى عِزّنا .
نظرتُ لأفْق الحياة،
رسمتُ سَنا صُبحنا.
سألتُ نجوم السّماءِ ،
تأكّدتُ أنا لسنا وحْدنا .
ذكرتُ جنان الخلودِ،
تخيلتُ أعراسنا ....
وقلتُ: سأمضي برغم الزمان الكئيبِ..
الكئيب.....الكئيبْ .
+ + +
أخي....
وإذا ما سقطتُ أمامكَ يوماً
غزيرَ الدماء .....شهيدْ،،،،،
فكبّرْ....وخُذْ من يدي مشْعل المجدِ
وامْض به نحو نصْر أكيدْ...
يَلينُ الزمانُ..
ولكنّ عزْم الرّسالي يظلّ
قويا ...قويا...قويا......عنيدْ.
+ + +
أخي....
سيمضي ُرويدا .....رويدا
شُحوب الخريفْ...
ويَفنى....ويفنى
ضجيجُ الشتاءِ وقصْفُ الرعودِ المُخيفْ
ويأتي جمالُ الربيعْ
يغطي السُّهولَ بلوْن بديعْ،،،،
تعودُ لقلبي طيورُ الضّياءِِ
تغنّي نشيدالأملْ ..
نشيدالجمال...نشيد الضياءِ ...
نشيد السُّرُور .....نشيد الحياة.