المارد

المارد

شعر: عبد الرحمن بارود

خـيم الليل فيـا للهِ أحلامي  ...  ويأسـي

وخـيالاتي .. وترنيـمة موتايَ .... ورمسي

موطني يا ربّ ... نيران  الردى تأكل  غرسي

أنا في المستنقع الأسود ... يومي  مثل  أمسي

أنا لـيل تعصـف  الثورات في أرجاء نفسي

*    *    *

أيها الظالم الحديديُّ ... أزاهيري ... و عمري

كيف أنساك وسيل الدم لا يـبرح  يـجري

أنا لا يومض لي نجمٌ ... و لا أعـرف فجري

ماردٌ ... لـن أطرح الخنـجر أو آخذَ ثأري

فوق حطين التي تـبرق في ليـلي وأسـري

*    *    *

هـذه أوطانـنـا اللاتي عشـقنا ورعيـنا

يوم أن أحرقها الشـر خـرجنا وبكيـنـا

ومشـينا نزحـم الأدرُبُ لا نعرف أيـنـا

و الحـفـا والشوك والأحجار تدمي قدمينا

نحـن لـو ثرنا على غاضبنا، ماذا علـينا؟؟

*    *    *

 أيُّ  شبر عاد لي من وطـني مذ شـردوني؟

أنا ذا  أشقى كما كنت ... وتربدُّ  شجـوني

تصرخ الأجداث في وجهي  ويشـتد جنوني؟

من فلسطين أنا يا ليـل هل تدري جنـوني؟

بثيـابي أدفـع السـيل عن الربع الحـزين!

*    *    *

المعـي يا أعـين الحرب وثـوري يا زماجرْ

واطرحي  الخيمة في الإعصار واجتاحي المقابرْ

وتدفقْ أيـها الطوفان دمـدمْ في المـغـاورْ

مـا لنا بد من التـدمير فالبهـتـان سـافرْ

فجـرنا لا يدٌ أن يخلق من لمـعِ  الخناجـرْ!!