أشجانٌ وأمل

عبد الله ضرَّاب - الجزائر

[email protected]

هذه قصيدة تحاول تصوير الواقع المتردّي والمخزي الذي تتمرّغ فيه امّتنا الاسلامية ، بموت النّخوة الايمانية في نفوس اغلب ابنائها ، الذين اعرضوا عن هدى ربهم ، وراحوا يتهافتون على الأهواء والشّهوات ، كما تتهافت بعض الخنافس على القاذورات والنّجاسات ، وبعض الفراشات حول ألسنة النّار في العتمات ، فقد حدا قائلها السّأم والحزن الى ركوب القريض والتّوغل في مفاوز وحُزون الشّكوى بطريقة شبه هستيرية تنم عن شدّة التّألُّم والمعاناة ، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .

عَبَثًا  أحاولُ أنْ أسافرَ في الصَّدَى
وأخوضَ في الجُرْحِ العنيدِ iiمُغامرًا
عَـبَـثاً  أحاولُ أن أسيلَ فلم iiأعُدْ
وهـناك  في قَعْرِ الهوانِ iiتراكمتْ
عَـبَـثـاً أحـاولُ أن أقومَ iiفإنَّني
وجـعـلتُ لِي لحْنَ النُّعاةِ iiمَواوِلا
فـيؤزُّني  شَجْوُ الضَّريرِ إذا iiشكا
أَوَ  يـا هـلالَ الحِلْمِ غبتَ مُبكِّرا
ونـسـيتني  أشكو الورى متبرِّماً
وأبـحـتَ جرحي للذُّبابِ iiوللقذى
ولـقـد ألِـفتُ الهَمَّ ينهشُ iiخافقي
تـتـواثـبُ الآهـاتُ في جَنباتِه
ولـئنْ  حجبتَ النُّور عنِّي iiتهاونا
فـبـها يُنارُ السَّعدُ في عُتَمِ iiالوَنَى
وتَـعِنُّ في الأفُقِ الرَّهيبِ غمامة iiٌ
فـتـغـورُ في عين العُداة iiشماتةٌ
ويـصيرُ  عُرْسُ الكاشحين iiنِياحةً
ولـئن أراحَ الكفرَ غُزْرُ iiمواجعي
فـمَـعـاذَ ربّ الكائنات بأن يَكُنْ
ومـعـاذَ  ربّ النَّائبات بأنْ iiأُرَى
قَسَمًا  بربِّي ما شكوت ُمنَ iiالورى
لـكـنَّ  حـزْنـي من تقهقرِ أمَّةٍ
فـغـدَتْ  غُـثـاءً تافهاً iiمُترسِّباً
هـذا  الـنِّـفاقُ مُجاهرٌ بِعُوَارِه iiِ
والشَّعب يمخُرُ في الرَّذيلةِ iiراضياً
فـتـراهُ  يـهـتِفُ للنَّذالةِ iiطامعاً
وَتَـصَهْيَنَ الأمرُ الضَّريرُ فقد غدا
يـحمي  الخيانةَ والخَلاعةَ iiوالخَناَ
*              *              ii*
عودوا  لنورٍ في الشَّريعة iiتَرْتَقُوا
وتـمـسَّكُوا  بالنَّازلات من iiالسَّما
ثـمَّ اسـلُـكـوا نهجَ الإله بِعِزَّة iiٍ































وأُسـايِـرَ العيشَ الملوَّثَ iiبالرَّدَى
وأصُـدَّ طَـيْفَ المُخْزِياتِ إذا iiبَداَ
فـي  الـدَّهـرِ إلاَّ راسباً iiمُتجمِّداً
رِمَـمُ  الـمُـنى فوقَ الأنا iiفتبلَّداَ
أمـسيتُ  في زَمَنِ التَّهافُتِ iiمُقْعَداَ
ورضيتُ لي شِرْبَ المرارةِ مَوْرِداَ
ويـغـيظُني شَدْوُ الغريرِ إذا iiشَدا
وتـركـتني أرعى الظَّلام iiمُسهَّدا
وجعلت  دوني بابَ نورِك مُوصداَ
وكـسـرتَ كـأسي عابثاً iiمتعمِّداَ
وألـفـتُ  عـيشاً بالأسى iiمُتنكِّداَ
ويـظـلُّ بـومُ المُرْزِئاتِ iiمُغرِّداَ
فلقد وجدتُ النُّورَ في شمس ِالهُدى
ويـعـودُ دربُ الـسَّالكين iiمُمَهَّداَ
تُـزجي  إلى الحُلُمِ الجديبِ iiتورُّداَ
عـصفتْ بِوَهْجِ المَكرُماتِ iiفأُخْمِداَ
ويـعـودُ  زهْـوُ الحاقدين iiتَنَكُّداَ
ورصاص ُرُزْءٍ قد أصابَ iiفأقْصَداَ
لـيـلُ  الـتَّقهقُرِ والمهانةِ سَرْمَداَ
لـجُـؤارِ أهـلِ المُخزياتِ iiمُقلِّداَ
حُـزْنـاً لِـضُرٍّ أو أغازلُ سُؤْدَداَ
نَكَلَتْ  وهدَّتْ بالهوى سُنَنَ iiالهُدَى
عـبـثتْ  بها كَفُّ الخيانةِ iiوالعِداَ
والـحقُّ  يوءدُ في الهوانِ iiمُصَفَّداَ
عَـبَـدَ الـمطامعَ والهَوَى iiفتهَوَّداَ
وتـراهُ  يـسعى للوضاعةِ قاصداً
كـالـسَّيفِ في كفِّ البُغاةِ iiمُجَرَّداَ
وَيَـهِـرُّ  فـي وَجْهِ الهُداةِ iiمُهَدِّداَ
*              *              ii*
وخُذوا  لكمْ ظَهْرَ المَعَارِفِ مِصْعَداَ
واسْتَرْشِدُوا بالنَّاصعاتِ من iiالهُدى
وتـيـمَّمُوا شِرْبَ الفَضيلةِ iiمَوْرِدا