زَفَرَات
زَفَرَات
محمد الحسناوي
رحمه اللهمزنة حسناوي
من بعد أن رحلت
شراعك يا أبي
أمسيت مثل الطائر
الملتاع،
لا أقوى على الطيران.
حتى ألاقي طيف
روحك هائماً،
فيما وراء الغيم
من خلجان.
أتراه عام آخر
يمضي،
من بعد أن ودعتنا
ذاك الزمان؟
هل قلت مذ ودعتنا؟---
فلوجهك الوضاء
يشتاق المكان.
و انظر فإن الحبر
ما جف بقلب أقلامي
التي
قد دفأتها راحتاك،
بلا توان.
ما زال نبضك في
مدادي يصطلي،
لينير دربا حائرا،
يغشاه ضباب العمر
و النسيان.
فهديت آمالي
الصغار
أوصلتها بر الأمان.
صدقوا بأن قالوا
بأن المرء من بعد أب،
لا عز في محرابه،
لا صــولجــان .
في هذه الدنيــــا
المليئة بالخداع،
تعلو جموع الشوك
في كٍبرٍ
زهورَ الأقحـوان.
لكنه مهما تطاول زاهياً
مهما تمايل أو علا
سيظل شوكاً خانعاً
و سيختفي،
حتى و لو طال الزمان.
لكأن خالقنـــــــا
الذي بــرأ المكان،
يخفى عليه هواننـــا
ومـــــآلنــــــا!،
يخفى عليـــــــــه
الهون الطغيـــــان!
رحماك يا رباه ،
يا خالقي
يا مبدع الأكــــوان
ارحـــم إلهي والدي
يا واسع الأركـــــان.