صدى الروح

شعر:
علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء)
أفرغوا مني iiحياتي
طرحوني في iiعراء
لم أجد حتى غراباً
بعثروني في مهب
* * ii*
أنا بحار iiبلا
منذ أبحرتُ iiتعرضت
تائه في بحر iiعمري
يقذف الموج iiسفيني
* * ii*
كنت في عشي iiهزاراً
للهدى للنور iiللحب
كنت أشدو بالأماني
مع تردي الروح إذ
بدلوا أوتار iiصوتي
أهزار الروض iiيغدو
أو غراباً راح iiينعى
وعلى الأطلال iiيبكي
يا ترى أين iiغريمي
* * ii*
أفرغوني من يقيني
سلبوني كل iiغال
أرجعوني iiوثنياً
أتردى في iiالضلال
عبَّدوني العجلَ iiوالأصنام
هبل واللات iiآساف
أغرقوني في خضم
أوقعوني في شباك
مزقوا ثوب iiحيائي
فتعريت iiولكن
حيث بالتدليس iiخاطوا
* * ii*
أنا في بيتي iiغريب
وسجين خلف iiجدران
أتغذى من iiشجوني
تنقضي الأيام iiلا
كم من الآهات iiصعدت
أضرمت آهاتي iiالحرى
ملأت أفقي قتاماً
أغلقوا دوني وحولي
رحت من كوة iiنفسي
لا أرى أي iiسبيل
ولذا أغرقت iiنفسي
* * ii*
هل ترى أنبتَّ من الماضي
إن يكن ذلك حقاً
نحن كالأسماك لا
فإلى الماضي حنيني
وإليه أوبة iiالتائه
* * ii*
أين أيامي iiالخوالي
ذاك ماض قد iiتولى
يوم كان المجد iiاسمي
كتبت أحرفه iiبالنور
إنما التاريخ iiما
أو ينسى الكون iiأفضالي
كان ينصاع iiلأمري
يتأسى iiبفعالي
* * ii*
كم من الأيام iiأبليت
وقف الدهر iiإزائي
شادهاً دون iiاضطراد
هزَّه صدق iiجهادي
هدَّه طول iiوقوف
فُتَّ في عضد iiالدهر
* * ii*
كنت انشودة حب
رجعي رجع iiصداها
إنني في لجة iiالشوق
يوم كان الحب iiمهدي
يوم كان الحب iiثراً
كان فيه العيش iiأحلى
كان غضاً iiبالأماني
كان بالخيرات دفاقاً
يوم كان الحب iiإيثاراً
كان حباً iiخالصاً
كان إيمانيَ ثبتاً
* * ii*
أين أفضَتْ من iiحياتي
كنت أسمو iiكملاك
بخشوع ماج بالنور
في هجوعي iiتتجافى
جهدت ناشئة iiالليل
وأنا بين يديه
وأباري هدأة iiالأسحار
واختلاج في فؤادي
ذلك العابد iiفي
رَفّ في معبدِ iiصدري
نَبَضاتُ القلبِ iiتسبيحٌ
* * ii*
كم طَعَنْتُ الليلَ iiأفري
فَغَدا الليلُ iiأنيسي
من رأى طيفاً iiتوارى
رامَ بيتَ اللهِ iiيخطو
عابراً في هدأةِ iiالأسحارِ
بخشوعٍ وجلالٍ
لم يخدّش وجنةَ iiالليلِ
فَحَنا الليلُ iiعليه
لَفّهُ في iiبُردتيهِ
واحتواهُ iiمُسبِلاً
* * ii*
ومع الفجرِ iiوفي
ردّدتْ رجعَ iiصداها
سُحِرَ الكونُ iiوهَدْهَدتُ
كم أذبتُ الفجرَ iiفي
* * ii*
كنتُ أتلو مُحكَمَ iiالتنزيلِ
وبترتيلٍ يعيدُ iiالنبضَ
فيرى اللهَ iiعياناً
ها أنا في حضرة iiالله
ماثلاً أصغي iiإلى
أوَ لستُ الحقّ يا iiعبدي
كلّ حرفٍ فيه ذاتي
إنك الآن iiكليمي
فأشاكيه iiذنوبي
يتجلى باسطاً iiكفيه
* * ii*
يا نجيَّ الروحِ iiيا
أنت نورٌ ملءُ iiنفسي
في عيوني في دمي iiفي
