مَنْ سَـيَرُدُّ مكْرَ المجرم المُترَصَّدِ ؟!

د.عدنان رضا النحوي

مَنْ سَـيَرُدُّ

مكْرَ المجرم المُترَصَّدِ ؟!

تأليف: د.عدنان رضا النحوي

كم  مجرمٍ في الأرض طافَ ولَمْ iiتَزلْ
الـمُجْـرمون  الظالـمون iiالمُفْسِـدو
مـلأوا الزَّمـانَ ورَوَّعـوا iiآفـاقَـهُ
طَـلَـعُوا  على الدنيا ليَسْحقَ iiمَكْرهُمُ
مـا "استعمروا" أرضاً ولا عمَروا iiبها
كـم لُقْـمةٍ من كَـفِّ أغْـبَرَ iiجـائعٍ
كـم أمَّـةٍ أفـنـوا ! ودارٍ غـيَّبـوا
تَـفْـنَـى  ملايينٌ وتُتْخَـمُ iiعُـصْبةٌ
يـا لِـلْـجـرائمِ ! والعُتاة iiجميعُـهمْ
مِـنْ  كـلِّ جـزَّارٍ يَـداهُ مـن الدِّما
ولـظـىً يؤجِّـجُهُ الهَـوَى iiوزَلازِلٌ
حـالتْ  جِنانُ الأرض ! أين iiمرُوُجها
*               *               ii*
المجرمون استكـبروا في الأرض مَنْ
سَـتَـرُدُّه  فـئـةٌ وفـاءُ iiرِجَـالِـها
فِـئـةٌ تُـقيمُ علـى الزَّمـانِ iiمنَائِراً
وتُـعـيـدُ للإنْسَان عِـزَّتَـهُ iiالتـي
وتُـحطِّم الأغلالَ عنْهُ فَكمْ مضى iiالْـ
وتَـمُـدُّ لِـلْمُسْتَضعفين يَـدَ iiالهُـدَى
فـئـةٌ  كـأنَّ الـمِسْكَ مـنْ iiأنفاسِهَا
تـمـضي فيـهتزُّ الرَّبـيعُ بـها iiإذا
بُـشْـرى  رَسُـولِ  الله آيـة iiربِّـه





















آثـارُه  فَـزَعَ الـرُّبـى والأنْـجُـدِ
نَ أسـىً يَـضجُّ وفتـنةٌ لـم تُخْـمدِ
وتَـزَاحـموا  بـظـلامه iiالمُـتَبلِّـدِ
قُـلَلاً  ويَنْهَـبَ كُـلَّ كنْـزٍ مُوصـدِ
داراً  ولا عرفوا هُـدىً من iiمُرْشدِ(1)
سَـرقـوا  وقطـرة ظامئ لم iiيُـرفَدِ
ورَمَـوا مـلايينَ الـضَّحايا iiالـشُّرَّدِ
وتُـسَـاقُ  قِطْعان يُـقـالَ لها iiرِدِي
هَـرَعُـوْا لسـاحةِ مَغْـنَمٍ و iiتـزوِّدِ
دَفْـقٌ  ومِنْ طاغٍ عـتيٍّ iiألـكـدِ(2)
جُـنَّتْ  وبُركـانٌ يغـيبُ و iiيبـتدي
منّـَا  وطلـعـةُ زَهْـرِها iiالمتـورِّدِ
*               *               ii*
سَـيَـرُدُّ مـكْرَ المـجرم iiالمُـترَصَّدِ
بِـرٌّ وإحـسـانٌ وخَـفْـقُ iiمُـهَـنَّدِ
مِـنْ هَـدْيِـها ومَـلاحِماً من iiأَزْنُـدِ
دِيْـسَتْ  وتُوقـظُ شـوْقَه مِنْ مَـرْقدِ
إنْـسان  بيـن مُـضلّلٍ و iiمُـصفِّـدِ
مَـدَداً ونَـجْـدة صـادقٍ iiمُـتوجِّـدِ
مَـلأ  الزَّمانَ وعَطَّرَ الأُفْـقَ iiالنَّـدي
طَـلَعـتْ ويغـني كُـلُّ وادٍ iiأَجْـردِ
لـلعـالمـينَ ورحْـمـةٌ iiللمُـجْهَـدِ

         

الهوامش:

(1)" ما استعمروا " إشارة إلى خطأ استعمال كلمة " الاستعمار " لتدلَّ على العُدوان والظلم . فكلمة الاستعمار وردت بظلالها الجميلة في القرآن الكريم لتصف مُهمّة الإنسان المستخلف في الأرض ، بقوله سبحانه وتعالى : " … هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها " [ هود : 61] . أي : طلب منكم عمَارها .

(2) الألكد : اللئـيم الملصق بقومه .