الله غايتنا... آية الكون الجديدة
ضُمّيني أُمي ضُمّيني
كَليني لقلبكِ المزروع في قلبي سَنابلْ
لشهيدٍ يُعانقُ النُّعمانَ في شَغفٍ
يُعانقُ لونَ التُرابْ
ويهتفُ بالمدى المُضمّخِ بالشهادةِ
والموشّى بالإيابْ
الله غايتُنا
فترتعدُ القصيدةْ
اللهُ غايتُنا
فترتسمُ آيةُ الكونِ الجديدةْ
ضُميني أُمي ضُميني
أُمّاهُ أنينُ المنافي
والمورياتِ الحلم قَدْحاً في أَلَقِ الوعودْ
والزنبقِ الصاعدِ مِنْ حدائقِ قلبي والقوافي
يصحو ثم يموتُ ثم يصحو
كيْما يُناديني
أُمّاهُ يا يَمامة قلبي في دياجير الرعودْ
مِنْ أينَ هذا الشَفَقْ
هذا الفَلَقْ
هذي السَّفينةْ
أُمّاهُ أُحبُّكِ لا تترُكيني
فكوني رَبَّةَ شِعري
وكُوني مَدينةْ
وكوني مذاقَ الرياحْ
جرأة البرتقالِ
استعارات الكفاحْ
أُمّاهُ توغَّلَ الشهداءُ في جسدي
توغلوا في الروحِ
صَنعوا مِنْ فتيلِ الوَجْدِ رايةً وتساءلوا؟
أينَ الأيائل والقصائدُ والرماحْ؟
وأينَ هُتافنا الأبديْ؟
اللهُ غايتُنا
فترتعدُ القصيدةْ
اللهُ غايتُنا
فينبلجُ الصباحْ
ضُمّيني أُمّي ضُمّيني
أوّاهُ أمي هنا قتلوني هُنا قتلوكِ
هنا استباحوا نبعَ التَّمرد والحُبورْ
كيلا يكونَ قلبي شراع المستحيلْ
وعيوني ثورة لا تثورْ
أحاولُ أنْ أحبّك أُمّي
أحاولُ أنْ أستجيرَ بآخرِ "لا"
أورثتها إليَّ السطورْ
أُمي ويحرقني صوتُ العائدينَ لتلك الأمهاتْ
أنتِ أنشودةُ المطرِ في مدائنٍ عتيقةْ
أنتِ أرضي التي حوّلتني إلى سماءْ
أنتِ خُزامى الريحِ في شذى حديقةْ
وأنتِ أُمي التي حوّلتِ الفجرَ إلى فضّة الزيتونِ
وحوّلتْ طفلها إلى بيداءْ
فاستحالَ الهُتافُ هَزاراً
اللهُ غايتُنا
فترتعدُ القصيدةْ
الله غايتُنا
يا سنديانةَ الشهداءْ...
ضُمّيني أُمي ضُمّيني
أمّاهُ علّمتْني "الأنفالُ" صُنع القذائفْ
وجعل "واعتصموا" دماً في شراييني
لذلك كلّهم عادوا منْ آخر الدرب الطويلِ وعادوا
تركوا صغيرَكِ يكتبُ على جمر الأماني
ما كان ذنبي أُمّي
أنَّ أولَ اسمٍ نطقهُ لساني
كانَ أُمي فلسطيني
كانَ أُمي فلسطيني
كانَ أُمي فلسطيني
أُمّاهُ يا أُمّاهُ
أريدُ حرباً من الحنين أموتُ فيها
ثم أنهضُ وأشعرْ
كطروادة التي أدمتْ قلوبَ مُحبّيها
يا قلبَ أُمي ناديني
اللهُ غايتُنا
دمائي أمي فداكِ جئتُك طفلاً فاحضنيني
أحبّيني أمي إذا أدرجتُ في كَفَني أحبيني
اللهُ غايتُنا
إنّي أموتُ يا أُمي فابكيني
ضُميني أمي
تلك الجيادُ النافرة الحائرةْ
المُقبلة المُدبرة الثائرةْ
لم تكن سوى أُمّتي الحزينةْ
في رحاب كفّيكِ أمي حزينة
بأنهارِ أُرجوانِ دمعكِ تُناديني
اللهُ غايتُنا
هي البدايةْ
اللهُ غايتُنا .. وهي النهايةْ...