بروج الوهم

حسام عزمي العفوري

بروج الوهم

حسام عزمي العفوري

مـا بـالُ بُـلـبلنا بُحّت معازفُهُ!!
أصـختُ للصوتِ إذْ يشجو بلا iiأملٍ
حـتـى إذا سُـمعتْ أشجانُ iiعازِفنا
بـغـدادُ مـن بَقَرَ الأحشاءَ iiمستعِراً
بـغـدادُ يـا جـبـلاً دُكّتْ iiمعاقلُهُ
لـيـسـقنا الأفقُ قيظاً في iiمراجلِنا
كـلُّ الـلآلـئ هـمٌّ في iiمصارفِنا
مـا بـالُ بـلـبلنا قد عافَ iiمأكلَهُ
والـبـدرُ يـرقُبُنا والشمسُ iiتحرقُنا
والـذئـبُ قـد حلَّ بالبيداءِ iiيُزلفُنا
قـد بـاتَ يرتعُ والأترابُ في iiجذلٍ
فـهـذه مـن رياضِ المجدِ iiترسُمنا
يـا راقـداً في بروجِ الوهم iiمنتشياً
لا تـسـلـبنَّ عيونَ الطُّهر iiمجتهداً
يا من ترى من سرى للحتفِ منتظراً
سـاهـم بـقـلـبكَ إيماناً ومحتسباً
مـا بـالُ نـفـسكَ قد أبسلتَها iiندماً
بـاتـتْ نخيلُكَ في البطحاءِ iiسافرةً
وضـوءُ نـجـمكَ في أسفارهِ iiوهنٌ
حـدّث لـعمركَ عمّا كان في iiزمنٍ
حـتـى إذا بـكتِ الأيامَ iiروضتُها
كـأنـمـا نُـثـرتْ آلامُنا iiصوراً
ولـونُ أقـبـيةٍ بالحزنِ قد iiصُبِغتْ
ذاكَ الـجـمـانُ قـروحٌ في iiأيادينا
وربـةُ الـشعرِ والأزلامُ في نَصَبٍ
قـم واسـتقمْ واتركِ الدنيا iiوخدعتُها
واسلكْ سبيلَ العُلا في حُسنِ iiمطلعهِ
دعِ الـتـجـاربَ فـي مرآةِ iiمُعتبرٍ
وانظر لكلِّ نبات الأرضِ واسق iiله
ولـو رأى الشوكُ من أدمى iiبشوكتهِ
وصـارَ شـوقاً بلا شوكٍ يحاطُ iiبنا






























ومـربَـعُ الـفـكرِ قيدٌ في iiفيافينا
والـحـالُ بـعدَ رحيلِ العزِ iiيُدمينا
شَجَتْ رحى اليأسِ أفراحَ الصبا iiفينا
أو سـاقَ مـقـدسنا للذبحِ في سينا
فـي لحظةٍ قد تداعى النصرُ iiمغبونا
مـن غـيظهِ حمماً تُرمى iiوغسلينا
لـو كـان يُـطعمنا أو كان iiيَسقينا
والـنـاسُ فـي شَرَهٍ والتَّخمُ iiيُردينا
والـبـحـرُ يـشربُنا والنارُ iiتكوينا
فـي غـمرة الوحلِ والإذلالُ حاوينا
فـقـالَ في نشوةٍ: هل مَنْ iiيُعادينا؟
والـزيـتُ والطلُّ والأهوارُ iiتَروينا
الـذبـحُ آتـيـكَ لـو تدري وآتينا
أو تـحـطـمـنَّ بيوتاً عهدها فينا
حـيـنَ الأحـبـةِ إذعـاناً iiلواشينا
صـونَ العذارى بدنيانا ترى iiالدِّينا
ونـورُ عـمـركَ جهراً قال: iiآمينا
والـنـوقُ حـائـرةٌ والخيلُ iiتبكينا
يـشـتـاقُ يـوماً يرانا أو iiيلاقينا
قـد صـيـغَ من فلقٍ والحبُّ iiكافينا
كـانـت حصاداً وكانت من iiمآسينا
ونـصـرةُ الـحق إرهابٌ بدا iiفينا
نـصحو على عجبٍ يُردي iiالمُحبينا
وحـبـةُ الـرمـلِ ودقٌ في iiمآقينا
والـكـلُّ فـي تـيههِ تاجٌ iiيواسينا
كـم جدعتْ قلبَ ذي نابٍ iiوعِرْنينا
إنَّ الـحـوادثَ أسـيـافٌ iiتُقاضينا
أو اقـضِ ما أنتَ قاضٍ فيه iiتمكينا
عـيـونَ مـزهـرةٍ فـيها تصافينا
لـصـاغَ دمـعـتَهُ ورداً iiونسرينا
ونـرجـسـيُّ الهوى عشقاً iiيُغشّينا