إلى متى تتفرجون
إلى متى تتفرجون
|
شعر: د. محمد وليد |
الليل غطى الكون في بحر السكون
والبدر غاب عن العيون
والوحش يفغر فاه
يفترس الأماني والظنون
أطفالنا سحقت وأنتم فوق ألوان الموائد تنعمون
بالله يا أهل الحمية كيف أنتم تصبرون
تتفرجون على اليهود يقطعون لحومنا
فَتُحوقلونَ وتسكتون
فإلى متى تتفرجون
إلى متى تتفرجون
* * *
يا قوم هل من غضبة عمرية
تنفي الموات عن المشاعر والسبات عن العيون
كسر اليهود عظامنا
نهبوا حمانا، شردوا أيامنا
أطفالنا في المسجد الأقصى الجريح يُعَذَّبون
سقطوا على أرض الجليل يقبّلون ترابها ويهللون
وجنودنا يتفرجون
نسيت حناجرهم حروف الكبرياء فما تراهم ينطقون
صدئت بنادقهم
وقد جبن الرصاص
فراح يغشاه السكون
* * *
قولوا بربكم متى تتحركون
ومتى بأخطار اليهود ستشعرون
وإلى متى الأعراب يقتل بعضهم بعضا
وإسرائيل تسرق أرضهم ومياههم
ونخيلهم وديارهم
وتسومهم ذل الهوان فيسكتون
* * *
بالله أهل الانتفاضة
أيها الفرسان في زمن العثار
يا من نفضتم عن مصاحفنا الغبار
وأزلتم من قلبنا المكسور ذل الانكسار
وبعثتم الأمل الكبير إلى القضية عند دور الاحتضار
يا من يرون النصر يأتي في الملمات الكبار
وصهيل جيش محمد قد عاد في وضح النهار
* * *
يا أيها الشهداء في زمن الهزائم والمنون
يا رائحين إلى الجنان لمن فؤادي تتركون
هلا تحدثتم إلينا عن منازلكم وعما تكرمون
إني أراكم في الجنان مع الملائك تنعمون
وثيابكم من سندس
وقطوفكم داني الغصون
وكؤوسكم بالزنجبيل مزاجها
والماء كالمزن الهتون
* * *
يا أيها الأحرار في زمن السلاسل والسجون
يا من غرستم في فؤادي القهر رمحاً كاد يسقيه المنون
لم تجلسوا يوماً على باب الأعادي تحلمون
ركع الأكابر والأصاغر عند أرباب الهوى
لكنكم لا تركعون
أنتم صهيل النصر
أنتم كبرياء الجرح
أنتم تؤمنون
أن اليهود بأرضنا قوم غزاة عابرون
وسحابة صيفية جاءت لترحل
مثلما رحل الغزاة الأولون