مهاجر

مهاجر

شعر: سليم عبد القادر

لا، لـن أهـاجر مضطراً إلـى كندا     ولـن  أهـاجـر مخـتاراً لـها أبدا

إذا نـجوت بـنفسي مـا نجوت  بها     إن عشـت فـي قلق أن أخسر الولدا

ومـا نسيت بـلادي، وما زهوت بها     يـومـاً، ولا أبـتغي  من دونها بلدا

ولست أمضي إلـى أرض أغـايرها     شـوقاً ودربـاً  وآمـالاً ومـعتـقدا

إن ضاقت الأرض بي ما زلت مدكراً     عـنايـة الـله، ما نـاشدتـه السندا

أرضي ستبقى بلادي رغم من جحدوا     حـقي بـها، ويُـخزي الله من جحدا

مـا قـلت جارت، ولو جار اللئام بها    على الكرام، وغـالوا الـفكر والرشدا

فيها  من الذكريات الخضر حقلُ هدىً     فـي الـروح مُنطَبِعٌ، لا يـنمحي أبدا

مـا زال حـبي لـها يـشتد ، دافقةً     عيونه ، ولهـيب الـوجد مـا بـردا

مـهاجراً فـي سـبيل الله كنت، ولم      أزل، ولو عشت باقي العمر مضطهدا

بيـن المـنافي أعاني  الدهر محتسباً     مـا كـان لله حاشا أن يضيع  سُـدى

تـدري المنافي جميعاً إن سئلن، فهل      وجـدنَ عـنديَ إلا الـحِلم والجـلدا

ولا بـطـولـة ، إلا أنـني  رجـلٌ     آمـنـت بـالله ربـاً واحـداً أحـدا

أقـول لـلنفس والأحـباب فـي ثقة      كـما أراكـم، أرى فـجراً يطل غدا

قـالوا : جراح النوى في القلب غائرة     ما يـبرئ الجرح، أو ما يمسح الكمدا

فـقلت : يومان: في حمص وفي حلب    ورشـفتان مـن العاصي  ومن بردى