لمـاذا؟!

الشاعر: د. كمال أحمد غنيم

   إلى طفلي الحبيب؛ الذي خاف من الحياة قبل الحياة، فقرر على صغره، بإرادة الله، أن يرحل عن الوجود قبل الوجود، فمن أجله كانت هذه الكلمات.

لماذا كرهت الحياة؟!

لعلك أبصرت فينا قرارك!

فكان الرحيل بعيداً خيارك!

وراح صهيل جوادك يخبو؛

وأنت تغادر نحو الموات!

         

لماذا أتيت؟

ومن أجل ماذا رحلت؟!

وهل ستعود؟!

         

هواؤك ما زال يملأ هذا الوجود

وثوبك ما زال ينبض بالشوق نحوك

وبيتك مازال يشتاق صوتك

وأمك دمع يفيض؛ يردد (إسمك)!

وجدك؛ عيناه ترجو قميص الوعود!

         

لماذا الرحيل؟

تمر نسيما بصحراء قلبي

وتنساب فيها لوقت قصير

..وأغمض عيني؛

فتهرب مني؛

لأجري وراءك؛

أجري أمامك؛

أسأل عنك

الشروق؛

الأصيل

         

وينجاب صوتي

ليعلو صدى المستحيل

وأحبس دمعي

ليدوي بقلبي صهيل الخيول!

         

..وأرجو رجوعك!

تمد يديك لتمسح دمعي؛

وتنساب كفي لتمحو دموعك!

أضمك نحوي؛

ويلمس قلبي ضلوعك!

ظلام هو الكون حولي

ظلام هو الكون ما زال يرجو طلوعك!