صرخة
25أيلول2004
سليم عبد القادر
شريد
شعر: سليم عبد القادر
منذ أعوام، وحتّى هذه اللحظة، تمضـي كلُّ سـاعاتي اغـتـرابـا | ||
يوم ودَّعتُ بـلادي، هـارباً، أنشـد بالهـجـرة، أمـناً، | وثـوابـا||
منذ أعوام، وسـاقايَ مع الريح، وروحـي تمتـطي خيـلاً سحابـا | ||
وشفاهي تعزف الآهات أنـغـاماً، وقلـبي يجـرع الغـُربة | صابـا||
ولَو انّي من فلسطينَ، أعاد اللهُ فيـهـا العُـرْبَ فرسـاناً | غِضـابـا||
أنا لو هاجرتُ منها، ربّما ألقى يـداً تمسـح عن جـرحـي التُّرابـا | ||
ووجوهاً تذرفُ الدمع احتراقاً أو نفـاقـاً، قـد كَبَـتْ أو | تـتـكابى||
وأرى لي خيمة في أيِّ صـقـعٍ، أبتـدي فيـهـا لـياليَّ | ارتـقابـا||
أنا لو كنتُ من الأفغان، قد أسمـع من يـرثي لحـالي ، لو كِـذابـا | ||
فالإذاعات، من الغرب إلى الغرب، جميعاً، تُشبع الـرُّوسَ | سـبـابـا||
بيد أني مـن بـلاد، بـارك الله بها ، والبـغـيُ سـوَّاهـا | خرابـا||
هـاربٌ أحمـلُ نـور الله في روحـي إبـاءً، وبـعـينيَّ عِتـابـا | ||
هاربٌ، يرهبني الناسُ، ودربي مثـل قلبي، صـار مفروشـاً حِرابـا | ||
* * | *||
لم أرَ (المُطعِمَ) في الأرجـاء، فالمُطعِـمُ أمسـى والمروءاتِ | يـبـابا||
و(النجاشيُّ) طواه الدهرُ، كم أسـأل عـنه ، دون أن ألـقى | جـوابـاً||
لم أجــدْ باباً يـدقُّ الحرُّ، لا، لم ألـقَ حـتى الآن للنَّخـوة | بـابـا||
يا إلهي، هل غدت غاباً بقاعُ الأرض!؟ أم أنّـي أرى العـالم | غابـا!؟||
أم غـدا الإنسانُ لا شيء!؟ فما الشيء، وما الكونُ، إذا الإنسانُ | ذابا!؟||
إنني أكـره أن تـغـدوَ آمـالي وأحـلامي الجمـيـلاتُ... | سـرابا