تدمر.. يا جناناً في الصحارى

أبو الفرج الناعوري

تدمر.. يا جناناً في الصحارى

شعر: أبو الفرج الناعوري

"عويمر جبل قرب تدمر، في سفحه حفر المجرمون أخاديد كبيرة قبل يوم المذبحة، ثم حملت جثث الشهداء لتُلقى فيها!! وأصبح الجبل وما يحيط به مناطق محرمة لا يقترب منها أحد".

"عـويمرُ"  أيها الجبلُ iiالحبيبُ
مـررتُ به، وبي شوقٌ iiوحبٌ
أقـولُ  هـنـا أحَيْبابي iiفأجثو
تـركتُ به دموع العين iiتجري
أتـذكرُ  "يا عويمرُ" يوم جاؤوا
وحُـدّدتِ  المخالبُ، واستبانت
رَمـوهم بالسفوح، وهم iiذُراها
فـكـم  مـن قمةٍ كانوا iiعليها
فـمـعـذرةَ الـثريا iiوالعوالي
فـأحـبابي  النجوم، وأيّ iiنجمٍ
أتدمرُ!  يا جناناً في iiالصحارى
يـعـاتـبـني، وبي همٌّ iiوغمٌ
وأُقـسـم إنّ حزني في iiازديادٍ
فـلـستُ أذوق للأفراح iiطعماً
أتـعجبُ من همومي iiواكتئابي














ويـا حـمماً تضمّخها الطيوبُ
وخـوفٌ أن يحسّ بي iiالرقيبُ
كـما  فعلَ المشوقُ iiالمستريبُ
ولو أنصفتُ قلت: هي iiالنحيبُ
بـأحـبابي  وقد برزتْ iiنُيوبُ
ضـغـائنهم،  وأججها iiاللهيبُ
فـمُـزّقـتِ  الحَنايا iiوالقلوبُ
تـطـاولُ  ألفَ نجم لا iiيغيبُ
قـريـبٌ  حـدُّهم منها iiقريبُ
تُرى، قد ضمّه الجدث الرطيبُ
بـهم  أورقتِ واخضلَّ iiالكثيبُ
عـلى الأحزانِ ذو عقل iiأريبُ
وعـيـشـي بعدهم أبداً iiكئيبُ
وكـيـف العيشُ بعدهم iiيطيبُ
لـعمركَ، فالسرورُ هو iiالعجيبُأ