كفكف نواحك
10نيسان2004
صالح أحمد البوريني
كفكف نواحك
شعر: صالح أحمد البوريني
|
هوِّنْ عليكَ فقدْ أزرى بكَ الألمُ
واستيئَسَ الحبرُ والقِرطاسُ والقلمُ
هوّن عليكَ فإنَّ القومَ في شغلٍ
وفي فراغٍ وجود مثلهُ العدمُ
هوّنْ عليكَ فإنَّ الجرحَ في خِدرٍ
ولا يغرّكَ أنَّ الدمَ ينسجمُ
|
|
الحِسُّ والجرحُ لا وصلَ ولا أثر ما نحنُ إلا شعوبٌ ضمّها قدرٌ تخلّفتْ وانبرى أعداؤها قُدماً وسامَها الخسفُ أبناءَ لها مردوا أما ترى أنهم قد ضيّعوا وطناً والأرضُ تصرخُ صرخاتٌ مجلجلةٌ تبكي على فرقةِ الأحبابِ والهةٌ هوّن عليكَ فكمْ نادى سِواكَ وما أطرقتُ والدمعُ في عيني محتبسٌ والنفسُ تطوي على الآلام رحلتها وقلتُ يا صاحِ أحجمْ عن معاتبتي وكف عنا لساناً ما نزالُ بهِ أليسَ في أمةِ المعصومِ من أملٍ بلى وربي فإنَّ الخيرَ مجتمعٌ وعصبةُ الحقِّ فيها ظاهرونَ على أما رأيتَ يدَ الأقصى وقد صفعتْ أمت رأيتَ دموعَ القدسِ كيفَ غدتْ وذا صراخُ اليتامى صار قنبلةً والأرض يا صاحبي غضبى مزمجرة كفكف نواحكَ لا دمعٌ ولا عتبٌ لكنَّ دماءً مع البارودِ قد عقدتْ قمْ حيِّ كوكبةَ الأبطالِ إذ عرجتْ من كثرةِ الشهداءِ الغرِّ كدتَ ترى هذي فلسطين للأحرارِ منطلقٌ وسائرُ الأرضِ في دنيا عروبتِنا ذي أمتي في شِعابِ المجدِ صاعدةً يا أمةَ العربِ والإسلامِ قد برقتْ |
|
الوخز يُدمي ولكنْ مالَهُ ألمُ من سنةِ اللهِ مقدورٌ ومرتسمُ وفي سباقِ الورى زلّت بها القدمُ على النفاقِ فكمْ جاروا وكم نقموا لطالما ضيّعتْ من قبلهِ القيمُ والناسُ موتى وصوتُ الأرضِ ينعدمُ رباهُ أبنائي الأبرارَ أينَ همُ لبّى الرشيدُ ولا لبّاهُ معتصمُ والآهُ في خلجاتِ الصدرِ تنكتمُ وترقبُ الفجرَ بالآمالِ يبتسمُ وخلّ يأسَكَ دونَ الناسِ يحتجمُ على المدى يعترينا الغمُّ والسقمُ أليسَ فيها الهدى والدين والقيمُ؟ والنبعُ ممتلئ والبحرُ مضطرمُ رغمَ البلاءِ فما ذلّوا وما رغموا بالنعلِ شارونهم إذ جاءَ يقتحمُ؟ حجارةً في وجوهِ الخَصمِ ترتجمُ؟ دويها في رؤوسِ الجندِ يحتدمُ والغيظُ فيها على الأعداءِ يزدحمُ يحرّرُ الأرضَ.. لا حزنٌ ولا ندمُ قرانها بحزامِ الموتِ تحتزمُ إلى مراقي العُلا في السِّربِ تنتظمُ بابَ الشهادةِ بالأبطالِ يزدحمُ وتلكَ بغدادُ والشيشانُ والحَرمُ ومهدَ إسلامِنا تغلي وتضطرمُ أفواجُها في دروبِ العزِّ تلتئمُ أسيافَ ثأرك بالإيمانِ تقتحمُ |