كتابٌ إلى الحبيب
29آب2009
أنمار محمد محاسنة
صلى الله عليه وسلم
أنمار محمد محاسنة *
بحر الطويل
أنـخـتُ عـلى باب الحبيب أتـيـتُ وعـنـدي لـلحبيب رسالةٌ دمـوعٌ وأشـواقٌ ... وغـصَّةُ مؤمنٍ أتـيـتَ إلـى الـدنـيا لتحمل أهلها وتـنـشـر فـيـنا الدين نهجاً كأنه وتـوسـع بـالأخـلاق قلباً تراكمت تـركـت كـنوزاً في البرايا عظيمةً أسـائلُ قومي اليوم عنك ... فلا أرى فـكـنزك مرصودٌ ... وفكرك مقفلٌ أيُـطـلـب مـجـدٌ فـي البلاد بذلةٍ سـكـرنـا ... شربنا الذلَّ حتى كأننا نـبـيـح دماء الحمل ... فهي حقيرةٌ ونـعـبـد أقـوامـاً يبيحون عرينا نـطـأطـئ رأسـاً عـند كل رذيلةٍ أُحِـلـت ديـارٌ ... واستحِلت محارمٌ فـيـجـثو ابتهالاً تحت أقدام مومسٍ وآخـرُ يـلـهـو بـالـنـقود تحيلهُ وشـخـصٌ مـن البترول يصنع أمةً فـقد صدق العادون في الجهل عندما أيـنـفـع إيـمـانٌ فـؤاداً فـجاجهُ يـظـلّ بـلا خـيرٍ ... يقاتل قحطه سـقـى الله أرضـاً لـلكرامة أينعت وتـسـعف مكلوماً يرى الموت قادماً تـركـت خـيولي في البلاد جريحة ً وجـئـتـكَ ظمآناً .... وقلبي قاحلٌ فـلـلـدمع أرواحٌ ... وحسٌّ أثارني وأجـمـل مـا في الدمع صدق كلامه فـيـا ربّ ألـبـس أمتي ثوب عزّةٍ | مطيتيوأنـزلـتُ حـملاً طالما كنتُ تـنـوحُ عـلى عصرٍ أناخت نوازله وقلبٌ من الأحزان ... ما صاح بلبله إلى عالمٍ في الغيب .... أنى نطاوله!! سـحـابة غيثٍ .... أسعدتنا هواطله عـليه الخطايا ... وقت زادت رذائله وأولـجـت فـيـنا الفكر كثرٌ مناهله سوى الصمت في الأفواه حطَّت قوافله ولـلـقلب أسرارٌ ... عصتنا غلائله ويُـنـصَر جيشٌ قد أُبيدت جحافله؟!! نـنـامُ ... وفي أحضان ذئبٍ نثامله ونـسـجـد إجلالاً ... لمن كان قاتله فـبالعُري نحيا .... والهوانُ يجمله!!! فـالـعيش يحلو إذ تموت فضائله!!! وشـعـبيَ سكرانٌ ... نساءٌ تغازله! كـقـطٍّ سكينٍ ... منظر اللحم يَشغله! إلـهـاً مـن الجاه ... قد بان كامله! يـبـيع بلاداً ... كي تصان منازله! أذاعـوا بـأنـا ... خـير من يمثله! كوادٍ من الصفوان .. صلبٌ جنادله(1) ويـنكر فضل الغيث ... إن هلّ وابله رجـالاً تـذود الـبـغي إن جاء أوّله وكـلّ نـساء الأرض صارت أرامله تـصارع نزفاً .... لا تجفّ سواحله ودمـعـيَ بـكاءٌ .... ولست أخاجله وصوتٌ من الألحان ... تشدو عنادله إذا ذاق ثـغـر الـقـلب ما هو قائله ومـجـداً رفيعاً لا تطال سمائله (2) | أحمله


*هندسة اتصالات
(1) الصفوان: الصخر الأملس الجنادل: الصلب القوي الشديد
(2) سمائل : ما ارتفع من الظلال