أهلوك أهلي يا ديار
08آب2009
يحيى السَّماوي
يحيى السَّماوي
( إلى كل الذين طحنت رحى الغربة حشاشتهم )
لَـعِـبَ الـهُـيـامُ بمعزفي فَـبِـمَـنْ سـأبـتـدئ العِناق َ مُقَبِّلا ً وبـأيِّ دار ٍ أسـتـريـحُ ... وكـلُّها نـامَـتْ بـأحـداقـي زهورُ رياضِها أهـلـوكِ أهـلـي يا ديارُ وإنْ مضتْ أهـلـوكِ أهـلـي يـا ديارُ .. فماؤهمْ لا ضـاحَـكَـتْـنـي ما حَيَيْتُ مَسَرَّة ٌ ويَـمَـسُّـنـي لـو مَسَّ هَودَجَ حُرَّة ٍ فـعـسـى يَـسـاري لا تقومُ شهيدة ً * * * جـالـتْ ب" حـيِّ الـحيدريةِ" مُقلتي إنْ كـان لـلـمـجـنـونِ في أشواقِهِ مـن هـاهـنـا مَـرَّتْ عليَّ سَحابة ٌ وهـنـا اصْـطبَحتُ بضحكة ٍ قُزَحِيَّة ٍ لا زالَ مـن دهـر ٍ شـذا أنـفـاسِها لا زلـتُ أذكـرُ رغـم َدهـر ٍ لـيلة ً زخَّـتْ.. وأطـلـقتِ الهديل َ حَمامة ٌ فَـهَـمَـسْـتُ في مكر ٍ: خذيني أيكة ً فـاحْـمَـرَّ تُـفّـاحُ الخدودِ.. وداعَبَتْ غـافـلـتُـهـا .. ولثمْتُ زنبقَ خَدِّها فـتَـعَثَّرَتْ بيْ .. فارتبَكتُ .. وراعَني فـاسْـتـودَعَـتْني من حريرِ ضفيرة ٍ * * * يـا جَـمْـرُ : لا تـشمتْ لأنَّ حدائقي لا زالَ خَـلـفَ دُجـى الخريفِوصَخرهِ صِـنْـتُ الـكـثيرَ .. فهل أخونُ قليلهُ زعَـمَـتْ مَـوائـدُ لـذَّة ٍ وحْـشِيَّة ٍ ولـسـوفَ أقطفُ من قريبِ غصونها لـكـنـنـي والصّابُ خبزُ أحِبَّتي (1) شَـبَّـتْ عـلـى ماء الجَبينِ أزاهري أحْـسـو اللهيـبَ الـمُـرَّ مُبْتَرِدا بما جـيـلانِ فـي الأشواقِ .. دون أحِبَّتي يـا لـلحنينِ الصَّعبِ.. شختُ ولم يزلْ أصبو ل" ليلى في العراق مريضة ٌ" (2) والـشـاهـريـنَ على المَحَبَّةِ حِقدَهمْ مـسـلـولـة ٌ " لـيلى " لِسُلِّ وئامِها يـا لـلـحـنينِ الصَّعبِ.. لولا جَمْرُهُ فـأحِـنُّ لـلـخـبـزِ الفطيرِ ورشفة ٍ وإلـى الـوجـاقِ الطينِ يُرقِصُ جمرَهُ وغِـنـاءِ فـلاح ٍ .. وشـكوى عاشِق ٍ وإلـى مُـشـاكـسَـةِ الخليلِ لرغبتي لـولا اشـتـيـاقـي لـلـديار وأهلها | فتناغَمَتْقُـبَـلُ الـلـقـاءِ ولـوعَة ُ أحـداقَـه ُ... وجـمـيـعُهمْ أحبابي ؟ فـاءتْ عـلـيَّ بـأعْـذبِ الأطيابِ ؟ وتَـكـحَّـلـتْ بـتُـرابِـهـا أهدابي بـسـفـيـنـتي عنهم ضِفافُ سَرابِ خـمـري .. وصِـدقُ ودادِهم أكوابي لـو كـنـتُ أنـسـى ليلة ً أصحابي فـي آخـرِ الـدنـيـا رذاذ ُ مَـصابِ وعـسـى يـمـيـني تزدهي بكتابي * * * وتـنـصَّـتَـتْ لـحـفيفِها أعصابي سَـبَـبٌ ولا لـوم ٌ فـلـيْ أسْـبابي : يـومـا ً فـطـرَّزَتِ الـورودُ يَـبابي وهـنـا اغْـتَـبَقْتُ بسلسبيلِ رضابِ بـفـمـي يُـبَـلِّـلُ بـالندى أعْشابي شـتـويَّـة ً مـزحـومـة ً بِـسَحابِ ورقـاءُ بـيـن خـمـيـلـةِ اللبلابِ لِـهَـديـلـكِ الـمِـغناجِ فهو طِلابي بـمـيـاسِـمِ الـشفتينِ طرْفَ حِجابِ وهـمَـمْـتُ بـالأخرى لأطفئَ ما بيْ خـطـوٌ .. ونـظـرة ُ عابر ٍ مُرتابِ خُـصَـلا ً.. ومنديلا ً.. وزهرَ روابي * * * يَـبُـسَـتْ وقـد أبلى الزمانُ ثِيابي ! بُـسْـتـانُ أقـمـار ٍ.. ونـهرُ شَبابِ عـمـري .. فـأبْـدِلُ لعنة ً بثوابِ ؟ أنـي أضَـعـتُ غـدي بـعِشْقِ تُرابِ وردا ً .. وأصـنـافـا ً مـن الأعنابِ لـسْـتُ الـذي يـجفو مُضاغ َالصّابِ وعـلـى الـنـدى لا رغـوةِ الأنخابِ فـي الـقـلبِ من سعي ٍ لحسْنِ مَثابِ لـيـلـي .. ولا طرَقَ الضُّحى أبوابي طـفـلا ً عَـنـيدَ الطبعِ ليس يُحابي ! تـشـكـو لـصوصَ الخبزِ والأرطابِ والـمـؤمـنـيـن ب "جَنَّةِ الإرهابِ" لا سُـلِّ أضـلاع ٍ وقـيـحِ إهابِ (3) مـا نـالـتِ الأيـامُ مـن أحـطـابي مـن جـدول ٍ يـغـفو بحُضنِ هضابِ غَـنَـجُ " الـدِلالِ " بـقـهوةِ التِرحابِ وحِـداءِ رعـيـان ٍ .. وعـزفِ رَبابِ مـن نـهـرهِ الـصّـافي بكأسِ عِتابِ مـا كـان مـذبـوحَ الـسطورِ كتابي | التِّغرابِ
(1) الصاب : نبت زهري شديد المرارة
(2) إشارة إلى بيت قيس بن الملوح :
يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
(3) الإهاب : الجلد لم يُدبغ بعد