في كياني كلّه iiأقربُ
ما أنا لولاكَ ما iiنحن
ملكوت ليس iiإلا
إنما حققتُ iiذاتي
بحديث الروح iiآيات
رشفتْ منها iiالنفوس
فانتشى الكونُ iiزماناً
لم يزل سفرَ iiحياتي
فهو للعقل iiجلاءٌ
وهو للقلب iiشِفاءٌ
وهو للنفس iiوقاءً
وهو للروح iiنقاءٌ
غُسلت بالنور فالإيمان
كم إلى يَثربَ iiيممتُ
طائرَ الشوقِ iiإليها
شفّني الوجدُ iiففاضتْ
هائماً تنساب iiروحي
تتقرّى موطئ iiالأقدامِ
تستشفّ النورَ iiتستافُ
ومضتْ تستنهضُ iiالكثبان
وشعاباً iiوهضاباً
وتناجي موطن iiالخلد
شَرُفَتْ بالوحي iiبالهادي
هذه طيبةُ مأوى iiالنورِ
أنا في حضرة iiطه
أنا في الروضة لا iiبل
من رحيق الحوض iiعبّوا
* * ii*
ها أنا في بيته iiالمعمور
إنها قبلة iiإيماني
بعثت روحي iiقبلاً
وعلى باب iiالسلام
محرماً جرّدتْ iiنفسي
غير من جئت iiإليه
وأُلبّي iiبنداءٍ
حيث ضجَّ الملأ iiالأعلى
طُفتُ بالكعبة iiسبعاً
فاستلمتُ الحجرَ الأسودَ
ولثمتُ الثوبَ iiوالأركانَ
ومقاماً قامَ iiإبراهيمُ
ولدى الحجر وفي iiالصحن
ولقد هرولتُ iiسبعاً
حيث كانت أمُّ iiإسماعيلَ
فاغرفوا من ريّ iiإسماعيلَ
* * ii*
ها أنا في iiعرفاتٍ
ضارعاً أرفع لله
بانكسارٍ iiوخضوعٍ
رحت في غيبوبةِ iiالنَجوى
سَكَنتني راحةٌ iiنشوى
وأحاطتْ بي هالةٌ من نورٍ
فأنا الصب المشوقُ
ذبت في ذاتكَ أنصبُّ
رحت في المشعرِ iiأسمو
في منى قدّمت iiهديي
منذ ما سار iiالذّبيحُ
ففداهُ الله iiبالذّبِحِ
وفدى شيبَةُ عبدَ iiالله
والميامين iiتضحّي
طلباً للنصر iiللعزة
أو شهيداً غايةُ الغاياتِ
وأؤدي كل ما في
زاهداً صوام iiدهري
ملقياً كل iiضلالات
تائباً أرقبُ أنفاسي
بعد هذا الشأوِ iiأمسيتُ
بفؤادٍ حائرَ iiالآمالِ |
|
ثم ألقوا iiبرفاتي
مدلهم الجنبات
ليواري سَوَءاتي
الريح في كل iiالجهات
* * ii*
مجداف أرتادُ iiحياتي
لأنواء iiعُتاة
لستُ أدري كيف iiآتي
عبر بحر iiالظلمات
* * ii*
أتغنى للحياة
شجي النغمات
فتهاوت iiأمنياتي
أمست صدى في iiجنباتي
لحنوا لي iiأغنياتي
ببغاء iiالشرفات
في الليالي iiالحالكات
والقبور iiالدارسات
أنا أدرى من iiعُداتي
* * ii*
جردوني من iiصفاتي
وثمين في iiحياتي
جاهلي النزعات
وائداً طهر iiبناتي
أجثو iiلولاتي
وعُزَّى iiومَنَاة
من وحول iiالترهات
نسجت iiبالشهوات
وتمادوا iiبالعداة
لا أرى عورة iiذاتي
لي ثياب iiالسافيات
* * ii*
بين أهلي iiولداتي
اكتئابي iiالموحشات
أرتوي من iiعبراتي
أجتر غير iiالذكريات
كلفح iiالجمرات
لهيب iiالزفرات
كسخام iiالجفنات
كل أبواب iiالنجاة
أتملى الطرقات
غرقت في iiالعتمات
في بحور iiالكلمات
* * ii*
ارتباطي وصلاتي
فلقد حقت وفاتي
نخرج من ماء iiفرات
وله كل iiالتفاتي
بعد iiالعثرات
* * ii*
عبقت iiبالمكرمات
بالعصور iiالزاهرات
ومعانيه iiصفاتي
