أحرقت قلبي

أحرقت قلبي

علي محمد الحاجي 

في إحدى زيارات الأستاذ  الشاعر عمر بهاء الدين الأميري للشيخ العلاَّمة مصطفى الزرقا في عمَّان ،أتحفنا بأمسيَّة  شعرية في مسجد الفيحاء، وكان من بين القصائد الروحانية الرقيقة قصيدة نونية بعنوان (غربة المسلم في بلده) فشدني موضوع القصيدة وإيقاعها ،ومستواها الأدبي الرفيع ،فوجدت نفسي واقفاً وسط المسجد أحيي الشاعر الكبير قائلاً :

أحرقت قلبيَ خفف نغمة النون    نسـائمُ السـحر ما تنفكُ تبكينـي

وجدت قلباً عليلاً فاعتصرتَ له    من كرمة الشعر كأس المُرِّ  تسقيني

يا رائع الشعر قد أيقظت عاطفتي    ورقة الجرس بالأوزان  تغرينـي

إنِّي غريب وجرحي قد فتكت به    أتنسج الشعرَ من آهات  مطعون ؟

رحماك أتمم ولا تحزن على ألمي    من يألف النَّوم يذبح بالسـكاكين

إنَّ الجـراح إذا سكَّنتها اندملت    فوق المآسي وفوق العزِّ والِّلـين

ثوِّر جراحي فطعم الآه أسـلم لي    إمَّا أموت وإمِّا ينتصـر دينـي