عشاق المنية
جاسم علي إبراهيم البلوشي
يـنـادون الـمـنية أن تعالي
يـنـادون الـمـنية في غرامٍ
أعـشـاق الـمنية هل هواها
وكـل مـحـبـةٍ فـيها مداها
فـجـاء جـوابهم رعداً يدوي
وأي مـعـيـشةٍ ترجون أنتم
فـإن الـحـر يأبى عيش ذلٍ
وأن يـتـرأس الإيـمان كفرٌ
وأن يـغدو العفافُ ثيابَ جهلٍ
وأن يـخـبـو نداء الحق فينا
وأن نـنـسـى هويتنا ونقفوا
ويـوصـم من دعا للخير فينا
ويودع في السجون يسام قهراً
ومـهـمـا يـقتل الأعداء منّا
فـحـق لـلـدفاع عليه نور
وحـق المسلمين يضيع هدرًا
فـذلٌ عـارمٌ ورضـوخُ قهرٍ
هـو الـوهن الذي فينا تفشى
فـلا والله مـا في العيش خيرٌ
ولـيـس أمـامـنا إلا طريقٌ
فـذروة عـزنـا هي في جهادٍ
إلـى طعن القنا والرمح غورٌ
إلى ضرب السيوف تثير ناراً
إلـى ظهر الجياد تغير صبحاً
إلـى زرع الـعـدو فـنجتثيه
فـهـذا أمـرنـا يا من سألتمفـإن لـقـاءنا ساح القتال
ويـدعـون الـمنية للوصال
كـما تهوى النساء من الرجال
ذهـاب الروح إن الروح غالي
ويـصـعـق كل خالية وخال
يـفـيءُ الـذل فيها بالظلال
وأن يطغى الحرام على الحلال
بـأمـرٍ أو بـنـهيٍ لا يبالي
و يـكـسا القبيح حلى الجمال
ويـصدح كفرهم في كل عال
خـطى الأعداء نحو الانحلال
بـإرهـابٍ ومـن أهل الخبال
بـلا ذنـبٍ ولا أدنـى سؤال
ويحرق في السهول وفي التلال
وتـبـريـك من الأمم العوالي
ولا صـوتٌ لـهم حين المقال
يُـطَـبَّـلُ بـالسَّلام لها بٍمَال
لـتـرك جهادنا وركون حال
إذا ذل الـعـزيز لذي السِفال
بـه نـسموا على هام الجبال
فـهـبـوا نـحوه نحو الثِمال
كشطن البئر في صدر الرجال
وكـلٌ مِـنـهُـمُ لـلنار صال
فـسـاء صباحهم صبحُ القتال
كـذلـك شـأنهم نحو الزِحَال
عـن الـعشق الذي فيه نغالي