فوق iiالصفحات
أمليته من iiمعجزاتي
عليه iiوهباتي
ويلبي iiرغباتي
ويحاكي خطواتي
* * ii*
بدأبي iiوثباتي
مشرئبَّ iiالنظرات
بهرته iiوثباتي
وعرام iiالهبوات
يتملى iiعزماتي
وما لانت iiقناتي
* * ii*
بفم الكون iiفهاتي
يا كهوف iiالذكريات
لتلك iiالصبوات
وظلالي iiالوارفات
بين راع iiورعاة
من عذيَّ iiالرشفات
مشرقاً بالبسمات
كماء iiالمعصرات
وإنكاراً iiلذاتي
لله فوق iiالشبهات
كرسوخ iiالراسيات
* * ii*
كل تلك iiالنفحات
في قنوتي iiوصلاتي
ففاضت عبراتي
عن ضجوع iiجنباتي
لتحصي iiركعاتي
مخبت في خلواتي
لولا نسماتي
ونشيج الدعوات
محرابهِ iiبالخَلَجات
خافقاً iiبالصّلوات
لباري iiالخافقاتِ
* * ii*
جلدَهُ iiبالحَدقات
ألفة بعد iiشتات
في ثنايا iiالظّلمات
كنسيمِ iiالرّبواتِ
عَتْمَ iiالطُّرقاتِ
ووقارٍ iiوأناةِ
رفيقَ iiالخَطَرات
كَحُنوِّ iiالمرضعات
فهو فيها iiكالنّواةِ
جَفنيهِ فوقَ iiالحَدَقات
* * ii*
الأسحارِ تعلو iiسُبُحاتي
كلّ ما في iiالكائنات
النجومَ iiالساهرات
أندائها iiوالأمسيات
* * ii*
غَضّ النَّبَرات
في القلبِ المواتِ
فوقَ نورِ iiالصّفَحات
غريق iiاللهفات
نجواهُ ثَرّ iiالعَبَراتِ
وهذي iiكلماتي
قبسٌ من iiقَبَساتي
تتلقى iiموعظاتي
وهو يصغي iiلشكاتي
لي iiبالمغفرات
* * ii*
مالكَ روحي iiوحياتي
منك ذاتي iiوصفاتي
مهجتي في iiنَبَضاتي
لي من iiنَسَماتي
وكل iiالكائنات
هالةً أو هَبَوات
بالهدى بالقُرُباتِ
الكتاب iiالمحكمات
ذوب سحر iiالكلمات
أين من ماضيّ iiآت
لم يزل سرّ نجاتي
وهو أسمى iiقُدُواتي
من جراح iiالنائبات
من جموح iiالنّزوات
أمطرت iiبالرَحَمات
إحدى iiالوَمَضاتِ
شجيَّ iiالوَثَبات
برسيسِ الصَّبَوات
دمعاتي iiالخفِرات
في الحواري iiالمؤنسات
وَقْعَ iiالخُطُوات
عبيرَ iiالزّفرات
شُمّ الراسيات
ورحاباً iiطاهرات
ومهوى iiالخافقات
وبالصّحبِ iiالثِّقاتِ
مثوى المكرُمات
ما أجلَّ iiالوَقَفات
في الجنان iiالخالدات
يا عطاش iiالمغفرات
* * ii*
قد أُنسيت iiذاتي
وحبي iiوصلاتي
إبعثيني من شتاتي
قد بدأت نُسُكاتي
من جميع iiالرّغباتِ
أرتجيه iiكُرُباتي
قُدُسيّ iiالنّبرات
معي iiبالتّلبيات
في ثلاثٍ iiنيّرات
عند العَتَبات
في كلّ الجهات
فيه iiبالصلاة
أؤدي iiصلواتي
بين مروى iiوالصّفاة
تعدو للسقاة
ماءَ iiالبركات
* * ii*
عند باب iiالرّحماتِ
أكفَّ الدعوات
وعيونٍ iiوامقات
وحمّى iiالرّعشات
بَدَتْ في iiقَسَماتي
ربّ الكائنات
أنكرتْ روحيَ iiذاتي
بإحدى iiالقنوات
طارحاً كل iiهَناتي
فوق أرض iiالتضحيات
مع أبيه بثبات
رسولَ الأُضحيات
أوفى iiالنذُرات
بالنفوس iiالزاكيات
إحدى الحُسنيات
أسمى iiالدرجات
عنقي من iiتبعات
عن جميع iiالمغريات
الهوى بالحَصَوات
وأُحصي iiخُطواتي
بأدنى iiالدّركات
جمَّ iiالنّزعات |