على خُطاهُم
08أيار2004
صالح أحمد البوريني
على خُطاهُم
![]() |
شعر: صالح أحمد البوريني |
بالعلمِ والحزمِ والإيمانِ وجاوَزوا في بلوغِ المجدِ مرتبةً حتى تسامتْ إلى عليائهم شغفاً شادوا على الدينِ بنياناً لعزتهم وقدموا في سبيل اللهِ أنفسهم كانوا نجوماً زَهَتْ بالعدل سيرتهم الراشدونَ على شرعِ السماءِ مَضَوا الحافظونَ حدودَ اللهِ ما اضطربتْ الصابرونَ على البأساءِ في شرفٍ الحاملونَ لواءَ الحقِّ حيث أتوا المقدمونَ على الهيجاءِ في ثقةٍ العادلونَ إذا وُلُّوا القضاءَ قَضَوا الراحمونَ إذا دانتْ لهم دولٌ * * * على خُطاهم فَسِرْ إنْ كنتَ مبتغياً على خطاهم فَسرْ إنْ رُمتَ مغفرة يا طالبَ المجدِ في قولٍ بلا عملٍ هيهاتَ يبلغَكَ المزمارُ ما بلغت لا ينفعُ اللهوُ يومَ الكرِّ صاحبهُ ولا يصدُّ عن الأوطانِ مُغتصباً لا يَرهبُ الخصمُ منّا صوتَ مطربةٍ وليسَ يَجزعُ من كفِّ مصفَّقةً لكنَّ كَفاً على الصمصامِ قابضةً وباذلاً في سبيل الله مهجتَه الحقُّ يَغلبُ إنْ قامتْ له نُجُبٌ ومن تَشكّى لأهل الظلمِ مظلمةً وليس يرجى من الخداعِ منفعة * * * من ذا يشدُّ على البتار في ثقة هي الأكفّ التي في راحِها نَدَبٌ هي الصُّدور التي في السلّم وادعةٌ هي النفوسُ التي لله ذلّتُها هي الجِباهُ التي لا تنحني أبداً |
والهممِ
|
قادوا النّفوسَ فصاروا سادَةَ فوقَ الكواكبِ والأفلاكِ والنُّجُمِ واستشرفتْ هممٌ تسعى إلى القِممِ واستمسكوا بعرى الإسلامِ والذممِ وطالبَ العزّ يفدي دينه بدمِ يسعونَ للحقِ سعيَ العارفِ الفَهِمِ وسنة المصطفى بالسيفِ والقلمِ فيهم دماءٌ وما نَزَتْ مع الألمِ يسمو بهم وعلى الضرّاءِ في شَمَمِ الجامعونَ خِصالَ البرِّ والكرمِ الذائدون عن الإسلامِ والحرمِ بالحقِّ لا فرقَ بين العُربِ والعَجَمِ واستسلمتْ أممُ للفَتكِ والعَدمِ * * * فوزَ الحياتينِ لا تُشطِطْ ولا تَهِمِ وإنْ أردتَ صلاحَ الأمرِ فاستقمِ وناشدَ العزِّ والنغمِ سنابك الخيلِ في غارات مقتحمِ وليسَ يدفعُ ضَرّاً ساعةَ النّدمِ إلا الضراغمُ في آتون مُحتدمِ ولو تغنّتْ بقذف النار والحِممِ لمطربٍ في هوى الألحانِ منسَجمِ تُذيقه الرعب قبل النزف والألمِ يدُكُّ أسوارَهُ دكّاتِ معتصمِ وإنْ تقاعستْ الفرسانُ ينهزمِ لاقَوا شكايته بالطعنِ والتُّهمِ ولو تظاهر بالإحسانِ والكرمِ * * * من ذا يُقيلُ أخاً من عثرةٍ القدمِ من الضّراب ومنْ شَدَّ على اللُّجُمِ وفي الحروب كما الآسادُ في الأجَمِ وفوق هامِ الأعادي جكرةُ الحِمَمِ إلا لخالقها ذي الفضلِ والكرمِ |
الأُممِ